٨. الساعة أم لوهان

39 5 38
                                    






انتظر سيهون قرب البوابات كما اعتاد أن يفعل.

نظر يمنة ويسرة، جوناثان هنا يرمقه بنفس النظرة الخرساء التي لا تبدي أي نوايا.

الجميع جاء.. عدا لوهان.

فاعتدل من ميلته على الجدار ونظر للشارع مجددا عاقدا حاجبيه، هل نقله والده بالفعل؟!
ألن يأتي اليوم؟
ألازال جدالهما قائما؟

صدح صوت الجرس يرجفه فجأة ونقل عينيه عن الطريق إلى أستاذه الذي ناداه ليسرع.

يبدو أن لوهان سيتغيب اليوم.
على الأرجح هو بحاجة للمزيد من الوقت.

فاستدار يقتاد خطاه للداخل، تناسى كل شيء.

منحه جوناثان الأمان الذي كان يرتجي طوال الأشهر الماضية، وعلى غفلة هو حاصره حين كانت كل دفاعاته منخفضة. حاصره في اللحظة التي لم يظن بها أنه قد يفعل.

وجد سيهون نفسه يجر إلى سيارة جون من قبل صديقيه.

حاول التراجع، لكنه علم يقينا أن التراجع ليس حلا لذا ابتلع ذعره وهلعه وأطاع خطاهم ليحصر جسده بينهما ويدعه يقود السيارة إلى حيث سينتهي أمره حتما.

لم يعي سيهون الطريق لصخب أفكاره والإحتمالات التي تكتظ في ثنايا عقله. هو بلحظة كان في السيارة، وفي الأخرى كان في غرفة المعيشة في بيت جون يتلقى ضربا مبرحا هشم كل عظامه.

كان واقفا واللكمة التي تلقى ببطنه أسقطته، كان جاثيا والركلة التي ضمت رأسه مددته.

كان يتلوى ألما ويفترش الأرض نازفا وراحت قبضة جوناثان تنزل على وجهه المرة تلو الأخرى حتى هشمته.

"أين ذهب ذلك الأعمى همم؟! كم دفع ليحصل عليك يا كلب الأموال؟!"

هسهس وسط لكماته بابتسامة متحرقة للمزيد من الدماء وشد على ياقة سيهون بقوة ليرفع وجهه المذعور نحوه ويرجف أنفاسه بصوت همسه المرعب وعيناه السوداوتان تلهفا لتمزيقه.

"هل تظنني لا أستطيع؟ هل تخشى أن تخسر؟! هل أنا أفعل يا ابن العاهرة؟!!"

كرر ما قاله سيهون في وقت سابق.
وأيقن المعني حينها أنه ميت لا محالة.

هذا تحديدا ما قاله جوناثان حينها.

"أنت ميت.. أنت ميت سأقتلك لترى إن كنت أخشاك حقا"

ونهض يترك جسده يرتمي مهدودا على الأرضية الباردة. تركه يئن ويلهث ويترك دماءه تغزو رئتيه وأنفاسه أثناء سعاله المتوجع ومحاولته بشتى الطرق أن يعتدل ليرجو الغفران جيدا.

"الساعة لم تكفيك في المرة الماضية كما أرى، سأحرص على أنها ستكون كافية هذه المرة"

ألقى وعيده وسحب مضرب الجولف من حامله متجها إليه وملق أمره لصديقيه اللذان يجلسان على الأريكة يشاهدان المذبحة التي سيرتكبها وحسب.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن