٢٢. يؤدي اليك

24 1 25
                                    











كان صوت الدندنة الخافت يكسر سكون الرواق.

وقع الخطى شكل إيقاعا مسموعا إلى جانب الدندنات الخافتة الناعمة.

تزامنت الأقدام لوهلة مع بعضها ودفع ذلك الجسد المتمايل جيئة وذهابا بحجرته للابتسام.

انفتح الباب بهدوء تام لم يهز منه شعرة، وظهر صوت خافت لا يحدثه على الأرجح.

فأسدل جفنيه بارتياح وابقى على جلسته ضاما ركبتيه لصدره حتى انغلق الباب وانفرد أخيرا مع صاحب وقع الخطى الإضافية.

عاد الصوت يظهر في محيطه بوتيرة رتيبة لم تزعج حواسه، وانخفض السرير بجانبه لثقل جسد الجالس قبل أن يظهر صوته في تلك اللحظة التي أبصر بها المشهد من النافذة أمامهما مباشرة.

"غروب مثالي"
"همم"

رد ذلك بهمهمة وابتسامة ناعمة، وفرق بين جفنيه أخيرا ليقع الضوء الملفت على أحداقه يزيدها على حسنها حسنا ويمنح شحوب بشرته لونا.

"كعينيك تماما"

أضاف الجالس قربه بصوت ناعم فاتر. صوت دفعه للابتسام وإدارة وجهه إليه بنظرة مبهمة.

"عيناي سوداوتان"

صحح يذكره.
يوضح أنه خسر عسليتيه الفريدتان حين اتخذ قراره بأن يراه. يذكره أنه خسر الفرص كلها لينظر إلى غزاليتيه ويتأملهما.

أنه كان مخطئا حتما حين تغاضى عنهما في الماضي.

"الشمس تنعكس على عتمتهما. أنا أرى المشهد برمته في عينيك"

اتسعت ابتسامته بوهن، ومرت بينهما نسمة هواء عابرة من نظام التبريد لترعش أبدانهما وتدفعه للتهرب من نظرته بالنظر للأمام.

"كيف حال أبي؟"

سأل الأشقر بفضول، وشد كفيه بتردد على ثيابه البيضاء المزعجة منتظرا بصبر حتى يرتب سيهون إجابته.

"تريد الحقيقة؟"
"قل الحقيقة"

الكذب هو ما أدى إلى كل ذلك.
هو ما جعل الأمر يصبح بليغا لهذا الحد.

لو لم يقرر سيهون الكذب بكل شيء لما انتهى به المطاف هنا.

لذا هو قرر أن لا يكذب..

"هو بالخارج، عاجز عن مواجهتك"

لم يكن مجيئه هنا خلسة كما ظن أنه سيكون، لقد أوصله كريستوفر بنفسه إلى الأبواب ووضع اسمه على قائمة الزائرين التي لا تحوي سواه وزوجته.

هو أوصله وأوصاه على لوهان.

هو أمنه عليه مجددا.
لكن هذه المرة، سيهون لن يخون أمانته.

يكفيه ماحدث، لقد عاثت تلك الفوضى بحياتهم فسادا. باتت حطام سيتحتم عليهم ترميمه لبضعة أعوام آتية.

𝚄𝙽𝚂𝙴𝙴𝙽 || لا يُــرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن