⚜️القلب هو القلب والروح هي أنت⚜️
الحلقة: 02 ⚓بعد نصف ساعة كان عشاءهم جاهزًا وكانوا يجلسون على مقعدين يأكلون ونامت في ذلك الطعام تاركة والده حزينًا من رؤيتها... تناول الطعام معها قليلًا ثم تركها تكمل الأكل براحتها... اكتفى بالنظر إليها حتى انتهت من أجل متعتها ثم أومأت برأسها ونظرت إليه ولم تفهم ما حدث عبست وقالت...
•حرة: لماذا لم تأكل معي يا أبي؟ كم مرة قلنا لك لا تدعني آكل كل شيء وحدي حتى أنت عليك أن تأكل حصتك..
•عثمان: أكلت وشبعت ماذا تريدني أن آكل فوق شبعي...
•حرة: حركت رأسها لا وقالت... أنت أكلت قليلا فقط وتركتني آكل وحدي... هذا ليس صحيحا حتى أنت عليك أن تأكل جيدا لأن لديك عملا تقوم به...
•عثمان: ابتسم لكلامها وقال: "أوافقك الرأي... أكلت وشبعت، هذه مصلحتي..."
•حرة: عبست وخفضت رأسها دون أن تقول شيئا... اكتفت بلوم نفسها على تسرعها ونهمها في الأكل الذي جعلها تنسى والدها... هذا الأخير الذي رآها وعرف أنها تلوم نفسها على هذا جعلها تفكر في شيء آخر...
•عثمان: اليوم قابلت نورهان ابنة عمك رحمه الله وسألتني عنك وقالت لي أخبرك أنك غدا إن شاء الله ستذهبين إلى بيتهم...
•حرة: لم تحرك راسها ولم تنطق بأي كلمة ...
•عثمان: استغرب لردة فعلها... نزل راسه لمستواها وقال...حرة إرفعي راسك ابنتي ...
•حرة: رفعت راسها له وتغير وجهها ودمعت عيونها...
•عثمان: كل هذا الغضب لاني لم اكل معك صديقيني يا بنيتي حقا قد شبعت الحمد لله وتركتك تأكلين براحتك ...
•حرة: ليس من اجل اكل...
عثمان: اذن ماذا بك يا ابنتي... لماذا قلقة جدا...
•حرة: لا اريد الذهاب عندهم انا لا أملك عائلة من غيرك ابي... هم ليسوا عائلتي ولا يحبوني يحضروني عندهم لضحك علي وعلى لباسي... هذه بنت عمي اعتبرها غريبة عني ,لان اذا بنت عمي جاءت، ما كانت تأتي وهي تقول: "يا ابنة الزبال، أنت جائعة وتظلين هكذا دائمًا"... وحتى الملابس التي أرتديها، يتصدقون عليّ منها ومن الناس، لولاهم لكنت عاريًا... لا أريد الذهاب إليهم أو حتى سماع أي شيء عنهم، أكرههم يا أبي، ولم يبق لي في هذه الدنيا إلا الله وأنت...
•عثمان: تمزق قلبه إلى ألف قطعة وألم حاد سيطر على قلبه... امتلأت عيناه بالدموع وبقيت غصة في حلقه، غير قادر على بلعها أو النطق بكلمة... كانت كلمات ابنته كالخناجر التي دخلت جسده وضربت كل عضو في جسده، لكن العضو الذي تأثر أكثر كان قلبه... جذبها نحوه واحتضنها بين ذراعيه، وتركها تدفن رأسها فيه وتبكي من شدة الكلمات التي اعتادت سماعها... أما هو فكانت دموعًا سقطت، حاول أن يحبسها في عينيه، لكنه لم يستطع، وتركها تسقط على خديه. على وجهه المجعد، وكل تجعد فيه يحكي ويروي ألف حكاية... وكلها عنوانها واحد وهو الكفاح في هذه الحياة... حضن دافئ خالي من أي نوايا أخرى... لم يكن له سواها ولم يكن لها سواه... وضعا رأسها على صدره وجلسا... ظلا على هذا الوضع حتى شعر بها تغفو، ثم نهض ورفعها بصعوبة ووضعها في مكانها، وعاد يجر قدميه، ورتب المكان ووضع الطبق الذي أكلا عليه على الجانب، وعاد إلى مكانه وجلس والتقى بابنته وكلامها لا يزال يرن في أذنيه...#يتبع