هل انا حرة...؟

1 2 0
                                    


      ⚜️القلب هو القلبي والروح هي أنت⚜️
                  الحلقة: 06 ⚓

أصعب ما قد يواجهه الإنسان هو الموت... إذا نطقت هذه الكلمة ستكون كالزلزال أو العاصفة القوية التي ستدمر وتخرب كل شيء... لأن معنى  أن هذا الشخص مات فهذا يعني أنه رحل... لن نراه بعد الآن... ولن نسمعه... ولن نستطيع أن نلومه إن أخطأ معنا... ولا أن نسعد بوجوده ولا أن نعيش معه... سيبقى شيء واحد وهو الذكريات.   لهذا احتفظوا دائما بالذكريات الجميلة  وعيشوا اللحظة دائما مع احبابكم واجتمعوا معهم   ليكونوا سندكم الرسمي لاحقا.. ورحم الله جميع موتى المسلمين...

مرت ثلاثة ايام... انتهت العزاء ودفن والدها... البيت فارغ ولم يبقى فيه الا هي... الجيران والاهل جميعهم غادروا لمنازلهم... وبقيت وحدها مع ذكريات ابيها واغراضه التي كانت بين يديها تحملها  وتستغرق في التفكير امامها... تضحك احيانا وتبتسم احيانا ... عيناها جافتان من الدموع ووجهها شاحب تحت عينيها داكن من قلة النوم... وجسدها يصرخ من الارهاق بحاجة للراحة... ولكن اين تجدها... واقسم  النوم أن لن يزورها...
سمعت صوت طرق على باب ورغم الهدوء حولها الا ان تلك الطرقات كانت كصفعة ايقظتها من نومها  - تأملت... رفعت عينيها نحوه وظلت تنظر إلى الباب الذي كان على وشك الكسر، سمعت صوت دق الباب يقول...

•محمود: حرة يا ابنتي، أنت هنا. افتحي الباب، ابنتي حرة...

•حرة: لا رد......

•محمود: افتحي الباب، أنا أعرف أنك  بالداخل. إما أن تفتحيه أو أكسره..

أغمضت عينيها بفارغ الصبر وجاهدت حتى وقفت  على قدميها، وما إن وقفت حتى شعرت بضباب أمام عينيها... وقفت لثوانٍ قليلة، ثم اقتربت منه ومدت يديها وفتحت الباب وسحبت قدميها إلى المكان الذي كان والدها ينام فيه وجلست...

أما هو عند فتح الباب دخل والخوف يملأ وجهه، ووقعت عيناه عليها، تنفس بهدوء واقترب منها قائلاً...

•محمود: لماذا أغلقت الباب يا ابنتي؟

•حرة: بنبرة باردة وصوت هادئ قائلة ... ولمن أفتحه... لمن افتحه له؟ قد ذهب..

•محمود: تنهد وجلس أمامها وقال... يا ابنتي يجب عليك أن  تقفي على قديمك ... الحالة التي انتي فيها لن توصلك  لشيء من غير ان تخسري... مد يده لجيبه  واخرج ظرف ووضعه على يديها...
•حرة: انزلت  عيونها على الظرف ونظرت فيه وقائلة ... ماهذا ؟..

•محمود:هذا مال أدين به لوالدك واذا كنتي تريدين العمل فسأجد لك
•حرة: ابتسمت بمرارة وقالت... اود ان ارتاح...
•محمود: وقف وقال... سأذهب الان و سأعود اذا كان لي وقت فراغ  واذا احتجتيني رقمي مكتوب فوق الظرف  اتصلي في اي وقت..

أومأت له وتبعته حتى  خرج واغلق الباب خلفه.  ثم تمددت في مكان  أبيها وغطت نفسها ببطانيته وعانقت ملابسه... لعلها تستريح قليلا من التعب الذي شعرت به...
_____في مكان آخر... _____
وفي بلدية أخرى... وتحديدا في منطقة ساحلية... كانت تجلس امرأة في أواخر الخمسينات أو أوائل الستينات... من ملامح وجهها كان واضحا أنها في نقاش حاد مع الشخص الذي أمامها وحتى أنه كان رجلا عجوزا في أوائل السبعينات من عمره... أمامهم أكواب قهوة وكان واضحا من المكان الذي كانوا يجلسون فيه أنهم أثرياء...
•ايميليا: ماذا، هل سننتظره حتى يستعيد وعيه... أنت تعرف ان حياته متعلقة بالبحر...
•لقمان:  ونحن نعلم أنه إذا لم يكن لديه شيء في ذهنه وهو محفور في دماغه. أقسم أنه لن يسمع لي أو لك. لا تنس من هو يا طاووس...
•‏ايميليا: مهما ارتفع وكبر في السن والمكانة لن ينسى أنه ابني وربيته.. إذا انشغل سينى ..

•لقمان: رفع عصاه وضرب بها الأرض وقال.. لا تنسي أنك امرأة. لا، لن يستحوذ القبطان عليه امرأة حتى لو كانت أمه.. ابني رجل و سيد الرجال و يترأس حي الصيادين من الأكبر إلى الأصغر.. لا، لن يضيع  في أي شيء، مثل الزواج، وبما أنه قال إن وقته لا يزال قد انتهى،  وسوف يُغلق الموضوع هنا..

#يتبع

قـــصــة بــعنـوان: #هل_أنا_حرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن