#هل أنا حرة...؟
⚜️القلب هو القلب والروح أنت⚜️
الحلقة: 05⚓قم هيا قم، ابتعدت عنه ومسحت دموعها التي حجبت عنها الرؤية وأكملت كلامها... اعلم أنك لن تتركني وقد أخبرتني بهذا الكلام مرات عديدة... ولماذا تركتني ولمن تركتني يا أبي؟ أنا وحيدة ولا أملك غيرك ولا عرف احدا سواك... إذا شعرت بالخوف أجدك امامي وإذا مرضت أنت الذي تسهر معي... وإذا شعرت بالجوع أنت الذي تطعمني وتترك نفسك... وإذا بردت تدفينّي ببطانيتك وتبقى للبرد... لماذا تركتني يا ابي لماذا... اسمع من اليوم ما لن ازعجك بأسألتي ... سألبس ثيابي وأذهب الى بيت عمي... وأقوم و أنفذ كل طلباتك فقط ارجع لي ... رأته لم يتحرك وكل ما قلته لم يسمعه وهي تعلم بذلك ولكنها فقط تود أن تخرج الذي بقلبها... هذه الفرصة التي ضاعت منها... شهقت وسط دموعها ومدت يدها ترتجف وضربته على كتفه... ابي قم لماذا لا تريد أن تنهض... أبي... أغمضت عينيها حتى سالت دموعها أكثر فأكثر، ودون أن تدرك صرخت بأعلى صوتها بكلمة واحدة... أبييييييييييي ... صراخها جعل الحقيقة المرة التي رفضت تصديقها وأجبرت على تصديقها...
جالسة متكئة على الحائط غارقة في التفكير، وأمام عينيها كانت لحظتها معه، وفي أذنها صوته... من يمر يندم على حالها... قبل ساعة تركته بعد أن ودعته، وها هي جالسة على كرسي الانتظار تنتظر محمود وعمها لاستكمال إجراءات الدفن... لم يدم الأمر طويلاً، وجاء محمود إليها، أومأت له برأسها، تستمع إليه وهو يتحدث...
•محمود: يا ابنتي، عليك أن تذهبي إلى بيت والدك، وقد رأيته، كان لا يزال يغتسل وسيُكفن ويُدفن... جلوسك هنا لن يغير شيئًا...
•حرة: من قتل والدي..•محموده: تكلم مستغربًا... كيف من قتل والدك...
•حرة: لقد قتلوا والدي، أبي لن يتركني وحدي و هو يدري إني خائفة ولن يستطيع أن يتركني... حركت راسها بهستيريا ...•محمود: حرة ابنتي، لعنة الله على الشيطان، أبوك مات لأن زمانه انتهى والدنيا لها بداية ونهاية وهذه نهايته...
•حرة: ظلت تناظره بنظرة باردة ...•محمود: بلع ريقه وهو يناظرها، ... خطرت بباله بأنها دخلت في صدمة... ولم يجد حل أمامه غير أن يرفع يديه ويصفعها حتى شهقت ورفعت يديها ووضعتها على خدها والدموع التي حبستها رجعت لنزول ولكن قلبه انكسر، جلس امامها وعانقها وتركها تبكي لتهدِّأ من نفسها... حتى أومأت برأسها وقالت...
حرة:ما زال وقت طويل...
محمود: عمك سيبقى معه حتى تنتهي الجنازة ...
حرة أومأت رأسها موافقة وقامت من الكرسي وهي تجر قدميها وكان خلفها متأسف على حالها... ركبوا سيارة واخذوها للبيت الذي فيه زوجة عمها وبناتها والجيران... عند رؤيتهم لها قاموا بالبكاء ويقدمون التعازي فما هي الا و تنظر اليهم بهدوء تااام ... نظرت اليهم واحد واحد واستقر نظرها على عمتها التي كانت تبكي... نظرت اليها لثواني قبل أن يعانقها أحد الجيران و يقوم بتعزيتها...اجلسوها على كرسي وكانوا جيران يستقبلون في الضيوف والتعازي ... وناس يعرفونهم نساء او رجال يروحوا لبيت المتوفاة لتقديم التعازي... اما النساء الباقي فكانت وجهتهم حرة...
#يتابع