#هل_أنا_حرة
⚜️القلب هو القلبي والروح هي أنت⚜️
الحلقة: 21 ⚓
جلست بعد أن مسحت يديها من الماء... حملت شطيرة الخاصة بها وعضتها قليلاً... كانت عيناها على من يجلس أمامها ويأكل ورأسها لأسفل ويداها تلعبان بحافة الطاولة... مرت دقائق وهي تنظر إليها... حتى وصلت إلى منتصف تلك الشطيرة و حملت زجاجة الكوكاكولا وشربت قليلاً وضبطت مقعدها وقالت...•ليلى: حسنا، سابدأ. ماذا تريد أن تعرف؟
•حرة: حملت رأسها بدهشة ثم فكرت... بلعت ريقها وقالت... كل شيء.
•ليلى: قبل أن أجيبك، لدي سؤال لك... لماذا تريد أن تعرف ما في ذهنك هذا؟ لا يحب المرء أن يعرف إلا إذا كان في رأسه شيء...
•حرة: ليس بالضرورة أن يكون شيئًا. لا أدري ماهي الهجرة الغير الشرعية سألتك عنه...
•ليلى: ... ما يهمك يا أختي الهجرة نعمة ونقمة... بمعنى آخر في ناس حالفهم الحظ هجروا ووصلوا وعايشين بالحياة سعيدة... وفي ناس هجروا وماتوا في وسط البحر أكلهم حوت وانتهت قصتهم مفقودين واسمهم مكتوب على قبر فارغ... وفي ناس وصلوا ورجعوا لبلادهم ...
•حرة: فتحت عيونها مندهشة من الذي سمعته... ثواني حتى دار الحديث في بالها وتكلمت... والذين وصلوا بسلامة ماذا حدث بعد ذلك...
•ليلى: بلعت اللي في فمها وتكلمت... الذي وصلوا راح ينتشر يا أختي سيرى ماذا يعمل حتى يبدأ رحلة ثانية في بلد ثاني... وأنت وذكائك هناك... والحظ الذي لديك وهل هو معك أو لا... في النهاية هل في بالك ان تهجرين البلاد...
•حرة: كانت غارقة في التفكير، تفكر بما قالته لها ابنة عمها وما عانت منه من قبل، فكرت في الوحدة التي كانت فيها... وما حدث لها أمس... فكرت وفكرت في أشياء كثيرة، كلها معاناة عاشتها وسيرى الناس ماذا ستعيش أكثر... أومأت برأسها بعد فترة وقالت... أتمنى أن اذهب في مكان لا أعرف فيه أحدًا ولا يعرفني أحد، حتى أتمكن من بدء حياتي بشخصية قوية وليست ضعيفة... لا أخاف من خيالي، لا أبكي حتى أتعلم الدفاع عن نفسي... أريد أن أتعلم وأثقف نفسي، أريد أن أكون قوية حتى أتمكن من إسكات أعمامي الذين يضحكون عليّ كلما وجدتهم... تُركت وحدي في عالم لا رحمة فيه ولا شفقة... إذا مت ولا شخص واحد يهتم، فلا داعي أن أعرف، وإذا عشت، فلن يفكر بي أحد... إذا هجرت، فمن الأفضل لي أن أعيش من أن يضحك العالم علي...
•ليلى: وضعت ما كان في يديها وقالت... انظري يا اختي الهجرة صعبة ولا احد يستطيع يتحمله غير الذي عنده قلب ووجه سليم... وانا سأساعدك مدام تفكرني في الامر... هل قررتي؟...
•حرة: يمكن....
ليلى: انظري ياصديقتي من البارحة وانتي تفكرين ... كلمت صديقي وفكر في يوم لنا يوم الخميس سنذهب معه لان عندي صديقة لي نود ان تقوم بالهجرة وانا سأوصلها... مارأيك ان تأتين معي وترين بعينك . وفكري لو تودين ان تهجرين وان كنت تملكين المال سأحجز مكانا لكي معهم...•حرة: حسنا... ليس لدي مشكلة لذهاب معكي...
•ليلى: حسنا الخميس الصباحا نلتقي في الصباح الباكر في محطة نقل المسافرين أعطيني رقمك لاتصل بيك...
•حرة: لماذا هل سنسافر؟ ...
•ليلى: نظرت إليها وقالت... انتي غبية لماذا؟ أقول لك الهجرة في البحر وتقولي لي سنسافر... واين البحر قريب مننا... يجب ان نسافر لولاية ثانية فيها البحر. انها ليست بعيدة، ساعتين فقط...
•حرة: فكرت ولم تجد امامها حل اخر. أعطتها رقم أبوها ... ملأته له وكتبته وعادوا يكملوا طعامهم... غيروا الموضوع لحد ما انتهوا و خرجوا مع بعض و من ثم افترقوا... كل واحدة قررت تذهب لبيتها... حرة ذهبت لعمي علي واشترت منه بعض الاشياء الشخصية واكملت سيرها... كان عقلها مشغول بقصة الهجرة ... وكل فترة تسأل نفسها هي عملت صح او غلط... كانت خائفة وفي نفس الوقت تشجع نفسها... المهم عندها إنها تغير حياتها وتخرج من الوحدة...ولتثبت لها ولبيت عمها أنها قادرة على العيش... رفعت صورة أبيها ونظرت إليه وخفضت رأسها وقالت...
• حرة: اشتقت إليك يا أبي اشتقت إليك أكثر مما تتخيل... بدونك حياتي مظلمة... أعلم لو أتيت معي ما كنت لأفكر هكذا... أما أنا فقد سئمت الوحدة، أنام في الليل خائفة... تمطر والرعد يضرب، أصاب بالرعب... لا أستطيع أن أعيش وحدي... لا أحد يفكر بي، حتى عمي محمود، نسيني وله الحق، لا أستطيع أن ألومه، حتى هو يعمل... منذ الجنازة لم أر عمي، وإذا وجدته على الطريق يعمل نفسه، لا يراني... ابنته تسممني دائمًا بكلامها... سئمت من تمني الموت ... وحتى لو مت فلن يهتم أحد إن كنت على قيد الحياة، لن يهتموا... هكذا فكرت يا أبي... قلت، هذا الهجرة، لو نجحت معي سأعيش بعيد عن هنا ولو لم أنجح ومت سأكون سعيدة بحياتي و ٱتي اليك... قبلت الصورة و حضنتها وهيا صامتة... #يتبع