#هل_أنا_حرة
⚜️القلب قلبي والروح أنتِ⚜️
الحلقة: 04 ⚓صوت طرق الباب عليها جعلها تقفز بعد أن أغمضت عينيها تنتظره... وقفت من مكانها وسارت نحوه بلهفة شديدة... مدت يديها وفتحتها وهي تبتسم لكن ابتسامتها تلاشت تدريجيًا عندما رأت رجلين أمن يقفان أمامها... ابتلعت ريقها واستولى عليها خوف كبير حتى انعقد لسانها... ، نظر أحدهما للآخر وتنهد وقال أحدهما...
•الشرطي: أمك هنا يا ابنتي، اتصلي بها...
•حرة: حركت رأسها دون أن تتكلم... أمي ماتت وانا هنا وحدي... وأبي لا يزال يعمل ولم يغادر...
•الشرطي: قلبه يتألم عليها خاصة أنه يراها صغيرة وتعيش في مكان كهذا ومن فوق جاءها بخبر أنه سيدمرها ... ولكن ليس لديه خيار آخر فلابد أن تعلم بذلك... انظري يا ابنتي مهما قلنا لك فلابد أن تقبليه لأن لا أحد منا في هذا العالم لديه القوة أو القدرة على الوقوف في وجه القضاء والقدر... لذلك عليك أن تكوني قوية وصابورة وأن يكون إيمانك بالله عظيما...
•حرة: تحدثت بخوف شديد... لماذا تقول ذلك؟•الشرطي: والدك يا ابنتي تعرض لحادث وللأسف توفي. بحثنا في أغراضه ولم نجد شيئا. الا هاتفه الصغير ، حتى بطاقة هويته كانت مفقودة... ورئيسه في البلدية هو الذي أخبرنا بالعنوان...
والدك مات... والدك مات، والدك مات... هذه الكلمات ظلت تكرر في أذنيها. لم تسمع شيئا بعدها... كانت تلك التي رنّت في طبلة أذنها وخفق قلبها بسرعة... أصابتها صدمة كبيرة وكارثة أعظيمة... لم تستطع أن ترى شيئا سوى الضباب. شيئا فشيئا، استرخى جسدها وفقدت القدرة على الوقوف وسقطت. مغميا عليها...
بعد ساعتين...
فتحت عينيها مباشرة على السقف... وهي تستعيد و تفكر في كل ما قيل لها... حتى وصلت لنفس الجملة... والدك مات... أي لم يبق لها أحد في هذا العالم... هي الآن وحيدة... كيف مات ولماذا مات، كيف يذهب ويتركها وحدها... يا إلهي، في هذا الصباح كانت تدعو الله أن يحفظه لها... يا إلهي، لساعات لم تتحرك ولم تلتفت وهي تنتظره... كيف ستعيش وعلى من ستعتمد... هل ستبقى وحيدًا، لماذا هي ولا أحد غيرها...
ألف سؤال وسؤال سألت نفسها ولم تجد حتى إجابة... لم تتحرك ولم تلتفت، حدقت في السقف حتى فتح الباب والخطوات التي كانت تقترب منها، لم تسمعها... أما كلام ذلك الشخص الذي دخل عليها، فقد حولت نظرها إليه...
_يا ابنتي، ان الله وان اليه راجعون... والدك كان رجلاً مهذبًا، لم أر مثله قط أكثر طاعة وكمالاً في عمله...
حر: لم تجيب فقط اكتفت بالنظر إليه..._أعلم أن صدمتك كبيرة وأن وفاته لم تكن سهلة عليك، لكن عليك أن تكوني قوية. كان يقول دائمًا إن ابنتي قوية ... لا يجب أن تضعفي... كنت مديره في العمل، لكنه كان اكثر من صديق ، وكوني هادئة يا ابنتي. انا الذي سأقف معك في كل شيئ تحتجينه في جنازته... وانا سأخرجك من...
•حرة: قاطعته وقالت... اريد رأيت ابي...•محمود: حسنا سأخدك لرؤتيه ...
تركها عندما اتى الطبيب لفحصها والتأكد من ان حالتها تحسنت وضغطها مستقر....خرجوا من المستشفى الحكومي الذي احضرها اليه ...
طوال الطريق كانت متكئة على الزجاج السيارة وترى بعينيها لحد ما وصلوا ونزل وأخدها معه... حتى وصلوا إلى مكان ثلاجة الموتى... فتح لهم المشرف الباب وسمح لهم بالدخول... دخل محمود وهي تنظر حولها وأين والدها... فتح لهم المشرف الثلاجة مرة أخرى وسحبه لهم وخرج تاركًا إياهم وحدهم... في تلك اللحظة مدت يديها لترتعش نحو البطانية وسحبتها على وجهه وظهر لها أغلى وأعز إنسان في هذا الوجود بأكمله... الصدر الحنون والأمل والعالم كله... بكت عيناها التي لم استطع التحكم فيهم وصرخت روحها داخل جسدها من حرارة الألم الذي شعرت به في تلك اللحظة... خفضت رأسها وقبلته على جبهته التي كانت باردة كالجليد وتحدثت وهي تتكئ بوجهها عليه ودموعها تنهمر على خديها... حرة: أبي لماذا أنت بارد هكذا... جاء دورك لتمرض وأنت تعرف أنه إذا مرضت سأمرض بعدك أيضًا... أنت دائمًا تقول لي يا ابنتي اعتني بنفسك حتى لا تمرض، لماذا اذا انت بارد؟... قم يا ابي لنعود الى منزلنا... شهقت في وسط كلامها وتكلمت مرة اخرى... اليوم كنت خائفة من الرعد وبقيت انتظرك حتى نمت ... و عندما استيقضت .على خبر وفاتك ... نعم يا ابي انت لست ميتا فعلا ولا انا لازلت نائمه و عند إستقاضي سأجدك امامي و تقول لي يا ابنتي انا لا زلت على قيد الحياة و لن اتركك مرة اخرى... و في النهايه اكتشف انه مجرد حلم #يتبع