⚜️القلب قلب والروح أنت⚜️
الحلقة: 08 ⚓
تمر الأيام بالضحك واللعب... مر شهر كامل على وفاته... في هذا الشهر دفنت نفسها معه بالمعنى الحرفي... لا ترى الشمس ولا تفتح الباب لأحد... تمسك بأغراضه وتنام في مكانه... وهو في ذهنها وأمام عينيها ذكرياتها معه... أول يوم لها في المدرسة، أول يوم تحصل فيه على درجة جيدة وتأتي راكضة إليه لتخبره... في عيد ميلادها لم يستطع والدها أن يشتري لها كعكة، لكنه اشترى لها ولكنه صنع كعكة صغيرة بسيطة ، فرحتها وغنائها معها، عيد ميلاد سعيد... فكرت في ما تمنته وقتها... وها هي الأمنية التي تمنتها ولم تتحقق... جلست وحيدة . طرق عليها الباب لعدة أيام وعاد صامتًا كما هي... الذكريات والذكريات هي التي بقيت ... منذ وفاته لم تتحرك من مكانها، لم تأكل شيئا إلا إذا شعرت بالجوع، ولم تذهب لقضاء حاجتها... باختصار، حبست نفسها داخل ذلك البيت...
اليوم، مثل بقية حياتها، أشرقت الشمس من خلف الغيوم... وأشرقت الدنيا عليها، وإن كانت مظلمة... فتحت عينيها وهي تائهاً. أول ما فعلهت هو حمل أغراض والدها وقبّلتها وقالت...
•حرّة: صباح الخير أبي... هذا صباح آخر بدونك...
تنهدت وقامت من مكانها وجلست... وبعد أن جلست نظرت حول البيت وحيث تعيش... شعرت ببطنها تقرقر من الجوع... تنهدت وقامت وهي تجر قدميها نحو دلو الماء. كان الجو باردا . غسلت وجهها... ثم ذهبت الى حيث الخبز بحثت ولم تجد شيئا... لم يعد لديها ما تأكله انتهى كل شيء... هنا شعرت انها يجب ان تتحرك ... لن يفيدها الجلوس... رفعت رأسها وهي تكتم دموعها وتحدثت مع نفسها...
•حرة: انت قوية انت حرة يا ابنتي انت قوية... ومهما كان يقول لي يجب ان اكون قوية... لو كان معي لما قبل ان يراني هكذا... اومأت برأسها نعم... يجب ان أخرج وأشتري شيئا لأكله وبعدها سأعود الى العمل... خفضت رأسها الى اغراضها والحالة التي كانت عليها... وتابعت كلامها... اول شيء يجب ان نفعله هو الاستحمام...
وهذا ما بدأت به... اشعلت نارا واحضرت وعاء كبير وصببت فيه ماء... وتركته يسخن ثم ذهبت الى حيث وضعت اغراضها... رأت ا ملابس ابيها نظيفة ومطوية، ظلت ضائعة فيها لثوانٍ معدودة... قبل أن تحوّل نظرها إلى مكان ملابسها الذي كانت ترتديه... اخذت بعضها، ما أرادت، ... ذهبت لتتفقد الماء فوجدت أنه لا يزال دافئًا بعض الشيء... انتظرته حتى أصبح ساخنًا، ثم أطفأته ودخلت إلى زاوية مخصصة للاستحمام ، أغلقت الستار وبدأت الاستحمام...
استغرق الأمر منها وقتًا طويلاً حتى انتهت وخرجت نظيفة وتشعر بقليل من الخفة... غسلت ملابسها وجمعت الحمام من خلفها... جففت شعرها جيدًا ووضعت قبعتها الشتوية فوقها وأضافت سترة للبرد، ثم ارتدت حذائها و اخذت بعض النقود من الظرف الذي أعطاها إياه محمود وخرجت من المنزل... خطت الخطوة الأولى وشعرت بقلبها ينبض... وتجمدت قدميها وبقيت على هذا الحال حتى تمكنت من حتى استجمعت شجاعتها ثم تحركت... مشت مسافة حتى وصلت المحلات وكل من مرت به ظل ينظر إليها متأسفا من حالها وهي تمشي غير مبالية لنظراتهم... وصلت المحل وتكلمت حتى انتبه لها الرجل...
•حرة: عم علي قبل ما تكمل ما كانت ارادت قوله؟ كان الرجل واقفا امامها.. عيناه يتفحصها ويتكلم معها في نفس الوقت...
•علي: حر يا ابنتي أهلا أهلا كيف حالك لدي مدة لم ارك فيا منذ وافاة والدك...
•حرة: الحمد لله هل يوجود خبز او انزل الى المخبزة ...
•علي: متأسف على حالها... حرك راسه كأنه يقول... نعم يوجد ...
حرة: عطيني ثلاث و البعض من الجبن
دخل ليحضر لها ما طلبته وظلت تحدق أمامها في حيرة وفي ذهنها ألف شيء تفكر فيه... أهمها كيف تجد عملاً وهي لم تحصل حتى على مستوى تعليمي وقد عانت كثيراً من هذه القضية من قبل... لم تخرج من شرودها حتى سمعت صوت عمي علي...
•عمي علي: تفضلي ابنتي ...
•حرة: امسكت الكيس وأعطاته المال... بدون كلمة... أخذه منها وأخذ نصف المبلغ عليها وأعاد لها المال وأخذته وعادت إلى المنزل تحت نظرات الجيران، بعضهم أشفق عليها وبعضهم مجرد نظرات فقط... وبعضهم لم يبال بها على الإطلاق...
ما إن وصلت فتحت الباب ودخلت واتكأت عليه... حتى التقطت أنفاسها... ثم خلعت حذاءها ودخلت... أحضرت كأس ماء ووضعت الكيس أمامها... فتحته وبدأت في وضعت الجبنة في الخبز ... أكلت الخبز وتحسسته بالماء لأنه لم يكن معها حليب انتهت من الأكل وخبأت ما تبقى منه في الثلاجة ثم جمعت الخبز في غلافه ووضعته في مكانه...و وقفت في وسط البيت تفكر ما الخطوة التالية... #يتبع
