حبست روز أنفاسها وهي تنظر للامبراطور، سرت قشعريرة في جسدها كالثلج وشعرت بأصابعها تبرد من التوتر.
هل الفتى الذي يشير له الامبراطور هو جاسبر؟
'كيف يعلم عن علاقتي بجاسبر؟'
لم تستطع روز تخمين ما يفكر فيه الامبراطور. كانت تعابيره وهو ينظر لها لطيفة، لكن الجو حوله لم يكن كذلك. كان لطيفًا وقويًا في نفس الوقت، كما يليق بحاكم امبراطورية.
في خضم حيرتها، ظلّت روز صامتةً ونظراتها للأسفل. عندما لا تعلم شيئًا، فقد اعتقدت أن أفضل جواب هو الصمت.
بعد لحظة تحدث الامبراطور.
"كنتُ أتوق لمقابلتكِ روز. في البداية، كان مجرد فضول. سمعتُ أن السيد الشاب الثاني لعائلة كونواي قد أُسِر قلبه من قبل فتاة من عامة الشعب.... ألن تكون تلك فضيحة تليق بالامبراطورية."
شعرت روز بحرقة في حلقها.
كانت قد قطعت وعدًا مع جاسبر بإبقاء علاقتهما سرًا، ولكن الآن اكتشفها الامبراطور، وليس أي شخص آخر. بدا صحيحًا أن للامبراطور عيونًة وآذانًا في كل مكان في الامبراطورية.
لم تفكر روز أبدًا في أن جاسبر من أخبر الامبراطور بنفسه. أنّبت نفسها وهي تحاول أن تعلم متى تم اكتشافهما.
"لقد ولّت الأيام التي كان الامبراطور يمارس فيها السلطة كما يحلو له. وإذا حدث ذلك، فكما حدث في الجمهورية، ستقتحم الجماهير الغاضبة القصر وسيقع رأسي في مرمى النيران؟"
قال الامبراطور بابتسامة مرحة. كانت كلمات لو نطق بها أي شخص آخر لاعتبِرَت إهانة للعائلة الامبراطورية.
تجمدت روز في مكانها غير قادرةٍ على فتح فمها. كان أي شيء ستقوله خطيرًا. كانت مدهشة ومحرجة من سماع الامبراطور يقول تلك الكلمات بنفسه.
"المعركة من أجل الرأي العام أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى. ولهذا السبب أحتاجكِ. الحب الذي يتجاوز المكانة، لا يوجد من هو أنسب منكِ لتكوني رمزًا للعصر الجديد."
"جلالتكِ، أنا...."
تحدثت روز بصوت مرتجف. لم تكن تريد التورط في الدعاية السياسية أو الفضائح، لم تكن متأكدةً من قدرتها على التعامل مع ذلك.
كل ما أرادته هو دراسة الهندسة السحرية بكل شغفها والحصول على وظيفة جيدة في العاصمة، لكن الامبراطور قاطعها كما لو أنه علم ما ستقوله.
"سيكو لقصتكِ نتائج بعيدة المدى. سيتغير الرأي العام وسيساعد ذلك على قبول التشريعات الإصلاحية كتعديل قوانين النبالة."
"ل.. لكنني لا أعلم شيئًا عن السياسة يا صاحبة الجلالة."
"ليس عليكِ فعل أي شيء، فقط عيشي حياتكِ كما هي. لا تنفصلي عن جاسبر إذا لم تريدي ذلك، تزوجيه وسأساعدكِ."