'يبدو أن سينيور كان مشغولًا هذه الأيام.'
في الآونة الأخيرة، كان ثيو يختفي بمجرد انتهاء عمله كأستاذ مساعد. الحقيقة أن روز لم تجرِ معه محادثة منذ حوالي شهر.
منذ تم الإعلان عن نتائج المسابقة، كان هناك شعور خفي بالإحراج بينهما. كانت تشعر أنه يتجنبها.
كما بدا الآن. بدا غير مرتاح للغاية وأراد المغادرة على الفور، لكن جسده تجمد في مكانه.
نظرت إليه روز بفضول وسألته.
"هل هناك خطبٌ ما سينيور؟"
ارتعشت أكتاف ثيو عند سؤالها.
"آه... لا، فقط متعبٌ قليلًا. أقوم ببعض الأبحاث الشخصية في مختبر آخر."
"فهمت، لم أدرك ذلك."
"نسيتُ إخباركِ."
تنهد ثيو بحرج وأغمض عينيه للحظة.
'تبدو مريضًا.'
فتحت روز فمها للتحدث، لكنها أغلقته بعدها. كانت مترددة في سؤاله عن شؤونه الخاصة بعد أن لاحظت إحراجه معها، لم يكن في مزاج يسمح له بالإجابة.
تحرك ثيو قليلًا ثم قال.
"حسنًا إذا، سأذهب أنا."
"....حسنًا."
راقبت روز ثيو وهو يخرج من الغرفة. لم يبدُ كـثيو الذي عرفته. لم يبدُ أنه يملك أي وقت وكان يسير كما لو أن شخصًا ما يطارده.
لطالما كان ثيو شخصًا مرنًا وقادرًا على التكيف في أي وضع. كان لدى روز شعور مزعج بأن شيئًا ما يحدث معه.
***
كان إدوين جالسًا يعبث ببطاقة هويته التي أصدرها من الجمهورية وهو جالس في العربة.
كان الاسم المكتوب عليها هو ماكسيم بوركوف. ردد إدوين الاسم غير المألوف في ذهنه عدة مرّات.
لم يكن استخدام هوية مزيفة شيئًا جديدًا على إدوين. فخلال الوقت الذي قضاه بالعمل كظل الامبراطور، كان عليه انتحال عدة هويات.
ولكن هذه المرة، كان متوترًا بشأن دخول امبراطورية لبتي.
"أكان هذا ضروريًا حقًا؟"
تمتم إدوين بصوت منخفض. كان متجهًا حاليًا إلى منطقة أتوود أقصى شمال الامبراطورية بعد أن كان مختبئًا في إحدى جزر الجمهورية.
كانت عائلة أتوود تنحدر من سلالة عريقة عبر مر التاريخ. كانوا يمتلكون حكمًا ذاتيًا على منطقتهم وحافظوا على جيشهم الخاص لحماية حدودهم. رغم أن عدد جنودهم كان محددًا من قبل الحكومة الامبراطورية.
وخلاف المناطق الحدودية الأخرى، كانت مركز أتوود الحدودي بعيدًا ما جعل التواصل مع الجيش المركزي بطيئًا، كما لم يكن هناك خط اتصال مباشر مع الجهات الامبراطورية.