أضاءت عينا جاسبر قليلًا من تعجب روز. تشدد فكه وهو يحدق بروز. اجتاحت نظراته كل شبر من وجهها، بنظرات يائسة.
بدت روز محرجة من نظراته.
"أنا من يجب عليها الاعتذار."
تجعد جبين جاسبر قليلًا.
"لماذا، هل تريدين الانفصال عني؟ وإلّا فليس هناك ما يدعو للاعتذار."
"....كان هناك شيء لم تخبرني وبه و...."
نظرت روز إلى كتف جاسبر بعينين دامعتين ثم أكملت.
"كنتُ أنا السبب في إصابتكَ، ولم أملك أي فكرة....."
"ما الذي قاله لكِ الامبراطور؟"
تراجعت أكتاف روز وأخبرته عن لقائها مع الامبراطور. استمع جاسبر لها وهو يشعر بالتوتر.
ثم انقطع صوتها وهي تشهق.
"أنتَ... لقد ذهبتَ في مهمة خطرة بسببي."
لم تعلم روز تفاصيل مهمة جاسبر كونها سرية، ولم تستطع سؤال الامبراطور. لكنها كانت تعلم بشكل غامض كونها كانت مهددةً لحياته.
وبطبيعة الحال، لم تعلم أن المهمة لازالت مستمرة.
ظلّ جاسبر صامتًا ولم يكلف لنفسه عناء تصحيح سوء الفهم لروز، ثم تحدث بنبرة ناعمة وكأنه يطمئنها.
"لم أتأذى."
"لماذا..... لمَ ذهبتَ إلى هذا الحد...؟"
"كنتُ بحاجة لدعم جلالتها. كانت تلك هي الطريقة المثلى لمنع أي اعتراض."
"لكنكَ ... كدتَ تقتل نفسكَ جاسبر."
"لم أفعل."
بدا جاسبر غير مبالٍ للغاية. غير مبالٍ لدرجة أن روز شعرت ببعض القشعريرة. وشعرت وكأن أنفها يحترق.
كان مصابًا بشدة، لكنه تصرف كما لو أن شيئًا لم يكن. كما لو أنه عايش ذلك مرارًا وتكرارًا.
دفعت روز ساعد جاسبر بعيدًا عنها بإحباط. كان جاسبر ضيعفًا ولم يقاوم.
"روز، هل أنتِ غاضبة؟"
"...لم أكن غاضبة، لكنني الآن كذلك."
"أنا آسف."
"أنا.... أنا لا أفهم، لم يكن عليك المخاطرة بكل هذا لأجلي. لمَ فعلت ذلك بحق........"
"لمَ فعلتُ ذلك؟"
سأل جاسبر متأملًا سؤال روز.
"لا أعلم، لا أحتاج لمعرفة السبب. أعلم فقط أنه كان الشيء الصحيح الذي توجب القيام به."
تصرف جاسبر كما لو أنه لم يوجد خيار آخر. كانت روز عاجزةً أمام كلماته.
ثم عبس جاسبر.
"لو لم أفعل ذلك، لربما اضطررتِ للانفصال عني."
"...لا جاسبر، لم نكن نتواعد حتى حين كنتُ تؤدي تلك المهمة."