لم تستطع روز رفع عينيها عن جاسبر، سُلِط وهج المصباح مع ضوء القمر على وجهه.
كان جميلًا لدرجة غير واقعية. عيناه الحادتان كانت تحملان لطفًا ونعومة في الوقت الحالي.
'لم أُعِد أي شيء.....'
شعرت بالأسف على جاسبر أنه لا بد قد عانى بينما كانت هي تستمتع بالمهرجان.
رغم أنه في الحقيقة، كان جاسبر حساساً تجاه الآخرين. كانت روز تدرك أن حنانه هذا موجه لها فقط، رغم كونها لازالت تجد صعوبة في تصديق ذلك.
جلس جاسبر على الكرسي الذي بدا صغيرًا جدًا ليسعه، لكنه لم يبدُ غير مرتاح، بل كان يفكر في راحة روز. سحب الموقد بقربها ووضع بطانية صغيرة في حضنها.
عندما لم تظهر روز أي علامة على توقف النظر إليه، أطلق جاسبر سعالًا بسيطًا.
"لمَ تبدين هكذا؟"
"اوه."
وفجأةً أدركت روز أنها كانت تحدق بعينيه. أطلق جاسبر صوت تنهد ثم تحدث مع لمحة من التسلية في صوته.
"أوقعتِ في حبي مجددًا؟"
"....أعتقد ذلك."
تمتمت روز بتعبير فارغ، كانت إجابتها رد فعل انعكاسي لكنها كانت تعنيها حقًا.
تك.تك.تك.تك.تك.
صدى صوت دقات الساعة بانتظام داخل البرج ، مع صوت دقات قلب روز المتسارعة عن طبيعتها.
أدركت روز أن هذا هو شعور الإعجاب بشخص ما، وإذا أسعفتها ذاكرتها، فقد حدث ذلك بالفعل عدة مرات من قبل.
اتسعت عينا جاسبر للحظة مندهشًا من إجابة روز، ثم تمتم بصوت خافت.
"...سأشعر بالحرج إذا أكدتِ ذلك."
كان جاسبر الذي لم يقل عادةً لم يشعر بشيء كهذا، خجولًا الآن. كان من الصعب معرفة ذلك في الظلام، لكن بدا أن هناك احمرارًا خافتًا يزين وجنتي جاسبر.
شعرت روز بدغدغة ما وأمسكت بالبطانية في حضنها دون داعٍ. ملأت رائحة الدفء الهواء بفضل الموقد والبطانية.
تحدثت روز بخفوت.
"أنتَ لطيفٌ جدًا جاسبر."
"أنتِ تعلمين أنكِ الوحيدة من تقول لي ذلك، أليس كذلك؟"
ابتسمت روز بهدوء وأومأت برأسها.
وفجأةً، بينما هي تجلس بجانب جاسبر، شعرت بالحنان والدفء. تمنت أن تدوم هذه اللحظة للأبد، أرادت البقاء معه بعد التخرج.
'أتساءل عمّا إذا كان ذلك ممكنًا.'
كانت السعادة التي لم تشعر بها من قبل مصحوبةً بالقلق. رغم أن جاسبر أخبرها ألّا تقلق بأي شيء وأن تثق به ولكن......