اليوم الثاني
مثل عادتها بروتينها المعتاد تلازم الصالة تتفرج بتملل بس هالمرة يشاركها السهر حمامة صارت تآلفها وتحبها حيل ، رفعت نظرها لدخوله بإرهاق في يدينه دم تجهل مصدره رغم عدم لبسه بدّلته العسكريه هالمرة ماغير بنطلون اسود وبلوزه سوداء وسحب علبة الإسعافات يجلس يداوي يدينه في صمت تام ماغير نظراتها نحوه بغرابة وقفت تمشي للكنبة اللي يجلس فيها وجلست قباله تمد يدينها على ذراع الكنبه تناظر له : وين تروح كل ليلة وترجع مجروح ؟ عسكري انت ولا رئيس مافيا ؟
ميل ضحكه بسخرية : مافيا ؟ وين عايشين حنا
ابتسمت تناظر له : وين عايشين ؟
اغمض عيونه ورجع يفتحها يناظر لها : وش تبين يا بنت سالم ؟
تبادلت معه النظرات بسكون : ابي اعرفك مين انت واحد تزوجته من قرابة شهر و زود ولا اعرف عنك الا اسمك ! هذي هي الحياة الزوجية اللي يتكلمون عنه الناس ؟ غريب و غريبة في قفص ؟
ناظر لها بهدوء وتقدم لها تستشعر القرب المُهيب مثله لين ارتخى جسدها على الكنبه تشوفه فوقها ينحني يهمس في اذنها يلامس ذقنه نعومة خدها : تبين حياة زوجية ؟ ما اردك
فزت بفزع تفهم مقصده تدفعه بقوة تقوم تحس بحرارة جسدها ورجفتها اللي ماقدرت تخفيها من كوابيسها وذكرياتها البشعة ومن تذكرها لراشد وسنين القرف بقربه وناظر لخوفها اللي بان لأول مرة من القرب ترفضه وتصدّه وتمنعه وتمحي كل متطلباته تردف : تخسي تلمسني
رفع حاجبه باستنكار شديد من تصرفاتها المريبة يوقف بهدوء يناظر لها ويمشي بخطوات ثقيلة : مين يخسي ؟
ناظرت له بعناد وقوة بعيونها ولو ارتجفت يدينها : انت تخسي !
رفع يدينه على الرغم نيته يمسك كتفها لكنها تراجعت للوراء بحذر تناظر له وميل ثغره بسخرية: قوية عيونك وترتجف يدينك ؟
ماردت عليه تمشي وتتركه مستغرب النفور هذا ماكان نفور عدم رغبه فقط لكنه نفور خوف وفزع وامور وراها الف قصة وسالفة وتقدم يشوف الحمامة مرر يدينه على ريشها وطلع بعدها بمدة بينما عندها توسطت غرفتها تنظم انفاسها تتذكر كوابيسها ومعاناتها رفعت يدها لنحرها تمرر اصابعها عليه تحاول تتنفس طبيعي وطيف راشد وذكريات سيئة تسكنها ، اذا جاء القرب منها والتصرفات ماتخاف ولا تتوتر بس اذا منه يربكها خصوصاً انها تجهله وتلقى فيه ريبة و غرابة ولو انه انتشلّها من عمق مستنقع عمها واخذها من بلادهم لبلاده ورغم انه صامت وعيونه ظُلمة والف حكاية تجهلها عنه الا انها تعيش ايامها بخوف من كل شيء وعدم ثقة حتى فيه ..قصر عقاب
كان بين افكاره وهواجيسه وريبته نطق : تعال ذاعر
دخل ذاعر يناظر له : قلت لي الحق اي اخبار عنه وركبت كاميرات في بيوت اللي يشتغلون معنا من كم يوم اخذوا حسن وردوه ورجع يتعامل معانا
سكت بتفكير عقاب : مارجع يتعامل دخلوه بيننا ينقل اخبار
ذاعر : وش اسوي به ؟
عقاب : خله يحسبون حسبتهم صح ونلعبها حنا صح بس انتبه يعرفونك آنت واجهتي واعمالي كلها من وراك انتبه ذاعر انتبه
ذاعر : لا توصي حريص الجني الازرق يلقونه وانا ما يلقوني
هز رأسه عقاب ووقف يدخل صالة بيته يشوفهم مشغولين بتجهيزات زواج : ام راشد اعزمي ثُريا بكره عندنا
رفعت حاجبها مجيدة بصدمه : اعزم مين !
التفتوا بناته بصدمه نطقت ندى : يبه وش تقول ؟
ضرب عصاته الارض بامر : كلامي واضح خذي رقمها من جهاد اكيد تواصل معها العاصي واعزميها
سجى : بس بكره حفلة توديع عزوبية ندى
عقاب : زين اجل لقينا سبب العزيمة
ومشى تاركهم يطلع ونطقت سليمة : يمكن تزين الاوضاع بيننا
مجيدة : اسكتي انتِ انشغلي بزوجك بس مابقى الا المجانين اعزمهم
سجى : يمه اذا ماعزمتيها بكرا والله ابوي يذبحنا
سكتت تخافه وتعرف بطشه وظلمه ووقفت ندى بزعل : تخربون احلى ايامي بشوفتها
طلعت ودخل جهاد بعد ما تنحنح يسمع امه : عطني رقم هالمجنونه ابوك يبي يعزمها
جهاد بوهقه : شعرفني برقمها امي!
مجيدة : تعرفه تعرفه جيبه لا يجيب ابوك يومك
تنهد يعرف وش بيصير لو ماعطاهم ولانه واثق بقوة ثُريا عليهم عطاهم مرتاح البال ..
أنت تقرأ
« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »
Actionفي حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين العداوة والفتنّة والقبح والجمال تُحكى شرارة جحيم تحرق كل من لمسها وعلى الرغم من معرفته انها الحرب التي...