اليوم الثاني ..
نزلت سمر من سيارة فراس اللي توقفت امام بيت مُهاب وابتسمت تشوفه يفتح الشباك وقفت عنده تسمع استعباطه : عشر دقايق وتعالي ولا بموت
وقبل ماترد فزت برعب من الصوت الحاد خلفهم : انت ميت من بعد ما حددت لاختي مؤقيت !
فز فراس ينزل من السيارة ما انتبه عليه وضرب له تحية برعب ناظر له مُهاب يوقف امامه وقفه عسكرية يربكه بنظراته : كم قلت؟
بلع ريقه فراس : اخسي اقول
ماقدرت تكتم ضحكتها اكثر من كذا اول مرة تشوف فراس خايف وابدًا ما تلومنه يجبر من امامه يخاف وابتسمت تناظر لمُهاب ومالت عليه تحضن ذراعه تدلع على اخوها و زوجها : انتبه يا فراس انتبه علي!
رفع حاجبه فراس لانها تحتمي باخوها امامه وتدلع قدامه وهز رأسه مُهاب يكمل : انتبه عليها و انتبه مني ..!
قالها بتحذير يرعبه ويخليّ سمر تذوب منه لان من زمان ماشافته يدافع عنها وحسّته خلفها كذا ونطق فراس : منتبه انا اول مرة بحياتي اكون منتبه لدرجة ذي
ضحكت بشدة ترفع كفوفها تودعه وتركض تضحك لداخل وناظر مُهاب لفراس اللي نطق : اروح ولا ابقى؟
اطال نظره له وهز رأسه وركب فراس مغادر ومشى مُهاب لسيارته يرفع جواله يكلم جهاد باتصال يقول فيه عباره وحده ويقفل ماينتظر رده ابدًا : تعال القسم ..بيت مُهاب
تنهدت ثُريا بعد ماسمعت كلام سمر عن مستجدات المجهول ونطقت : يعني الحين رقمه ذا صار لباكستاني ولا له دخل ؟
هزت رأسها سمر بالإيجاب ؛ فراس قال اكيد بيكلمنا من رقم ثاني
تنهدت تعض شفايفها بتفكير والتفتت لها تشوفها متوتره وشايله هم وهي ماتبي سمر تتأثر وتتعس ابدًا لاجل ذا ابتسمت تخبي كل مخاوفها تردف باتساع : سموره انسي وخلصنا واضح ماعنده سالفه لا تفكرين بشيء غير زواجك باقي ثلاث اسابيع بس لازم تخلصي كل تجهيزاتك!
ابتسمت سمر بتذكر : عمتها مسؤولة عن القصر والضيافه وغيره احسّ ودي اخلص سوالف الفستان والمسكه وكل شيء قبل الزواج باسبوع ابي ارتاح فيه واحتفل بالعزوبيه بس مابي انشغل بحجز وغيره
ابتسمت ثُريا تهز رأسها بالموافقه : طيب فكرتي بفستان شيء ؟
تنهدت سمر تهز اكتافها بجهل : في بالي تصميم بس احتاج مصممه ترسمه لي وبعدين اعطي خياط معروف يضبطه
ناظرت لها ثُريا بهدوء : تعرفين مصممات ؟
هزت رأسها بالإيجاب : اعرف بس محتاره بينهم
عضت شفايفها بتفكير وفكرة خطرت ببالها : اوصفي لي وش ودك
واطالت نظراتها لسمر بتركيز تسمع كل وصفها ورغباتها بفستان زفافها وكيف ودها يكون ..القسم
مايدري جهاد كيف طلع من القصر يركض لسيارته يحرك للقسم بعد اتصال مُهاب بس اللي يعرفه انه يخوفه لدرجة غير معقوله ، دخل بعد دق الباب وتقدم يسمعه : اجلس
جلس شابك كفوفه وزادت حيرته من لحظة وقوفه تارك مكتبه يمشي لين عنده يجلس امامه واعتدل جهاد بجلسته يتخيل كل السيناريوهات السيئة اللي ممكن تحصل له الآن في اللحظة ذي ، لكن تبددت كل اوهامه وخيالاته وانقطع خوفه من لحظة ما نطق مُهاب بصوت هادىء رزين : اطفي نيران جوفي يا جهاد
ناظر له مايفهمه ابدًا ولا يفهم نظرته الحايره هذي واتبع مُهاب قوله يكمل : ايش عاشت ثُريا عندكم !
رغم انه كان وده يسأله عن مقصد عقاب يوم تكلم بشرفها بس ماقدر ابدًا ماقدر يسأل لاول مره يخاف من الاجابة ويتردد بطرح السؤال لأول مرة يتمنى العالم كله يكذب وجهاد يصدق وينطق باللي يريحه خصوصاً بعد زيارتهم لديرة محسن حُسم الامر ووجب عليه معرفه الحقيقة لانه انهلك من خوفها تعب من افكاره اللي يحاربها كل ليلة ، اعتدل جهاد بجلسته يتذكر كلام ثُريا ان ابوه قذفها وفهم مقصد مُهاب ونطق ينوي يحرر ثُريا من كلّ الظنون : ثُريا بنا عمي سالم اكثر بنت كانت مدللّه حولي من زود دلع عمي لها يخاف تخدشها نسيم ما انسى يوم امطرت وابتل ثوبها وبكت لانه فستانها المفضل من دبي والصباح حجز عمي رحلة لدبي يدور نفس السوق اللي اخذ فيه الفستان !
ضحك جهاد يتذكر : رغم الفستان ماصابه شيء بس رفضت تلبسه ثاني ، الكل كان يحبها ويهتم فيها عاشت رفاهية وحياة لا توصف وكل هذا انتهى واندثر من لحظة ما ماتوا اهلها بسبب مجهول ..
رمش مُهاب يسمعه بانصات شديد يكمل : قالت ان ابوها كان هارب بعد ما اتصل على احد اذكر انها كتبت كلام ابوها وقت الاتصال بدفتر الملاحظات لاجل ماتنساه جابها ابوي هنا كان ياخذها كل ليله معه مدري وين يطلب منها شيء وهي ترفض طلباته كلها ويوم فقد الامل قرر يعاملها بصوره اشد
تنهد بتذكر : امي ماكانت تحبها هي تكره امها من زمان عذبتها بطفولتها حرق وضرب مع خواتي اهانة مهما دافعت عنها ماقدر وابوي اثبت جنونها باوراق لاجل تروح شهار ويعطونها ادوية كانت قوية بأس خسرت كل شيء الا نفسها هربت كثير وتحدتهم كلهم ولو تبي الصدق؟ والله كلهم خسروا ضدها حتى ابوي!
شدّ مُهاب على كفوفه يسمعه يكمل باقي حياتها ومعاناتها وجحيم عاشته مايتصوره خصوصًا وقت نطق يكمل : كانوا يربطونها ويحبسونها عاشت مع مجانين فعلًا محد منا توقع ترجع سليمة ابدًا حاولت تثبت عقلها ومحد صدقها بنهاية اعتبرت نفسها مجنونة معهم .
كل هذا كوم ومجرد ماسمع مُهاب جهاد يكمل بتوتر وخوف : اخوي راشد يحبها من وهي صغيرة ويبي يتزوجها وامي رافضه حاول يعتدي عليها كذا مرة لكنه ماقوى كانت اقوى منه مرة طعنته ومره دخلت زجاج بيده ومرة ضربته برأسه ماقدر عليها ولا لمسها حتى كلام ابوي كذب ثُريا اطهر من على هالارض وطى ..!
اغمض عيونه مايستحمل ابدًا مايقوى يستحمل غضبه واحتراق جوفه والنيران تشب بصدره لهب تحرق ضلوعه يشد على فكه يتحرك من قوة شده وتبرز عروقه ومظهره الآن جعل جهاد يسكت خوف مايقدر يكمل ابدًا ، ولانه مايقدر يسمع اكثر ابدًا نطق بغضب يكبته : تقدر تروح
بلع ريقه يوقف يمشي وتوقفت خطواته يسمع مُهاب ينطق بهدوء خلفه فيضانات من الغضب : انا قاتل لابوك واخوك يا جهاد فكر قبل تصافح يمنايّ ..!
رمش يلتفت له بتوتر نطق : وش بينك وبين ابوي؟ مستحيل بسبب ثُريا
ناظر له مطولًا مكمل : ثأر قديم ودم ما جف ..!
رمش يهز رأسه بفهم يدري ان ابوه مجرم والله العالم وش سوا فيه ومشى طالع تاركه يحاول ينظم انفاسه لكنه فشل، فشل ذريع وقت وقف يبعثر مكتبه و اوراقه يكسر باب دولابه ويقلب كنبته يقلب الدنيا رأس على عقب مسبب فوضى عارمه دخل بسبب صوتها شدّاد يناظر له بصدمه واعتدل مُهاب بوقفته يتنفس بهدوء ومشى طالع يترك شدّاد بحيرة منه ..!
أنت تقرأ
« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »
Açãoفي حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين العداوة والفتنّة والقبح والجمال تُحكى شرارة جحيم تحرق كل من لمسها وعلى الرغم من معرفته انها الحرب التي...