٢٨

41.8K 1K 305
                                    

عدت الايام بهدوء مُريب عليهم من جهة عقاب اللي كان في اعلى مراحل غضبه ويدس السم بين العسل ويغلي افكاره على نار هادئة ومن ناحية راشد المختفي من هذيك الليلة و جهاد اللي قضى اسبوع كامل مع ثُريا بشقتها بعد رجوعها من المستشفى رغم رفض مُهاب لكنها رفضت ترجع معه وصدودها له نتائجها صمت معها وطول بال ..
رجعت سمر وفراس من شهر العسل تتلقى الاخبار بصدمه وبكت بشدة في حضن ثُريا اللي نطقت : مايسوا سموره عدت على خير
سمر ببكاء : شلون تخفين عني شيء مثل كذا ولا تعلميني
تنهدت ثُريا : ماكنت ابيك تقلقين
سمر بغضب : ورجعتي الشقة لوحدك ! كيف مُهاب وافق
ثُريا بهدوء : وافق لان جهاد معي ولانه موزع حراس بكل مكان باقي يدخلون غرفة النوم
ضحكت سمر واكملت بتذكر : عرفتي ان اليوم في ميدان الفروسية بيعرفون عنه !
هزت رأسها بالإيجاب : اي قالت لي عمتك يوم جت تزورني
سمر بفرح : مبسوطه مره واخيرًا بيعرفون كلهم عنه ويرتاح من التخفي ذا
ماردت ثُريا تفكر بشرود بامر ببالها ونطقت : تعرفين مين اغبى انسان بالدنيا؟
سكتت سمر بعدم فهم : مين ؟
ضحكت ثُريا بسخرية : راشد غبي لدرجة لا توصف
اعتدلت سمر بجلستها : الله ياخذه وش سوا بعد !
ثُريا باستهزاء : مختفي من اسبوع مايرد على احد ويوم دقيت عليه انا رد انا مدري هذا غباء ولا وش
سمر بتقرف : هذا مهووس فيك الله ياخذه بيسوي كل شيء علشانك!
ابتسمت ثُريا بشرود : يسوي
سمر بخوف : وش بتسوين !
ماردت ثُريا تفكر بشرود وغادرت سمر بعد وقت ، لبست ثُريا حجابها واخذت شنطتها تدخل سلاحها وطلعت تصادف جهاد : وين رايحه!
ابتسمت ثُريا بجنون : انا حاولت اكون انسانه طبيعية مع الدنيا بس الظاهر الدنيا ذي ماينفع لها الا الجنون
ابتسمت تكمل : وانا مايجوز لي الا الجنون
ربتت على اكتافه : روح الميدان احضر الحفل وجنب المقبرة تدفن اخوك
وطلعت تحت نظراته المصدومه حاول يلحقها ويوقفها وسبقته واتصل على مُهاب مارد عليه وركب سيارته متجه للميدان ..

قبل هذا بوقت
العشاء

في ميادين الفروسية الخاصة بآل رشيد بعد ماعزم كل رجل يعرفه واكتظ المكان بزوار مو بس كذا حتى في السباق اللي كان العصر فاز خيله ورفض خروجهم وعزمهم على الذبايح والطرب النجدي توسطوا آل رشيد بالبشوت ونطق حاتم : وينه يبه وينه!

واكمل جاسر : والله ماتشيلني رجولي مابعده جاء!
كانوا عارفين الحكاية من ابوهم بس مو عارفين مين يكون ابدًا ..
كان السلك العسكري معزوم منه ناس كبار بمناصبهم ومنهم شدّاد والفرقة الثانية ، نطق راجس بهمس : حضر السفير
شدّاد بسخرية : مايبين ضعفه لاحد يقتل القتيل ويمشي بجنازته
رفع فراس علبة الماء يناول أيمن : اهدأ
أيمن بتوتر : مو قادر استوعب مين هو !
بلع ريقه فراس والتفتوا لمتعب اللي وقف يتكلم بجهورية: شرفتوني ياهل الخير عسى هالوجيه الطيبة ما تغيب ..
وتنهد مكمل : سنين اخبيه بين الهدب والعين لين شفته بعيوني ماخذ مكانته بعرق جبينه ، بكر سعود اللي ترحم عليه الخلايق وهو حي ..!
رفع نظره شدّاد لدخول مُهاب برزانته ومهابته وثوبه الابيض ونسفة شماغه ، لبس لاول مرة بعد ١٧ سنة في مناسبة لآل رشيد ثوب ابيض لانه دخل ولد سعود وبكره واول احفاد متعب ، التفتت كل الرقاب نحوه بتعجب من كلام متعب وتعجب اكبر بدخول النقيب ونطق أيمن وقت شافه يمشي لمتعب : النقيب وش يسوي هنا !
تقدم مُهاب من متعب اللي مسك كتفه : نورت دارك وافرحت اهلك واحبابك حي الله بكر سعود و أول احفادي..
حضنه متعب وطاحت دموع متعب غصب عنه وانتشر الكلام المتعجب من حولهم ، ابتعد يلتفت لعمه حاتم اللي لف شماغه على عيونه : كيف طاوعك قلبك تحرمنا منك !
انحنى يقبل يدينه ورأسه بتكرار : لا تبكي عساني اخذ ضيمك يابو مودة
والتفت لجاسر اللي شاح بنظره يبكي وحضنه يتنهد بتعب مايحب هذي الاجواء : شلون ماتعلمنا وتخلينا نصافحك مصافحة الغريب يابني ؟
اخذ نفس يربت عليه والتفت لصوت عقاب بينهم كلهم ينطق : افا يا متعب تخفي حفيدك عنا؟
شد على يدينه مُهاب يسمع متعب اللي للان مايدرون حقيقة عقاب : سعود وتعرفون قصته ولا لي قلب يدفن حفيد ثاني الشر يحوم يابو راشد
انتشرت التباريك والتراحيب حولهم وصوت الطرب احتفالًا فيه والذبايح والمفطحات وكل هذي الاجواء مايحبها والاسئلة هذي مايطيقها ، التفت لأيمن اللي يناظر له ولا جاء لعنده وتنهد يلحقه يشوفه يطلع من الميدان ونطق بعلو : أيمن!
توقف أيمن يشد على كفوفه يلتفت له يضرب تحية له وتنهد مُهاب : قدامك مُهاب مب النقيب !
ضحك بقهر : قدامي اللي بكيت عليه سنين وسنين وتأخرت بدراستي ثلاث سنين علشان ماقدر ادخل نفس المدرسة اللي كنت معهم فيها !
رمش مُهاب يناظر له تخونه عيونه : راجس يعرف ؟ فراس يعرف ؟ كلهم يعرفون وانا ما اعرف اشوفك غريب ليه يابو سعود !
تنهد يتقدم يسحبه لحضنه يربت على ظهره يردف : حقك علي والله حقك علي ..
حضنه أيمن وبكى بحضنه وفي ذراعه بشوق وابتعد ينطق بنبره تهد مُهاب : تكفى قول ان يمان بعد حي تكفى
ميل رأسه بوجع يهزه برفض بتكرار واغمض عيونه أيمن يحضنه مرة ثانيه رغم قهره انه مايدري بس فرحته سبقت قهره وحييل ..
ابتعد مُهاب يسحب جواله يسمع رنينه يشوف اسم جهاد ونطق : قول
جهاد بعجلة : ثُريا طلعت مو ناوية خير لراشد
فز مُهاب يفتح جواله على موقع سيارتها لانه يتتبعها ونطق بامر لأيمن : كلم شدّاد والفرقة يلحقوني
وطلع يركض يركب سيارته يتصل على شدّاد : شدّاد ابي امر بالقبض على راشد
شدّاد وهو طالع من الميدان بعد ماعلمه أيمن : اطلع القسم بسرعه
استجاب له مُهاب وكل انظاره على سيارتها المراقبة كانت توها طالعه من الشقة لحظة اتصال جهاد ومازالت في زحمة الرياض هو يدري انها رايحة لراشد ولازم يروح بفرقته وامر من السُلطات العُليا للقبض عليه بتهمة الاعتداء، مجرد ماوصل بدل ثوبه ببدلته العسكرية اللي كانت في مكتبه وطلع يشوف شدّاد بدل لانه تعلم فكرة ترك بدلته بالقسم من شدّاد استلم امر السماح بالقبض وطلع كل الفرقة ينتظرونه برا متجهزين يناظر للموقع يسمع شدّاد: ما تأخرنا صح ؟
مُهاب : لا بعدها في الزحمة الظاهر بتلتقي فيه بالمستودع نفسه حركوا له
ركب سيارته ورفع الونان فوقها لاجل يعرفون انه عسكري وتبتعد السيارات عن طريقه وحرك وهم خلفه اصوات الونان تسبقهم ..

« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن