٤

51.3K 1.2K 122
                                    

توقف امام بيت كبير بحوش واسع فضيع بعيد كليًا عن الناس ونزلت معه تشوف الحوش الهائل والاشجار الكثيرة من نخيل وورد دليل انها بعنايه كانت مقصصه بطرق رهيبه تناظر للمكان بغرابة وجود بيت مثل كذا ممر من النخيل ومسبح وجلسه لدرجة توقعت داخل البيت سبعين ادمي ولكنها تفاجأت من الهدوء المخيف في المكان الشبه مهجور ، دخل قبلها وتوسطت اقدامها البيت العتيق بكآبة مُريبة وسواد مستوطن اغلب الاثاث تناظر للخدامة اللي جت تقريبًا اربعينية ورغم اجنبيتها نطقت بعربية متقنه : الحمدلله على السلامة نقيب
ومن مناداتها للقب واضح تعرفه من زمان ونطق يكلمها : وديها تختار اي غرفة تبيها
مشى تاركها ونطقت بعلو : وين رايح ماعندي اغراض هنا ولاشيء !
مارد يتركها يمشي لغرفته والتفتت للخادمة " خديجة " اللي ابتسمت : انا اعطيك تعالي
ضحكت تمشي معها : ماشاءالله ونطقك للعربية احسن مني
إبتسمت خديجه : من ثلاثين سنة هنا اسمي خديجة
هزت رأسها ثُريا : والله ياخدوج لو يشوفك عمي خذك الثالثه
مافهمت عليها ونطقت : زوجته؟
ثُريا : مع الآسف اي
توقفت في الدور الثاني امام غرفه ونطقت : لا مافيها شباك
خديجة : في غرفة مع بلكونة بس بجنب غرفة مُهاب
هزت رأسها بعدم اهتمام : المهم فيها شباك
مشت معها تدخل وانبهرت من الغرفة وكبرها والسرير الرفيع وتدلي الستائر والتسريحة وبلكونة واسعة ورمت عبايتها تمشي ترمي جسدها لسرير : وين اهله ؟
خديجة وهي تفتح الانوار وترتب : ماعنده
ثُريا : كيف يعني ماعنده؟
خديجة: يتيم ماعنده اهل كل وقته بشغل يغيب ويرجع
ثُريا بتعجب : ومن وين له كل هالفلوس!
ابتسمت خديجة : من عرق جبينه
ضحكت ثُريا وابتسمت خديجة : اجيب لك ملابس واغراض واكل واذا احتجتي شيء كلميني
هزت رأسها وتقدمت تمشي في الغرفة تتأملها ودخلت الحمام تشوف كبره وضحكت : اكبر من غرفتي الاولى بسبع مرات
طلعت تشوف خديجة تناولها بجامة : معليش ماعندي غير ذي تناسبك
ابتسمت تهز رأسها : عادي مو مشكلة
وطلعت خديجة وتقدمت ثُريا للحمام تغتسل وتصب الماء على رأسها متجاهله صراخ عقلها بقراراتها الغريبة والمخيفة والانسان اللي صارت زوجته في غمضة عين وكل الامور المريبة في حياتها ، وطلعت تستلقي بتعب على عرض السرير ونامت من صعوبة اليوم وجنونه ..
بينما بالغرفة المجاورة فك ازرار لباسه العسكري يرميه على السرير يبقى ببلوزته السوداء ، رفع جواله على اشعار صك الزواج من المحكمة باسمه الحقيقي واسمها ناظر لصورة مطولًا وللقبها آل زين اسوأ عائلة دخلت حياته ورسخت بباله حقد وكره لا ينتهي ، تقدم للبلكونه يقف فيها يطلع سجارته يشعلها وينفثها بباله موال طويل ينتظر متى يغنيه ..

قصر عقاب

دخل بغضب يضرب بعصاه الارض بقوة يلتفت لمجيدة اللي نطقت : لقيتها !
ناظر لها بغضب نطق راشد : لقيناها و زوجناها
ابتسمت ندى : على الشايب ؟
ضحك بسخرية عقاب : تقول شايب!
واكمل بغضب ؛ على عسكري برتبة نقيب ! انا عقاب باخر عمري يأمرني ورع البارح ويتطاول علي ! انا تلوح يدي بالهواء ولا يسلم علي انا !
ضرب بعصاه الارض بغضب : مين هذا مُهاب مين ورع يتيم لا اصل يشرف ولا فصل يوقف بوجهي انا ؟ يجبرني على شيء مابغيته ؟ والله انك رايح لموتك يانقيب
ناظروا له بصدمه وعدم فهم لغضبه وهو يمشي طالع لغرفته وسحبت مجيدة راشد يجلس : علمني كل شيء من طقطق لسلام عليكم

« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن