٢٦

124K 2.4K 730
                                    

اليوم الثاني

قصر عقاب

دخل غرفة امه يشوفها مستلقية بعد عودتها من المستشفى وجلطتها اللي كانت خفيفه وستر الله وانقذوها بسرعه ، تنهد يشوفها تشرب الادوية وجلس يناولها الماء ينطق جهاد : شلونك اليوم؟
هزت رأسها مجيدة : بخير
تنهد يلتمس الزعل بنبرتها : امي شدخلني انا تزعلين مني !
مجيدة بغضب : لاجل تتذكر اني بالحالة ذي بسبب اللي تناديها اختي!
قاطعها بغضب : انتِ بالحالة ذي بسبب ابوي وزواجه عليك وبعدين آشوفك بخير لدرجة حتى بالوقت ذا تتكلمين عن ثُريا!
ماردت تلتزم الصمت وتنهد جهاد : ساكته عن كل شيء امي والسكوت هذا نهاية اولادك مثل اكبرهم اللي قتله
نطقت بغضب تقاطعه : ما قتله لا تخربط بالكلام
هز رأسه يوقف : ماقتله بس له يد بموته امي
ومشى طالع يتركها واقفه تناظر لمكان واحد نفس المكان اللي صارت فيه المجزره ..

قبل سنين ..

وقف ماجد بغضب امام ابوه : يبه اللي تسويه غلط الدولة لو تعرف عنك والله توديك ورى الشمس
عقاب بصراخ : انت اللي بتوديني انت ! انسى اللي شفته وانتهينا!
ماجد بجنون يصرخ : شلون بنسى يبه شلون انت كنت بنظري بطل واليوم اشوفك بيّاع وقاتل وسارق!
اغمض عيونه عقاب ورفع ماجد جواله : ماقدر يبه تتفاهم معك الدولة
وكانت نيته يتصل على الشرطة وبالفعل اتصل وتقدم عقاب بغضب يسحب جواله منه ودار بينهما شجار قوي ودفعه عقاب بقوة وبغضب طاح الجوال منه وطاح ماجد يضرب رأسه بقوة على الطاولة في منطقه خطيرة تسبب وفاته وصرخت مجيدة اللي دخلت تشوفه بالارض عيناه مفتوحه متسعه تغادر روحه جسده ووقف عقاب متشنج يناظر له مصدوم همس : ماجد .. يبه !
صرخت مجيدة تركض تشيل رأسه في حضنها وطاح عقاب يرتجف يناظر له ما رمش حتى من هول صدمته ..
اغلقت القضية وقتها بعد ماتدبرها ذاعر بحادث مروري، وبقى الوجع بقلب مجيدة والندم في عيون عقاب من يومها وهو قاتل غير متعمد لولده .

رجعت لواقعها على صوت عقاب : كيف صرتي؟
ناظرت له بهدوء تهز رأسها ومشى يجلس يسمعها: وش صار امس بالزواج؟
ابتسم بتذكر : شدّاد والنقيب ظنهم يقدرون علي وفضحت وحده من فضايح شدّاد
سكتت بتفكير : شدّاد اللي خذ بنت متعب بزمانه؟
هز رأسه واكملت : وش فضحت!
عقاب بابتسامة : انه عقيم
شهقت بصدمه : عقيم ! صادق انت؟
هز رأسه ونطقت : ناولني جوالي خلني اشوف وش قالوا بالقروبات
قصر متعب

دخل متعب يشوفها جالسه شارده تسمع ابو نورة من كوبلية " محد عرف باللي حصل " لانها من وقت ماعرفت باللي صار من جاسر وهي حالها ما يسّر وشارده تفكر فيه وفي وجعه وغصته هي مانست دموعه للان وهو يقول لها بصريح " ماودي أطلقك خليها منك وفداك المهر والذهب والله ما اخذ شيء " ماتنسى غصته وقتها ودموعه يردد " انحرمت من اكثر شيء كان ودي فيه و والله ما احرمك لو اني دنيء " وطلع يتركها ما انتظر حتى رأيها وسمع رغبتها اللي كانت بوجوده فقط يكفيها عن كل شيء لكنه ماسمح رغم محاولات سعود معه وانتهى زواج ما استمر الا يومين وحب استمر ثلاثين سنة وللآن !
قاطع شرودها صوت ابوها : اللي شاغل بالك يتهنى
ابتسمت توقف تجهز مكانه وتصب له قهوته تردف : يا فراغ البيت من السمراء
تنهد بشرود : بغيت ادق عليها قلت اخليها مع زوجها بيومها
ابتسمت من حُبه لها ونطقت بتذكر : زوجة مُهاب طلعت بدري علامهم !
تنهد متعب يتذكر حفيده ومغادرته ببداية الزواج : ضايق الولد ولو اخفى زعله كان وده يدخل مع اعمامه لها على كلام شدّاد
سكتت من طاري شدّاد ونطق متعب : لاجل ذا تركتيه؟
سكتت تبلع ريقها وهزت رأسها بالإيجاب بهدوء رغم ان الفراق طلب منه لاجلها لكنها تحملت ان هي السبب ماتبي احد يلومه يكفي اللي صار له وتنهد متعب : كلها قسمة ونصيب وانا ابوك
ابتسمت بهدوء وشرود ..

« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن