٣٨

170K 3.7K 1.2K
                                    

سيّل النظرات المستمر بينهم وجهها الاعذب كان اول ما فتح عليه بصره بعد ظلمته كانها ثبت انها النّور فعلًا ..
حاولت تبعد كفوفه بعد ما استوعبت وشد عليها بعنف في ملامحه قسوة ما عهدتها وقت نطق : مين سمح لك بزيارة ؟
اغمضت عيونها بتعب تردف : فكنيّ
حسّت باصابعه يشدها على خصرها قبل مايبعد عنها وكانه مايبي قربها ابدًا ! يصّد عنها كأنها غريبة يصاب بنفور منها يواجهه خصرها اللين بسهوم عيونه الغاضبه ونبرته القاسية تشوف في ملامحه الرفض ترفضها ماتبيها! ابتعدت عنه تشبك كفوفها بتوتر تعض شفايفها تهز رجلها فيها تصرفات دليل الهلع والقلق ونطقت بتوتر : ماجيّت زيارة ، جيّت نحط النقاط في حياتنا
ابتسم بسخرية وقسوة ماكانت طبيعيه : مب حياتنا اسمها حياتي وحياتك لا تجمعينا بنفس المسمى ما كنتي شيء بحياتي ولا بتكوني ..!
رمشت تليّن ملامحها امامه ، كيف قدر يقولها ؟ او هي كانت تستحقها ؟ في هذي اللحظة جسدت ابو نورة يوم قال شفت خليّ بعد غيبة شفتوا في حاله غريبه ، ضاع من عينه الحنان اللي عشناه من زمان غيروا غيري حبيبي خلا حبي عنده هان ، وصارت تترجى دموعها ماتبين خضوعها ولا تطيح ، بلعت غصتها ماقويّت ترد لانها ماتلومه وحاولت تتمسك بكبريائها ونطقت بهدوء : نكمل اجراءات الطلاق
هز رأسه بعدم مبالاه : طلاق ما اطلق ارفعي خلع ورجعي المهر
هزت رأسها ماتبي تضعف ماتبي تبكي تعض شفايفها قبل ترتجف تمنع دموعها تردف : برجعها ماراح اسرقهم يعني!
هز رأسه بعدم اهتمام : الله يقويك
ابعد عيونه عنها بعدم اهتمام وطاحت دموعها تمنت لو سأل اقل شيء لو تركها تتكلم بس تأخرت الظاهر وبرد شعوره مثل ما بردت اطرافه مشت تطلع بغضب وقفلت الباب بقوة وتقابلت مع شدّاد ، اول ما شافته ارتجفت شفايفها تطيح دموعها وتنهد شدّاد : افا بكاك اللي مايستحي على وجهه ؟
اغمضت عيونها بتعب تميل رأسها تبكي وتنهد بهدوء : تعالي معي
مشى ولحقته للخارج وقف عند سيارته نطقت : جيت بسيارتي
شدّاد : معليه بوديك مكان وارجعك هنا
اخذت نفس تركب كانت تعتبره بمقام الاب و اب الزوج يعني عمها ولا كانت تخجل منه وحرك في صمت تام ..

عند مُهاب..

اغمض عيونه بعد خروجها ياخذ نفس بتكرار يحسّ بقلبه ونبضه كيف قسى مايدري بس وجعه منها مايستحمل كيف ينسى ليله صحى فيها يدور عليها ولا لقاها !
كيف ينسى الليالي اللي عاشها بخوف من بعدها ؟ يبي سبب كافي لفعلتها بس سبب واحد يخليه يقول معك حق ظروفك اقسى ، يبي تبرير واحد واعتذار واحد بس مايبي يسأل ، يبي الندم يكساها مثل ما كساه وتحسّ باللي عاشه،التفت لدخول الدكتور : ليه ما انتظرت انا ابعده؟
اخذ نفس بهدوء : اشوف دكتور واموري طيبة ابي اطلع من هنا
تنهد الدكتور يقترب يفحصه ويتأكد من كل شيء ويوصف له الادوية والقطرات وسمح له بالخروج اخيرًا ..
عند ثُريا و شدّاد
اخذت نفس تنطق : اذا اخذتني علشان اتكلم ماراح اقول شيء
التفت لها بهدوء : ابدًا ، محد له الاحقيه يجبرك تقولين شيء ماودك تقولينه او تسوين شيء ماودك تسوينه
اخذت نفس بهدوء تراقب الطريق ماتدري ليه ركبت معاه بس ممكن لانها تحتاج قُرب شخص يذكرها بابوها ، توقف عند مكان ونزل لحقته تنزل ترفع نظرها تقرأ «دار الأيتام» رمشت تستوعب ونطق : تعالي شيلي معي
تقدمت تشيل معه الاغراض ودخل يتكلم مع المسؤول ومشى بعدها يدخل غرفه وصرخوا الاطفال وقت شافوه يتردد مسمى " عمي شدّاد " في المكان ونزل على ركبته يضحك يحضنهم ويسلم عليهم وحافظ اسمائهم كلهم فتح الاكياس يطلع الالعاب ينطق : سيارة ليزن ، ومسدس للعامر ، وطاقيه لمهند ، وينه محمد هذي الكورة اللي يبيها ، أحمد لبس طافي حريق مثل ماوده
ابتسمت من منظره حولهم ونطق واحد منهم : مين هذي؟
ابتسم شدّاد : هذي بنتي ثُريا
واكمل محدثها : وزعيها على البنات
ابتسمت من نطقه "بنتي " ونزلت تجلس على ركبتها تسمعه ينطق : هديل و رورو و عالية و سارة و ابتسام و لين و روان و رغود تعالوا كل وحده تختار
ابتسمت تطلع الالعاب وكل وحده اخذت لعبه ناظرت لهم وكيف يحضنون شدّاد ويقبلهم ويلاعبهم ماتدري كيف تحبس دموعها من المنظر لا شعوريًا رفعت جوالها تصوره فديو و صور عديدة لان مظهره الان افضل مظهر شافته بحياتها ، طلع حلويات يوزع عليهم والتفت لثُريا يناولها وضحكت تاخذها وتاكل مع البنات تسمع وحده منهم : ايش اسمك ؟
ابتسمت ثُريا : اسمي ثُريا
هزت رأسها بفهم واكملت : معك بنات ؟
اشارت رأسها برفض : لا انتوا بناتي
ضحكت وحده تنطق : لا انتِ صغيره
التفتت لها بصدمه : انا صغيرة ! تعرفين كم عمري ؟
رفعت يدها تعد على اصابعها ووصلت لاخر قدر تقدر عليه لانها مازالت طفله : عشرة ؟
ابتسمت ثُريا تمسك كفوفها وترفعها لفوق تكبرها لاجل تفهم : اكثر بكثير
ناظرت البنت لها باعجاب من عمرها نطقت وحده : ابي اصير كبيرة مثلك
ابتسمت تداعب شعرها : لا تصيرين مثلي صيري افضل مني يارب
انتشروا يلعبون مع بعض والتفتت لشدّاد الجالس ومشت تجلس بجنبه بهدوء نطق : مارزقني الله بولد لكنه اعطاني كل ذول اولادي ..
ابتسمت تسمعه : ربيت كثير غيرهم كبروا وتوظفوا هذول اخر عناقيدي
ابتسمت لانها تستوعب انهم مب اول ايتام يكفلهم وكفل قبلهم الكثير اللي ماتعرفه ان دار الايتام هذا ملك له بس كشفت الامر ذا وقت دخلت موظفه تنطق : المدير هنا اليوم من زمان يسألون عنك
التفتت له بصدمه ورفع يده يحك جبينه بوهقه بنظراته ملامه للموظفه نطقت ثُريا : الدار لك !
تنهد يلتفت لها : تعتبرينه سر بيننا ؟
ضحكت تهز رأسهآ بالإيجاب والتفت يناظر لهم : هم نجاتي في هالدنيا ..
تبع كلامه قوله : صحيح مافي طفل وصل لمكانة مُهاب عندي يعلم الله اني حبيته لدرجة سألت نفسي لو عندي ولد كيف بحبه مثل مُهاب ! وانتوا يا عيال سالم غالين علي ولا شفتكم الا بعين الابوة ماعمري وقفت ضد مُهاب ابدًا لكني مستعد اوقف ضده لصالحك
شدّت على كفوفها بتوتر : ليه ؟ يمكن الحق معه
ابتسم يهز رأسه برفض : لاني اعرف معنى ان يضحي الانسان بنفسه و سعادته و حُلمه مقابل شخص يحبه يكون مبسوط ، محد يفهمنا الكل بيلومك لان الكل حكيم لو كانت القصة لا تعنيه
اخذ نفس بتذكر للماضي : وقت عرفت اني عقيم مافكرت اني بنحرم من الولد كثر تفكيري ان جيهان تنحرم منهم ، كان ودي اكون اناني ولا اعلمها او استغل حبها لي وتبقى معي بس ماقدرت والله ماقدرت احرمها من اكثر شيء تحبه ورحت علشانها ممكن قراري ماكان صحيح لكني افضل اكون ظالم بنظرها على اني اسرق فرحتها ..
ابتسم بتعب : وهذا انا بنهاية راجع لها وصل لي علم انها ماتبيني ماقدر ارجع السنين اللي راحت بس اقدر ارجع الحُب اللي كان ..
اخذت نفس بهدوء تتجمع دموعها بعيونها تناظر للفراغ تنطق : هددني متعب ..
التفت لها بصدمه قررت تبوح له مثل ما هو باح لها تحتاج تتكلم وتشكي و تفضفض تعبت من السكوت وحيل تعبت ، ناظر لها مصدوم وطاحت دموعها : مايحبني ما يبيني عند حفيده قال ان عنده ورم وبيموت ماكنت ابي مُهاب يوقف بيني وبين اهله خفت يختارني ويموت جده ويعيش طول حياته بندم وخفت يختاره واموت انا ، مُهاب رجع لي خالي و اخوي وصنع لي عائلة كيف اقدر احرمه من اهله !
مسحت دموعها بتعب ورجعت تنزل ونطقت : محد كان يحبني وانا صغيره شدّاد ، عقاب و مجيدة كلهم كانوا يكرهوني ولقيت المحبة لاول مرة بحياتي من مُهاب خفت لو ما استحقها ولو انها كثيره علي كنت احاول اكون جديرة و زوجة صالحه له و ام لاولاده بس ماخلوني !
بكت تغطي وجهها بتعب واغمض عيونه من صوتها تبكي بدل العذر حط لها مئة عذر ، كيف قدر متعب يهددها ويستغل مرضه !
مايقدر يلومها بعد اللي قالته ومتأكد لو مُهاب عرف يقوم الدنيا على متعب لاجل ذا نطق : لو عرف مُهاب والله مايهنى لآل رشيد بال
اخذت نفس تمسح دموعها بتعب ضحكت: مايبني مُهاب ناظر لي كانه مايعرفني!
ابتسم شدّاد: يعرفك اللي نام الليل يضمّ وشاحك ما يجهلك
لانّت ملامحها واكمل شدّاد بهدوء : لا تسوين اللي سويته ضاعت من عُمري عشرين سنة يا بنتي عشرين ! وهذا انا راجع لها ، ما مرت الا خمس شهور اشوفها خير لكم كل واحد منكم التفت لنفسه ومستقبله واحلامه ووضع نصاب اموره في مكانها الصحيح ان كنتي تبينه وانا اعرفه يبيك ولو قسى لا تضيعين لياليك ابدًا بدونه ..
اكمل بنبرة اشد وحرص : واصحّك تضعفين عنده وتبكين مُهاب ماينفع معه الا القوية خليك مثل ما انتِ ردي الكلمة بعشر وان ماجاز لك
التفت لها وهمس بمزاح : اعرف مكان جايز لدفن محد يكشفك
ضحكت غصب عنها تمسح دموعها وابتسم لها قدر يغير مزاجها ، بقيت تلهو مع الاطفال ورجعها بعدها لسيارتها ..

« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن