اليوم الثاني
مسحت دموعها وهي ترمي المنديل تسمع صوت فراس ينبعث من جوالها : لا تبكين خلاص يرحم ابوك بنحلها والله نحلها
نطقت بصوت باكي مرتجف : شلون نحلها ! كيف نأجل الزواج؟؟
تنهد بتعب : صار لي ساعه احاول اوقفك بكاك علشان اعلمك وش صار بس ما عطيتيني فرصة
سكتت بهدوء تنظم نفسها واكمل : رجعت البيت لقيت امي تقول بتأجل الزواج مات عمي سمر
شهقت بصدمه لانها طول مكالمتهم تبكي ماسمحت له يتكلم والاكيد انه مصدوم وحزين الان بمصيبته الثانيه وهمست بصدمه : صادق !
تنهد بتعب يمسح عيونه : اي سمر وكلمت عمتك وتفهمت الوضع ارتاحي الآن
عضت شفايفها بندم ماسمعت له يتكلم من البداية : اسفه فراس تورطت معي بكل شيء وعظم الله أجرك
هز رأسه بهدوء : ما تورطت بشيء انا زوجك وكل شيء يصير يخصنا النقيب يهدأ ونحلها
هزت رأسها بهدوء : كلمت عمتي اني عنده لا تشيل هم وخلك مع اهلك متى الدفن ؟
نطق قبل مايقفل : على العصر دفنه
تنهدت تعض شفايفها من صوته التعبان ودعته وقفل مرهق مايدري يلقاها من وين بضبط ومشى طالع لاهله بينما عندها فتحت جوالها ترسل لثُريا "وينك ؟ عنده؟" قفلت بتعب تسمع دقات الباب ودخول خديجة بيدها اكل لها ..المستشفى
دخل عقاب يشوف مجيدة تبكي عند رأسه ويناظر لمنظر ولده الشاش مغطيه من كل حدب وصوب مافي عظمة بجسمه ماسلمت ونطق : وش صابك!
التفت له راشد بتعب : حادث يبه
عقاب بغضب : انت واخوك تسوقون مثل الوراعين كل يومين واحد منكم صادم !
مارد واستمر جهاد بصمته يتذكر دخول شدّاد وتهديده بصريح لراشد بتبليغ عن ابتزاز وغيره وطلب منه ينكر كل شيء واللي صار حادث وبسبب سجل راشد الملوث اللي فضحه شدّاد انجبر يسمع كلامه ، سأله جهاد ايش صار لكنه ما اعترف من خوفه ولا قال شيء غير شتم في مُهاب وتسفيل ، شاف دخول مجيدة عنده وعدم اهتمام راشد بوجودها واخذ جهاد سامي يرفعه وابتسم راشد له يسمعه : يعور بابا ؟
هز رأسه بتعب : كثير وانا ابوك
تنهد جهاد يشوف نظرات سامي الخايف ونطق : تبي حلاوه؟
هز رأسه مبتسم واخذه يطلع من الغرفه منتبه على نظرات ابوه ويحمد ربه انه ما شك بشيء ..المربط
صحيت بتعب تناظر حولها ماتلقى له اي اثر ، مسحت وجهها وتوضت تصلي ونزلت بهدوء تدور عليه بانظارها ماكان موجود في البيت الخشبي طلعت تشوفه جالس بالجلسة الخارجية يتصل تسمعه ينطق : ماعندي وقت نواف اروح اسبانيا مشغول هالايام دبرها انت
قفل يسحب سجارته ينفث دخانها وتنهدت تطلع تمشي للمطبخ تعبث بين الاغراض وطلعت علبه الفاصوليا البيضاء الموجوده تعرف انه هو اشتراها ومتاكده علشانها طبختها وجهزت الشاي وضعت كوبين وصبته ورتبت الخبز ،
سحبت وشاحها تغطي جسدها من الهواء لانها مازالت لابسه بلوزته وطلعت تمشي بهدوء نحوه مُدرك حضورها بجانبه ، جلست تسحب السجارة من ثغره تطفيها تردف : فطورك وغداك وعشاك دخان !
رفع نظره لها بهدوء ناظرت له بتبادل نطقت : جهزت اكل تعال كل معي ..
ماكان وده ولا مشتهي لكنها قالت"كل معي " ويعرف انها جايعه ولا تبي تأكل وحدها ، وقف بهدوء وتنهدت بارتياح توقف تسبقه تحسّ فيه خلفها ، جلست وجلس يتناول الخبز يضعه عندها واخذ خبزه يبسمل ويبدأ بالاكل في صمت تام نطقت تنهي هذا السكوت : باقي يوم على الزواج ..
نطق من غير مايرفع نظره : مافي زواج
عقدت حجاجها تناظر له : مُهاب انت مستوعب وش تقول شلون تخليه يطلقها !
واخيرًا رفع نظره عاقد حجاجه بغضبه : كنت اتمنى انا من منع هالزواج ولكن تأجل بسبب موت عم فراس وبيطلقها ورجله فوق رأسه !
اغمضت عيونها بتعب منه : حتى بالدين مايجوز تجبرهم!
مارد يأكل بهدوء وتنهدت تأكل ونطقت ماتهتم له : سمر تحبه صدقني بتلومك انت لو بعدتها عنه !
رفع حاجبه يناظر لها بصدمه : تحبه !
ناظرت له بغضب : اي تحبه بتغار على اختك ؟ تراه زوجها لو ناسي
ضرب بقبضه يده الطاولة بغضب : زوجها اللي تزوجته بسبب تهديد !
صرخت تجاريه بغضبها : وحبته ! عرفت اصله وطينته وحبته ! وانت مالك حق تمنع اي احد من انه يحب
ماقدر يمسك غضبه يوقف يرفع يدينه بتحذير لها : ما تحب فهمتي ما تحبه ابدًا
وقفت تتقدم له تصرخ بغضب : تحب دامه زوجها تحب برضاك ولا بغضبك كل انسان له حق يحب حتى سمر وحتى انا وانت مالك اي احقية تمنع احد !
رفع كفوفه يمسح وجهه يمتص غضبه وناظر لها : فراس يطلق سمر ما اسمح لها تبقى مع احد يعرف غلطها يومين ويعايرها به !
رمشت تستوعب كلامه وخوفه وغايته وناظر لها يكمل بحده رافع يده يشير باصبعه على صدرها: وانتِ ماتحبين ولا مسموح لاحد يدخل هنا غيري فهمتي !
عقدت حجاجها ومشى طالع وتنهدت بتعب بعد سماعها صوت سيارته ، رتبت المطبخ ولبست لبسها بعد ما جف وحجابها واخذت المفتاح تطلع لسمر تطمن عليها ..
أنت تقرأ
« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »
Actionفي حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين العداوة والفتنّة والقبح والجمال تُحكى شرارة جحيم تحرق كل من لمسها وعلى الرغم من معرفته انها الحرب التي...