٩

60.7K 1.8K 279
                                    

قصر متعب

كانت لحظات الهناء والسرور لان واخيرًا اقتنعت مودة تبقى عندهم في الاربعين وهذا كان طلب و رجاء من جيهان لان فرحتها لا توصف بوجود طفلة بين احضانها تداعبها مثل الان وهي تغني لها وتقبلها وتردد : يازين هالوجه الزين بسم الله ماشاء الله عليك
نزلت سمر من الدرج بعجلة : وينها سوسو ؟
انحنت تشيلها لحضنها تشمها : يا زين هالريحة يناس ما اقاوم
جيهان : تلحلحي وجيبي ماغير ترفضين الرايح والجاي
ناظرت لها سمر وضحكوا على نظراتها تنطق : وش هالنكد عمه معد تبيني صح ؟
التفتوا على متعب جاي : مين قال مايبيك !
ابتسمت بدلال تزعل : عميمه معد تبيني
متعب وهو يتقدم يشيل رانسي : وش عليك من هرجها هالبيت من غيرك ما يعمّر
اتسع مبسمها يلاعبها بحضنه : مودة أنعدمت الأسامي مالقيتي الا هالاسم من الفجر عيّا يطلع من لساني
ضحكت مودة : جدي والله حلو دلعها سوسو ومعليك
رفعها للاعلى مبتسم يقبلها اثناء دخول حاتم وجاسم مبتسمين على منظر ابوهم ونطق جاسم : من يومه ابوي مايحب الا البنات كانت جيهان بكفه وحنا بكفه
ضحكت جيهان تشوفهم حولين رانسي مبسوطين بوجودها ضافت نكهة لهم ..

عدت الايام والليالي بسكون هادئ ومر الشهر والاثنين والثلاث ماتدري كيف مرت معه بسرعه وهدوء غريب اغلب وقته بشغله ولا يصير بينهم الا مواقف بسيطه لا تُذكر ، ولكن هالليلة كانت الحد الفاصل في حياتهم ..
طلع مُهاب على اتصال شدّاد يعلمه انه برا في المستودع وبالفعل استجاب له يطلع هناك وهذا اكثر شيء يثير فضولها من ليالي واسابيع تشوفه هناك ولا تدري هو مع مين واليوم بذات استجمعت شجاعتها وغلبها فضولها تتبعه بخطوات هشه محاوله عدم إصدار أي صوت توقف خلف الباب المردود..
التفت مُهاب يسمع شدّاد : مثل ماتوقعت بدأت شركة عقاب تهبط هذا بداية النهاية ونزول الاسهم والافلاس
هز رأسه مُهاب : حبه حبه و اوصل اللي ابيه
شدّاد : وش تبي انت ها ؟ وش تبي نحطك جنب سعود ؟
ابتسم مُهاب : ارجى ما تمنيت والله
مسح شدّاد على وجهه بتعب : تطارد الموت انت تلعب معه ! سلم الادلة اللي عندك تسجنه سنتين ثلاث وخلصنا
وقف بغضب مُهاب يناظر له ؛ وش غيرك شدّاد وغير اهدافك ؟ ما مشيت معك كل هالدرب لاجل تتراجع بنهاية وان تراجعت انت خطوة للورى ما اخطيها لو تقطع رقبتي
ناظر له شدّاد عاجز يقول انه خايف عليه ولا مستعد يخسره ونطق بغضب يجاريه : اجل استمر بحالك لا احد يعرف انت مين ولا يعرف انك ولد الفريق سعود بن متعب آل رشيد و ادخل بعداوتك مع عقاب وانتقم منه بالضعيفه اللي عندك
مسح مُهاب على وجهه بصبر : لا حول ولا قوة الا بالله وش جاب طاريها الحين !
شدّاد بغضب : كل الموازين تغيرت من دخلتها حياتك الحرب تبدأ من بيتك من قعر دارك من احضانك فاهم !
مُهاب محاول تمالك اعصابه : لا هي ولا غيرها يردّني عن ١٦ سنة اسعى لها ادعس على كل من وقف بوجهي !
التفت شدّاد للباب المردود يشوف ظل ورفع يدينه لفمه بمعنى السكوت وناظر مُهاب للباب يفهم مقصده واكمل شدّاد كلامه بتمثيل : هالدرب بيتعبك ويهد حيلك والسماء بها غيم

« ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »حيث تعيش القصص. اكتشف الآن