الجــزء الخـامس.

9.3K 279 59
                                    

---

مع غروب الشمس، خرجت ليلي من المقهى عند انتهاء دوامها وسارت بهدوء متجهة نحو منزلها. كان الهواء بارداً يلفح وجنتيها، وصوت خطواتها الرتيبة كان يكسر الصمت من حولها. فجأة، سمعت صوت بوق سيارة خلفها، انتفضت لتستدير وتجد سيارة فخمة تقترب منها. توقفت السيارة أمامها، ورأت ذلك الشاب الأشقر ذو الملامح الحادة والوسيمة ينظر إليها بابتسامة جانبية.

"مرحبًا يا حلوة، هل تحتاجين توصيلة؟" قال زاك بإبتسامة لعوبة وهو ينظر إلى أعين ليلي التي شعرت وكأن قلبها يذوب في تلك اللحظة. لم تصدق أن زاك بنفسه جاء ليخاطبها ، بل ويسميها "حلوة". كان هذا يوم حظها بلا شك.

بدون أي تفكير، أسرعت ليلي لتركب في السيارة، تجلس بجانبه وتراقب يديه وهو يدير المحرك بثقة. كانت متيقنة أنه يعلم تأثيره عليها و أنها بمجرد نظرة منه سوف تركض إليه.

طوال الطريق، تحدثت ليلي بحماس مع زاك، ولم يبخل هو عليها بالردود اللطيفة والابتسامات الساحرة. توقف بسيارته أمام منزلها، لتبتسم له وتقول "شكراً لك، لقد سررت حقاً بهذا."

وقبل أن تخرج، أمسكها زاك برفق وجذبها نحوه ليطبق شفتيه على شفتيها. صدمتها لم تترك لها مجالاً للتفكير، وكأنها تعيش في حلم. نظرت إليه قليلاً، فابتسم تلك الابتسامة الساحرة مجدداً.

"أنتِ جميلة جداً"، قال بصوته اللعوب، قبل أن تقول هي أي كلمة، اكمل قائلاً "سأقيم حفلاً غداً، وأريد دعوتك."

"أنا؟ أقصد.. نعم، بالطبع سوف أحضر"، قالت ليلي وهي بالكاد تستوعب ما يحدث.

"أريد منكِ أن تحضري صديقاً معكِ، ما رأيكِ بإحضار صديقكِ، ذاك النادل؟ ما كان اسمه؟" قال زاك وهو يمثل نسيان اسم هيبر لكي يبدو وكأنه غير مهتم.

"هيبر؟ حسناً سوف أدعوه، لا تقلق"، أجابت ليلي وهي مستعدة لفعل أي شيء يطلبه منها زاك، وهو يعلم ذلك تماماً، لذا قصدها هي بالذات.

"لكن أنا لا أريدكِ أن تخبريه أن الحفلة لي! حسناً؟ فقط افعلي هذا المعروف لي"، قال وهو يمسك بيدها بكلتا يديه وينظر إليها بعينيه التي تحاول استعطافها. ولكن بربك يا زاك، هي ستفعل كل شيء تطلبه دون الحاجة لأي استعطاف.

"دع الأمر لي، لن أخبره، وأنا هنا إن احتجتني في شيء." ابتسم زاك تلك الابتسامة المعتادة، النصر والفخر يملآن عينيه.

خرجت ليلي من السيارة، وغادرت لتبدأ بالتخطيط لما سيحدث في اليوم التالي. قاد زاك بعيدا، وهو يبتسم بارتياح، فقد كانت الأمور تسير حسب خطته تماماً.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن