الجــزء الثانـي.

13.5K 314 100
                                    

---

وصل هيبر إلى المقهى في صباح اليوم التالي، حاملاً معه مشاعر القلق من التوتر الذي يشعر به في عمله بسبب وضعه مع أمه ،  وهو يربط حزام مئزره، لاحظ أن ليلي دخلت إلى المقهى، أنها زميلته في العمل و هي صديقته الوحيدة.

"صباح الخير" قال هيبر بابتسامة لطيفة، لكن ليلي اكتفت بابتسامة صغيرة ، بدت باردة بعض الشيء. تبادلا أطراف الحديث قليلاً قبل بدء العمل، حيث كان الزبائن لا يزالون نادرين في هذا الوقت المبكر

أثناء حديثهم، تذكر هيبر البطاقة التي حصل عليها من ذلك الزبون وقرر أن يشارك صديقته ليلي هذا الامر

"انا لم أخبرك، هل رأيت ذلك الزبون الذي أصبح يقصد هذا المقهى يوميًا؟" سأل هيبر.

ردت ليلي "لا لم أره، لماذا؟" بدا الاستفهام على وجهها، بما أن معظم عملها في المطبخ، فلم تلاحظ الزبائن بشكل كبير.

"إنه كلوحة فنية ، بملابسه الفخمة ووجهه الوسيم!" قال هيبر و عينياه تلمعان بإعجاب وهو يتذكر شكل الزبون
"على أي حال، لقد أعطاني بطاقة بها رقمه واسم شركته ربما! وعرض عليّ أن أتصل به و أظنه يعرض علي فرصة عمل افضل" اكمل هيبر ليستمر في التحدث عن شكل الزبون و تصرفاته التي تجذبه بشدة.

نظرت ليلي بتمعن، وبدأت تعابير وجهها تتغير مع كل كلمة ينطق بها هيبر. كان يبدو عليها أن أوصاف هيبر للزبون يذكرها بشخص اعتادت أن تعرفه

طلبت ليلي من هيبر أن يصف الزبون أكثر، وبخاصة ملامح وجهه وطريقة تصرفه التي بها شيء من التكبر، عندما استمعت ليلي لوصف هيبر المفصل، لا يوجد أية اختلاف عن الزبون و الشخص الذي ببالها

"هل أنت متأكد من وصفك له؟" سألت ليلي، وتوسعت عينيها بدهشة، فأومأ هيبر برأسه.

"إذا انا جيدة في تخيل الوصف، أعتقد أنه شخص أعرفه" قالت ليلي "إنه زاك رولفر، ينتمي إلى عائلة غنية ومعروفة. لقد ارتاد نفس ثانوية التي درست بها" سكتت قليلا لتكمل بتنهيدة " كنت معجبة به بشدة، كان غامضًا وذو مظهر جذاب، كنت أتمنى لو ينظر إلي ولو لمرة، لكنه لم يكن يمنح أية فرصة لأحد، فهو يرى الجميع أقل منه."

ضحكت ليلي بسخرية لتضيف "مع ذلك، لا أظن أن زاك يتحدث إلى مجرد نادل في مقهى "

"هل أنت متأكدة من أنه هو؟ الشعر الأشقر والعيون الزمردية؟" تساءل هيبر
"نعم، أستطيع أن أتذكر شعره وعيونه وكأنني أراه أمامي" قالت ليلي بحزم، "وصفك له يتطابق تمامًا مع زاك"

بينما كانت ليلي تتحدث، كان هيبر يشعر بالقلق حيث حسب وصفها له، لا يبدو أنه جاد في إعطاء فرصة الاحلام لشخص مثل هيبر.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن