الثـاني عشـر.

7.1K 193 72
                                    

---

استمر زاك في سحب هيبر من الحزام حتى وصلا إلى الباب الكبير لغرفة المعيشة. فور دخولهما، قابلهما الرجل ذو الملامح المجعدة والشعر الأبيض، الذي كان يجلس برجليه المتشابكتين فوق الأريكة الكبيرة التي تتوسط الغرفة.

اقترب زاك بابتسامة ماكرة تغطي وجهه، ومدَّ يده إلى العجوز بينما كانت يده الأخرى تسحب هيبر بقوة.
"مرحبا بك في منزلي"، قال زاك، والابتسامة المصطنعة تزين شفتيه. نظر العجوز إلى يد زاك قليلاً ثم التفت إليه ليصافحه.

جرَّ زاك هيبر خلفه ليجلس على الأريكة مقابلاً للرجل المجعد، بينما كان هيبر واقفًا يتابع بتوتر نظرات العجوز الذي لم تفارق عينيه جسده، مُفَحِّصًا كل إنش فيه، وخاصة مؤخرته التي لا تغطيها سوى قطعة قماش شفافة، أو بالأحرى لا تغطيها.

ابتسم زاك بتفاخر وهو يرى ملامح الإعجاب تظهر على وجه العجوز. أمسك بهيبر بيدٍ قوية وسحبه نحوه.
"هذا هو العرض"، قال زاك، وبدا صوت ضحكته خافتًا، يملأ الغرفة بالألفة الزائفة. أشار إلى هيبر بينما كان الرجل يواصل مراقبة الشاب، وعينيه لا تفارقه.

"لقد كنت محقًا، لا أستطيع رفضه"، قال العجوز، مشيرًا برأسه وهو يبادل زاك النظرات المتوترة. "كم تطلب؟" كان صوته هادئًا، ولكن نبرة الرغبة كانت واضحة.

ابتسم زاك بابتسامة نصر، وبدأ في ذكر السعر، بينما كان هيبر في حالة من الصدمة. خافت عيناه، ولم يدرك تمامًا ما يحدث. ظنّ أن الأمر مجرد لعبة من ألعاب زاك المعتادة، لكن سرعان ما فهم أن الأمر أكبر من ذلك. هل حقا زاك يجرؤ على بيعه؟ بدأ قلب هيبر ينبض بسرعة، وصار تنفسه صعبًا، لم يستطع تحمل الفكرة.

"أربعة وعشرون ساعة فقط"، قال زاك، ضاحكًا بشكل ساخر، ثم استقام واقفًا وهو يراقب رد فعل العجوز.

---

أمسك زاك بالحزام وسحب هيبر برفق خارج الغرفة. شعرت قدما هيبر وكأنهما قد تحجرتا و لم تعد تقدران على حمله و هو يفكر في ما حدث للتو بينما زاك يجره نحو الغرفة المجاورة.

عندما فتح زاك الباب، دفع هيبر للدخول قبله، ثم أغلق الباب وراءه و هو يشاهد هيبر الذي ألقى القناع عن وجهه بقوة، ليرتطم بالأرض بعنف مصدرا صوتا خافتا.

صاح هيبر، صوته ينساب كالصراخ في صمت الغرفة،
"ما الذي تنوي فعله؟" كانت نبرته تتنقل بين الخوف والغضب، وقد تسببت في ارتجاف صوته.

ابتسم زاك ابتسامة مليئة بالسخرية، وهو يتجول في الغرفة. مدّ يده نحو تمثال صغير على الطاولة، يتفحصه بتمعن و هو يستمتع بإطالة معاناة هيبر.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن