الجــزء الرابـع.

10.3K 324 59
                                    

لا تنسو فوت و تعليق اذا عجبكم البارت ⭐

---

استيقظ هيبر في وقت متأخر من النهار، وهو شيء ليس من عادته، لكنه اشتغل البارحة في الدوام الليلي، واليوم أيضًا لذا ليس عليه القيام باكرًا. اتجه بخطوات ثقيلة نحو المطبخ ليعد شيئًا ليأكله. هيبر يفعل كل شيء لنفسه، فأمه ليس لها دور في حياته بتاتًا، بل تساهم في زعزعة استقراره وسوء حالته.

حضر هيبر شطيرة الجبن ووضعها على الطاولة الخشبية المصدعة. كل شيء في هذا المنزل متهاوى ويدل على الفقر المدقع الذي يعيش فيه. وهو يأكل، انغمس في التفكير في ما حدث بالأمس، كيف يمكنه العودة للعمل مع ذلك المدير النذل؟ أليس لهيبر كرامة؟ بلى، لديه كرامة، لكن إن توقف عن عمله سيموت جوعًا، فلا يعتقد أن أمه سترحمه.

قاطع سلسلة أفكاره صوت طرق الباب. تساءل من الطارق، فلا أحد يطرق بابهم أبدًا. نهض ماشيا خارج المطبخ ليجد أمه تصل إلى الباب وتفتحه. سمعها تقهقه وتتمايل، ليقترب قليلا من الباب فيجد ظلًا طويلًا. عندما اقترب أكثر، وجده زاك.

"هل هيبر هنا؟" قال زاك، لتسحبه أم هيبر للداخل بسرعة.

"نعم، تفضل بالجلوس"، قالت وهي تعرض عليه الجلوس في غرفة المعيشة. سار زاك بخطواته الواثقة لتلاحظ أم هيبر أن هذا الشاب ليس شخصًا عاديًا، بل أنه بالطبع ذو مكانة اجتماعية مرموقة.

"مرحبا زاك"، قال هيبر وهو يبتسم بدفء.

"لقد قلقت عليك بالأمس"، قال زاك.

تدخلت الأم قائلة، "هيبر، اذهب وأجلب لضيفنا كوب عصير". جلست على الأريكة وهي تلتصق بزاك. نظر هيبر من حوله وعرف أن أمه ستفعل حركاتها المعتادة، لكنه استدار بإحراج ليجلب شيئًا لزاك.

راحت أم هيبر تلامس ذراع زاك وتقول، "ما اسمك؟"، وهي تحرك أصابعها على عروق يده لتنظر إلى عينيه الزمردية.

قال زاك ببرود، "اسمي هو زاك رولفر، وأنا صاحب شركة معروفة"، وهو ينظر إلى عينيها وتعمد ذكر أنه يمتلك شركة لأنه عرف أنها أدركت مكانته.

أحضر هيبر صينية بها العصير ليتفاجأ بأمه التي تضع يدها حول عنق زاك ويدها الأخرى على فخذه. شعر هيبر بالإحراج والخجل الشديدين، وبدا أن زاك منزعج بشدة. وضع هيبر الصينية ليعطي الكوب لزاك.

كان زاك يجول بعينيه في المكان، من الأثاث القديم إلى الجدران المتشققة، وكأن المكان يبت الاكتئاب لشخص مثله. كان زاك يريد الهروب من هذا المكان، فقال وهو يضع كوب العصير بدون حتى أن يحتسي منه،
"هيبر، ما رأيك أن أصطحبك لشركتي لترى عملك الجديد؟"، وهو يبتسم ابتسامة جانبية.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن