الجـزء الثـامن. ( 🔞 )

17.7K 263 180
                                    


---

استفاق هيبر ببطء، وكأنه يخرج من كابوس لم ينتهِ بعد. كان الألم يسري في أسفل جسده كتيار كهربائي، يذكّره بكل قسوة بالليلة الماضية التي قضاها مع زاك. عضوه كان ينبض بألم رهيب، والذكرى المريرة للاختراق العنيف الذي تعرض له مزقت قلبه، و شعور بالاشمئزاز والخوف تملكه.

فتح عينيه ببطء، ناظراً إلى يديه ليتأكد من أنه غير مكبل هذه المرة. دفع جسده المتعب للنهوض بسرعة، غريزة البقاء تجبره على البحث عن مخرج. لكن ما إن حاول الانطلاق نحو الباب حتى شعر بشيء يشده للخلف، ليسقط على الأرض بعنف. نظر إلى قدمه ليجدها مربوطة بسلسلة حديدية امتدت من السرير، وكأنها رمز قاسي يعكس العبودية التي قيدت بها حريته.

صرخ داخله، لعن نفسه بصمت وهو ينظر حوله في الغرفة الفاخرة التي كانت تناقض حالة روحه المحطمة. كانت تفاصيل الغرفة الانيقة بألوانها السوداء الداكنة، تعكس لمسة زاك المميزة، لمسة لم تكن خالية من الظلام.

قطع أفكاره صوت فتح الباب، لتتسارع دقات قلبه . التفت بسرعة نحو الباب، ليجد امرأة في الخمسينيات من عمرها تدخل بخطوات هادئة وثابتة. عيناها كانتا باردتين، تخلو من أي تعبير.

"صباح الخير يا هيبر"، قالت بنبرة رصينة خالية من أي عاطفة، وكأنها مجرد آلة تؤدي مهامها. تقدمت نحوه بثقة، وكأنها تعتاد على مشاهد كهذه. حاولت رفعه من معصمه، لكنه دفعها بعيداً .

"من أنتِ؟" صرخ هيبر، محاولاً أن يسيطر على ارتجاف صوته، لكن الخوف كان يتسلل من بين كلماته.

"لقد أمر السيد زاك بتحميمك"، ردت بنبرة باردة كالثلج، لم تعكس أي تعاطف. عيناها لم تفرغا من قسوتهما.

حاول هيبر أن يظهر قوة زائفة، وقال بصوت مرتعش:
"أنا أريد الذهاب من هنا حالاً!" لكن رده قوبل بنظرة ثابتة، وكأنها تسخر من محاولاته.

"أنصحك بعدم مخالفة أوامره"، ردت المرأة بصوت هادئ، لكنه كان محملاً بتهديد مبطن. ثم تقدمت نحوه مجدداً، مبدية استعدادها لتنفيذ الأوامر مهما كانت العواقب.

فكر هيبر قليلاً، ربما يمكنه استغلال الموقف. إذا كانت ستأخذه إلى الحمام، فربما ستفتح السلسلة. قال أخيراً: "حسناً، لنذهب".
أمسكت بمعصمه مجدداً وسحبته نحو الباب الآخر في الغرفة. لكن، ويا لسوء حظه، كان الحمام موجوداً ضمن نفس الغرفة، مما ألغى أي فرصة لمحاولة الهرب.

حين دخلا الحمام، أدرك هيبر مدى يأسه لكن راح ينظر للحمام الذي كان مكسواً بالرخام الأسود والأبيض، مع أنوار خافتة تضفي على المكان جواً من الرهبة والبرودة. شعر بأنه محاصر، ليس فقط بالسلاسل، بل أيضاً بالواقع القاسي الذي أصبح فجأة جلياً أمامه.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن