العِشـرون.

3.9K 149 44
                                    


---

صرير الباب الحديدي الذي يفتح بعنف جعل الرجل يتوقف فجأة عما كان يفعله. كان منهمكًا في غرفة المخدرات، ينهمك بتغليف الأكياس وحزم الماريجوانا، لكن تجمد في مكانه عندما رأى ظلال جسد زاك الطويل والقوي تظهر في المدخل. لم تكن هذه مجرد وقفة عادية، ولم تكن نظرة زاك مجرد نظرة باردة كالعادة.

دخل زاك بخطوات بطيئة وثابتة، وكانت عيناه الزمرديتان تلتقطان أدق تفاصيل وجه الرجل الذي يقف أمامه، يرتعش ارتباكًا. اقترب زاك من حزم المخدرات، ولم يزحزح عينيه عن وجه الرجل المذعور، ثم قال ببرود قاتل:

"هل بعت المزيد؟"

كأن الجملة كانت تسحق الهواء من صدر الرجل، فأجاب بسرعة مرتعشة:

"نعم..."

لكن زاك لم يكن بحاجة إلى سماع الإجابة فقط، كان يبحث عن شيء أعمق في عيني الرجل. "أين هو المال؟" قال زاك مباشرة، وصوته يحمل تهديدًا غير معلن. الرجل تلعثم للحظة قبل أن ينهض بسرعة، متلهفًا لإرضاء زاك بأي طريقة، وأخرج المال من أحد الصناديق بحركة سريعة متوترة.

نظر زاك إلى يدي الرجل المترجفة وهي تحمل المال، ثم اقترب ببطء، ملامحه تزداد صلابة وخطورة. رفع عينيه الحارقتين نحو الرجل وقال بصوت مشحون بالغضب:

"أتمزح معي؟" صرخ فجأة، وركل صندوق المال بكل قوته. الأوراق النقدية تطايرت في الهواء كأنها قصاصات عديمة القيمة، والرجل تجمد في مكانه، وجهه شاحب كالأموات.

"سيدي... أنا أقسم لك، لم أقترب من المال..." قال الرجل بصوت مبحوح، كل ذرة في جسده ترتعش من الخوف. يعرف جيدًا أن زاك لا يعرف الرحمة، ولا يسامح.

"لم تلمس المال، بل لمست المخدرات!" صرخ زاك من جديد، ويده ترتفع ببطء ليخرج سكينًا حادًا من جيبه. الرجل نظر بعينين متسعتين، يعلم أن زاك لن يتردد في استخدام السكين.

الرعب تسلل إلى كل زاوية من جسد الرجل. لم يكن متأكدًا مما يعرفه زاك، هل علم بتآمره مع هيبر؟ أم أن هيبر أفشى سره؟ تراجع خطوة إلى الخلف، لكنه كان يعلم أن الهروب مستحيل، رجال زاك سيحاصرونه من كل جانب. الأمل الوحيد له الآن هو إظهار التوبة والخضوع لزاك، لعله يسامحه.

جثا الرجل على ركبتيه، ويداه ترتعشان، بينما زاك يقترب أكثر، نظراته أشبه بسيف مسلط على عنقه.

"سوف أسألك سؤالًا واحدًا، إما أن تجيب بصراحة، وإما أن تموت." قال زاك بهدوء شديد، صوت هادئ لدرجة أن الرعب تسلل إلى قلب الرجل بقوة.

الدموع بدأت تتجمع في عيني الرجل، قلبه يخفق بجنون. كل شيء يمر أمامه بسرعة، حياته، أخطاؤه، خيانته... لكنه يعلم أن اللحظة التالية قد تكون الأخيرة.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن