الثـامن و العِشـرون.

6.9K 184 95
                                    

---

انتفض روني من السرير، غضبُه يتصاعد كاللهب. أمسك بفك ليلي بقوة، وجهه يتجعد من الغضب والحيرة. صرخ بصوت عالٍ، يكاد يكون صرخته تهز أرجاء الغرفة

"مِن مَن؟" كان صوته محملاً بالقلق والانفعال، وقبضته على عنقها تزداد قوة وكأنها تحاول إجبارها على الإقرار بالحقيقة.

حاولت ليلي تهدئته، لكنها كانت عاجزة أمام غضبه المتفجر.

"مِنك!" قالت بصوت متقطع، كل كلمة كانت تتعثر بسبب محاولاتها لالتقاط أنفاسها. "أنا أقسم لك، أنا حامل منك!" كادت الدموع أن تغمر عينيها، وكانت ترتجف وهي تتحدث.

فجأة، أفلتها روني، وسقطت فوق السرير، بينما شد شعره في قلق وحيرة. كان يشعر بالضياع، غير قادر على التصديق أن ليلي قد تكون حاملاً منه. تساءل في نفسه عن مدى صحة ذلك، وماذا يعني ذلك بالنسبة له.

"روني... إنه ابنك،" قالت ليلي وهي تنظر إلى الأرض بحزن عميق. "أنا حامل منذ ثلاثة أشهر، وزاك لمسني منذ أيام فقط." كانت كل كلمة تخرج منها كصاعقة، وكأنها تقذف بواقع مرير إلى وجهه.

"لماذا؟ لماذا فعلتي هذا؟ انا.. انا لا أستطيع تحمل المسؤولية!"

صرخ روني بجنون و هو يشد شعره اكثر، لا يعلم ما يفعله، اخر ما كان يفكر فيه هو أن يصبح اب، ماذا عن خطته للانتقام من ليلي؟ هل يعني أنه يجب عليه التوقف الان؟ ليلي، التي كان يعد لها انتقاماً على ذوقه الخاص، باتت الأن تحمل طفله داخلها.

"انا اسفة.. لقد... فعلت ذلك معه في ذلك اليوم لكي... لكي عندما يكتشف انني حامل يظن أنه ابنه!." أضافت ليلي بمرارة، بلكنة متقطعة، وفور نطقها لتلك الكلمات، استدار روني نحوها، وعيونه تتوهج بالحيرة والغضب. حتى لو لم يكن مستعد لتحمل المسؤولية، لا يعني هذا أن يدع ابنه لزاك، لا مزيد من إعطاء كل ما يخصه لزاك.

"ابنه؟ ما الذي تقولينه؟" سأل بحدة، صوته يقطر بالغضب. "سوف تحزمين امتعتك، وسنذهب من هنا." اقترب منها وهو ينظر إليها بحدة، ويدفعها للوقوف.

"هل تظن أنه سيسمح لنا بالهروب؟ هل تظن أنه سيتسامح مع حقيقة أننا أنا وأنت كنا على علاقة منذ مدة وهو لا يعلم؟" صرخت ليلي، والدموع تتجمع في عيونها، كانت وكأنها تقف على حافة الانهيار. نظر إليها روني بصمت، كل كلمة تصطدم بوجهه، وهو يحاول فهم حجم الفوضى التي وجدا نفسيهما فيها.

"ما الذي تقصدينه ؟ أخبريني بما تقصدينه بدون أن تتحدثي بالألغاز! " صرخ روني بنفاذ صبر، وصوته يملؤه الإحباط والغضب بينما كان ينظر إليها بنظرات حادة.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن