الثاني و الثلاثـون.

3K 120 59
                                    

---

اتجه زاك بخطوات متوترة نحو الغرفة، جسده مشحون بالتوتر بينما يحاول محو الذكريات التي اجتاحته بمجرد رؤيته لأخيه. بيديه، مسح وجهه بعنف وكأنه يحاول طمس كل ما يعكر صفوه. كان عليه أن يستعيد هدوءه قبل أن يدخل على هيبر، لا يريد أن يدع اضطرابه الداخلي يؤثر على علاقتهما.

فتح الباب بهدوء، صوت الصرير كان يكسر صمت الغرفة التي كانت غارقة في الظلام، لكن أضواء القمر تسللت عبر النافذة لتلقي بظلالها على وجه هيبر النائم بسلام فوق السرير، جسده يتنفس ببطء.
زاك، الذي كان يشعر وكأنه محاط بالفوضى في كل جانب من حياته، وجد في هيبر ملاذًا من كل شيء.

ابتسم بدفء وهو يخلع ملابسه ببطء، كأنما يتخلص من أثقال روحه. تنهد براحة وهو ينظر إلى هيبر، يشعر كأنه يقترب من الشيء الوحيد الثابت في حياته المتزعزعة. بعد أن انتهى من إزالة ملابسه، استلقى بجانب هيبر، جسدهما العاري يتلامس بهدوء، مرر يده بلطف على جبين هيبر، يقبله برقة محاولًا جلب بعض الطمأنينة لحلمه، بينما يغطي نفسه و هيبر بلحاف خفيف.

لكن تلك الطمأنينة تحطمت عندما لاحظ أن هيبر كان مستيقظًا، عيناه مفتوحتان، مليئتان بالتساؤلات. زاك سأل بصوت منخفض، "هل أنت مستيقظ؟" بينما كان يمرر أصابعه على شعره بنعومة.

هيبر أومأ برأسه، لكن لم يستطع كبح السؤال الذي كان يحرقه،

"من يكون ذلك الشاب؟" سأل بسرعة، عينيه لا تزالا تراقبان زاك بعناية. و هناك علم زاك أن هيبر لم يستطع النوم، مشاعر الغيرة كانت كفيلة بإبقائه مستيقظًا.

زاك ضحك بهدوء عندما رأى عيون هيبر الحادة. "آه، هكذا إذًا…" قال بصوت خافت، مستمتعًا بقليل من المزاح بينما يعرف تمامًا كم هذا السؤال يزعج هيبر.

"من يكون؟!" سأل هيبر مجددًا، هذه المرة بلهفة أكبر، وتلك اللهفة لم تفلت من زاك الذي ابتسم ابتسامة ساخرة.

"حبيبي السابق، لقد عاد لأنه يريدني، يريد إحياء ما كان بيننا." قال زاك بسخرية واضحة، عارفًا أن كلماته ستشعل نارًا في قلب هيبر.

وكما توقع، انتفض هيبر من حضن زاك و السرير، عيناه مفتوحتان على مصراعيهما، وقلبه ينبض بعنف. وجهه أصبح محمرًا من شدة الغضب، "لقد كنت أعلم ذلك!" صرخ هيبر وهو يقف بتوتر، جسده مشدود وكأنه على وشك الانفجار.

لكن زاك انفجر ضاحكًا، "أنا أمزح!" قال بمرح وهو ينظر إلى هيبر الذي لا يزال واقفًا، غير مصدق ما يسمعه. شعر هيبر بالإحراج والانزعاج في آنٍ واحد، لكن قبل أن يتسنى له الرد، أمسكه زاك من يده وسحبه إلى حضنه مجددًا.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن