الخـامس و العِشـرون.

3.6K 155 50
                                    

---

اوقف روني سيارته أمام المقهى الذي يبدو أنه لا يليق به كما يعتقد هو، تنهد بعمق وهو يخرج من السيارة، يغلقها بهدوء ويتجه نحو المقهى. كان ينظر بتكبر إلى المارة، يعتبر نفسه أفضل منهم.
عند وصوله إلى الداخل، توجه مباشرة نحو النادلة وسألها بلهجة متسائلة، "هل مدير المقهى هنا؟"

أجابته النادلة بلطف، "نعم، هل تريد رؤيته؟" أشارت بيدها نحو مكتب المدير. أومأ روني برأسه، فتوجهت النادلة بدورها لإبلاغ المدير.

وصل إلى مكتب المدير، وطرق الباب برفق. سمع صوتاً يأمره بالدخول. فتح الباب، فرفع المدير عينيه ليتفحص روني، متفاجئاً بزيه وتصرفه.

أشار المدير له بالجلوس، فجلس ببرود، مظهراً القليل من الاهتمام.

"مرحبا، هل تحتاج شيئاً؟" سأل المدير بابتسامة خفيفة، لكن روني لم يبادله الابتسامة.

"نعم، أنا فقط أريد أن أسأل عن شخص كان يعمل هنا، اسمه هيبر." قال روني، وهو يثبّت نظراته على المدير. تراجع المدير قليلاً، محاولاً تذكر هيبر.

"أوه نعم، تذكرت، كان يعمل هنا، لكنه لم يعد الآن." قال المدير، وهو ينظر إلى روني الذي قاطعه فجأة.

"أريد الحصول على عنوانه." قال روني بوضوح، وهو يحدق في عيني المدير. تردد المدير، وأجابه قائلاً، "آسف، لا يمكنني إعطاء معلومات عن العمال."

تنهد روني بملل، وأخرج مبلغاً مالياً من محفظته. وضع النقود على المكتب، وعاود النظر إلى المدير بانتظار رد. نظر المدير إلى المال ثم إلى روني، وكأنه يفكر في العرض.

أخيراً، أومأ المدير برأسه، وأخرج سجلاً من درج مكتبه. بدأ في تصفح الصفحات، بينما كان روني يراقب بترقب، مطمئناً أنه على وشك الحصول على المعلومات التي يريدها.

---

توقف روني أمام المنزل المهترئ والمتصدع، وهو ينظر إليه بازدراء. تأكد من العنوان الذي بين يديه، "إنه هو"، همس لنفسه قبل أن يقرع الباب بخفة. نظر إلى المنزل مرة أخرى، غير قادر على فهم كيف يمكن لشخص عاش في مثل هذا المكان أن يسرق قلب زاك.

لم يكن هناك أي استجابة من الداخل. قرع الباب مرة أخرى، وهذه المرة فتح الباب لتقابله امرأة في منتصف الأربعينات، ترتدي ملابسها الداخلية. كانت على وشك الصراخ لاعتقادها أنه مجرد رجل آخر جاء للمتعة، لكن ما إن رأت مظهره حتى تحولت ملامحها لإبتسامة مع نظرة استغراب.

"مرحباً.. هل هذا منزل هيبر؟" سأل روني بابتسامة مزيفة. نظرت إليه المرأة قليلاً قبل أن يتلاشى بريق الابتسامة من وجهها. لم تسمع اسم ابنها منذ شهور، وكأنها بدأت تنسى حتى ملامحه.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن