السـادس و العِشـرون.

3.5K 184 84
                                    

أعلم أن قصر  البارتات قد لا يعجب البعض، لكنني أفعل ذلك حتى لا تنتهي الرواية بسرعة، لأنني سأبدأ رواية جديدة بعد هذه مباشرة. لا أريد أن تكون هناك فترة طويلة بين نهاية هذه الرواية وبداية الرواية الجديدة

🔞
---

فتح هيبر عينيه ببطء، ودفء غير مألوف يغمر جسده المتجمد. للحظة، خيل له أنه ربما مات ووصل إلى الجنة، حيث الدفء والأمان يحيطانه. رؤيته كانت مشوشة في البداية، لكنه فرك عينيه ببطء حتى تلاشت الضبابية. وحينئذٍ، شعر قلبه يخفق بدفء غريب عندما رأى زاك بجانبه على السرير، ذراعيه القويتين تحتضنان جسده، كأنما يحاول تدفئته وإخراج كل البرودة التي تغلغلت فيه.

خفق قلب هيبر، شعر بشيء من، اشتياق كان يخفيه، رغم كل ما حدث، لا يزال يشعر بالإتصال مع زاك

بتردد واضح، احتضن هيبر زاك الذي كان نائمًا بعمق. كيف يمكن لزاك أن يحمل كل هذا التناقض داخله، تخلى عنه في تلك الغرفة الباردة عاريا غير ابه بما قد يصيبه، لكن في نفس الوقت لم يتركه ليموت متجمداً في القبو المظلم.

كانت اللحظة مليئة بالمشاعر، والراحة التي اجتاحت قلب هيبر لم تكن شيئًا يمكنه إنكاره. اقترب ببطء، ناظرًا إلى وجه زاك المريح، ثم بدون تفكير، قرب شفتيه من شفتي زاك وقبله بشغف. كان إحساسه مليئًا بالتردد و الارتباك، كان مشتاق لتلك اللحظة، لهذا الشخص، رغم كل ما حدث، كأنه يحاول نقل كل مشاعره عبر تلك القبلة. لتحل مكانها مشاعر الراحة و الامان

لكن اللحظة سرعان ما تحطمت عندما فتح زاك عينيه فجأة، ووجد نفسه في هذا الموقف. دفع هيبر بعيدًا ونهض بسرعة من السرير. كانت ملامح زاك غاضبة، وعيناه مشتعلة بالارتباك والرفض. مسح شفتيه بعنف وهو ينظر إلى هيبر بنظرة مليئة بالتناقض. رغم شعور قلبه بالراحة عندما استيقظ ليجد هيبر بخير، إلا أنه أبى أن يسمح لتلك المشاعر بالعودة للسطح.

نظر هيبر إلى زاك بصمت، وقف من السرير واقترب منه ببطء. كانت عينيه مليئتين بالحزم. بصوت خافت و واضح، قال: "توقف عن تضخيم الأمور" قال خيبر بعبوس ليكمل " انت اخطأت، و انا اخطأت، لكن خطأك اكبر! لا تحاول تبرئة نفسك!"
صرخ هيبر و هو يضرب قدمه على الارض

تصلب زاك في مكانه، لم يتوقع هذا الرد، التوتر كان يملإ الغرفة لكن هيبر لم يتراجع، وقف و اقترب منه ببطء، يحاول السيطرة على المشهد

لكن زاك لم يُظهر أي تردد و هو يقول
" انا لن اعتذر عما حدث!" قال زاك بنبرة قاطعة ثم استدار باتجاه باب الغرفة، وعيناه مشتعلة بالغضب المكبوت.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن