السـابع عشـر. ( 🔞 )

10.4K 184 167
                                    

---

وقف هيبر أمام الحشائش المعتادة و بدأ يقلمها ، بينما صوت نباح الكلب المزعج لم يتوقف عن التردد في أذنيه. فجأة، شعر بشخص يقف بالقرب منه. عندما استدار، رأى الرجل الذي كان قد التقى به في غرفة المخدرات. ارتبك هيبر للحظة، ونظر حوله بسرعة ليتأكد من أن لا أحد يراهما معًا. خوفه من اكتشاف زاك كان جليًا على وجهه.

اقترب الرجل بخطوات هادئة ومد يده ليعطي هيبر قارورة صغيرة تحتوي على سائل غامض. قال له بصوت منخفض: "هذه المهمة يجب أن يقوم بها شخص قريب من زاك، وأنت هو الشخص المناسب. يجب أن تضع السم في طعامه."

تسارع نبض هيبر وارتجف للحظة. لم يصدق ما يسمعه.

"اسمم.. زاك؟"

قال بصوت يملؤه الرعب و الدهشة
"لا أستطيع... زاك ليس مغفلًا، بالتأكيد سيكتشف الأمر..."

لكن الرجل قاطعه بحزم، "هل تريد الهروب أم لا؟"

تردد هيبر، وبدأت الأفكار تدور في ذهنه. كان يعلم أن اتخاذ قرار كهذا يعني المخاطرة بكل شيء.

"ما هي خطتك؟" سأل بنبرة مليئة بالقلق.

أجاب الرجل بنبرة واثقة: "سوف أسرق مخزن المخدرات، وأثناء تنفيذ خطتي، أريد زاك أن يكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة." اتسعت عينا هيبر من الصدمة؛ لم يكن يتوقع أن يتلقى عرضًا كهذا.

تابع الرجل: "يجب أن تثق بي. إذا اتبعنا الخطة، ستكون حرًا." وضع يده على كتف هيبر كمحاولة لإقناعه ثم استدار وغادر بسرعة، تاركًا هيبر في حالة من التردد والارتباك، غارقًا في دوامة من الأفكار المتضاربة.

نظر هيبر إلى قارورة السم الصغيرة التي كانت بين يديه بتردد. كان قلبه يضيق بشدة وهو يحاول استيعاب ما يُطلب منه. هل يمكنه فعلاً قتل زاك؟ لا يستطيع تخيل نفسه يقتل شخصًا، مهما كانت الظروف.
لكن كانت هذه ربما فرصته الأخيرة للهروب من هنا. لقد حاول الهروب من قبل بأساليب بديهية كضرب زاك بمزهرية أو الركض، لكنها لم تفلح مع رجل مثل زاك، الذي كان دوماً يسيطر على الوضع.

عاد هيبر لتقليم الحشائش، يده تهتز تعبًا، والعرق يتصبب من جبينه بسبب أشعة الشمس الحارقة، كأنها عقاب اضافي. الكلب، الذي لم يكف عن النباح طوال الوقت، كان يعكس بصوته الملحاح حرارة المكان و كآبته . هيبر كان يشعر بكل عضلة في جسده تصرخ تعبًا، ولكنه لم يتوقف حتى انتهى أخيرًا من تلك الحشائش اللعينة.

عندما نظر إلى ما أنجزه، شعر بمزيج من الإرهاق والراحة، لم يصدق أنه قد انتهى بالفعل.
بخطوات متثاقلة، اتجه نحو القصر، كل خطوة كانت تبدو وكأنها تتطلب جهداً أكبر من سابقتها. وعندما وصل، فوجئ بمشهد الخادمات وهن ينزعن مآزرهن مستعدين للذهاب. عند رؤيتهن، شعر بشيء من الذهول يعتريه، هل اليوم عطلة لهن؟

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن