التـاسع عشـر.

4.7K 149 110
                                    


---

فتح هيبر عينيه ببطء، وهو يشعر بانزعاج شديد بسبب أشعة الشمس التي كانت تتسلل عبر الستائر، وكأنها تحاول اختراق جفنيه المغلقين بقوة. فرك عينيه بتعب، محاولاً التخلص من الثقل الذي يشعر به في جسده. فجأة، تذكر بوضوح ما حدث في الليلة الماضية، فاستفاقت كل حواسه دفعة واحدة. جلس بسرعة، وعيناه تركزان على زاك المستلقي بجواره.

كان هيبر قد نام بشكل عشوائي على حافة السرير، في وضع غير مريح بعد أن غلبه النعاس، بينما كان زاك يرقد أمامه في سبات عميق. تسائل هيبر عما إذا كان زاك حي؟ اقترب هيبر من زاك بحذر، ويداه ترتجفان بخفة، فمدّ يده ببطء نحو أنف زاك، متردداً في معرفة الحقيقة.

عندما شعر بتيار الهواء الخفيف الذي يدل على أن زاك لا يزال يتنفس، تنفّس هيبر الصعداء، وكأنه قد حمل صخرة هائلة عن صدره، ولكن قلبه لم يستطع التخلص من الخوف والقلق، هل السم لا يزال يؤثر عليه؟

كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهرًا، ولكن هيبر لم يشعر بالوقت بعد ان راقب زاك طوال الليل، وكأنه يحرسه من شبح الموت. كان زاك لا يزال غارقًا في نومه العميق، لم يظهر أي علامة على الاستيقاظ. شعر هيبر بالتردد؛ هل يحاول إيقاظه أم يدعه يستريح أكثر

حرك زاك بهدوء، محاولًا أن يوقظه برفق، لكنه لم يستجب. قرر هيبر أن يتركه، ربما يحتاج زاك إلى المزيد من الوقت ليستعيد قواه. وقف بهدوء، متثاقلًا غير مستعد على مواجهة ليلي بالأسفل، لكنه توجه نحو الباب بخطوات حذرة، محاولًا ألا يصدر صوتا يزعج زاك في نومه.

بينما كان هيبر ينزل الدرج بخطوات بطيئة، غارقا في أفكاره، تذكر فجأة ذلك الرجل الغامض الذي وعده بالهروب. لولاه لما حدث كل هذا،  كانت الكلمات التي قالها له ما زالت تردد في ذهنه. هل كان يخطط لشيء مثل سرقة مخزن المخدرات أو ما شابه؟

ما إن عادت هذه الأفكار إلى ذهنه، حتى شعر هيبر باندفاع غريزي. تسارعت دقات قلبه وبدأ ينزل الدرج بسرعة، يكاد يركض بجنون. كان يعلم بحدس لا يخطئ أن عليه العثور على ذلك الرجل فورًا

خرج هيبر من المنزل، وتوجه بخطواته المتسارعة نحو مخزن المخدرات يعلم أنه سيجده هناك، وهو يشعر بأن قدميه بالكاد تلامسان الأرض، كأنها تتطاير فوق الحشائش الرطبة في الحديقة. وصل إلى المخزن وبدأ يقرع الباب بقوة، محاولا السيطرة على نبضات قلبه المتسارعة. انتظر لحظة، ثم قرع الباب مرة أخرى بعنف. فجأة، فتح الباب وظهر الرجل من الظلام.

"هل يمكنك أن تشرح لي ما فعلته؟" صرخ هيبر بغضب مكبوت، لكنه لم يحصل على فرصة لقول المزيد، حيث قام الرجل بسرعة بوضع يده على فمه وسحبه بعيدًا عن المخزن. اختبآ خلف الحشائش العالية، بعيدًا عن الأعين المتطفلة. عندما وصلا هناك، دفع هيبر الرجل بعنف، ووجهه مشتعلاً بالغضب.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن