الجــزء الثـالث.

10.9K 375 79
                                    

---

في الدوام الليلي، كان المقهى مهجورًا ولكنه يبقى مفتوحًا. كان هيبر في المطبخ يغسل الصحون وأكواب القهوة المتبقية من الدوام الصباحي. أصبح الأمر لا يطاق بالنسبة له، مع هذا العمل براتب منخفض، والآن مع ذلك المدير المتغطرس؟ كانت أفكار هيبر تسبح في ذهنه بينما الجو هادئ بشكل مريب. فجأة، شعر بأنفاس حارة تلامس عنقه، وقبل أن يستدير، شعر بيد تتسلل بجرأة إلى مؤخرته والأخرى تعتصر صدره بقوة. تجمد هيبر من الصدمة حتى سمع صوتًا خافتًا في أذنه، مما زاد من توتره.


"أيها الشاذ الصغير"، همس المدير بصوت مفعم بالخبث وهو يقبل أذنه بلؤم.
دفعه هيبر بقوة ونظر إليه بتقزز ممزوج بالخوف. "أعلم أن هذا يعجبك. انظر، إذا أرضيتني تمامًا، سأزيد من راتبك"، قال المدير بابتسامة خبيثة وهو يفتح سحاب بنطاله.

هرع هيبر نحو الباب باندفاع، لكن المدير أمسكه بقوة مرعبة. "دعني! أنا لا أريد منك شيئًا"، قال هيبر بصوت مرتجف، محاولاً سحب يده بكل قوته، لكن المدير زاد من قبضته الحديدية. أمسك المدير هيبر من قميصه ومزقه بيديه، مستمرًا في تحرشه السافر.

" قبل هذه الأثناء "

"سيدي، لقد رأيته يدخل المقهى منذ قليل"، قال الشخص الذي كان يركن سيارته السوداء بعيدًا عن المقهى بخطوات قليلة عبر الهاتف، محادثًا سيده الذي عينه ليراقب فريسته الجديدة. قابله صوت رجولي غامض

"هل أنتَ متأكِد؟ "، قال وهو يسحب آخر نفس من سيجارته ويلقيها على الأرض و يدعسها، ثم يقفل الهاتف مستعدًا للتوجه للمكان.

في المقهى:

كان هيبر يحاول بكل قوته التخلص من هذا الموقف المروع، محاولاً الدفاع عن نفسه ضد مديره المتحرش. كانت كل محاولة للتحدث معه بهدوء تصطدم بجدار من التعنت والإصرار، والمدير مستمر في ملامسته وتجاوز حدوده بشكل مقيت. بدفعة أخيرة من الأدرينالين، دفع هيبر المدير بقوة وتمكن من الإفلات، هرع خارج المطبخ.

أسرع هيبر نحو باب المقهى، وعندما فتحه باندفاع، اصطدم رأسه بصدر شخص ما. رفع هيبر رأسه ليجد أمامه الزبون المميز، زاك. للحظة، توقف الزمن، نسي هيبر كل ما حدث للتو وهو ينظر إلى وجه زاك الذي بدا كتحفة فنية متقنة التفاصيل. كان زاك يحدق فيه ، نظراته تلتقط كل علامة من علامات الخوف و الاصفرار على وجه هيبر، وقميصه الممزق كان دليل على أن شيء ما حدث.

"هل أنت بخير؟" سأل زاك بصوت عميق، يمسك بكتفي هيبر. أومأ هيبر بسرعة، "نعم، أنا بخير. أنا فقط ذاهب للمنزل"، قال بصوت مرتجف، محاولًا التماسك

"إذاً دعني أوصلك"، قال زاك بسرعة، وتعبير القلق بادي على ملامحه الوسيمة.
"لا داعي، منزلي قريب من هنا"، حاول هيبر الرفض لينظر وراء زاك قليلا ليرى المدير يقف في باب المقهى، و هو يبحث عن هيبر بعيناه المليئتان بالغضب والحقد
ليضيف هيبر بسرعة مغيراً رأيه " حسنا لا بأس، يمكنك أن توصلني".

نظر زاك وراءه ليرى المدير المتطفل يقف في الباب، و مع تعابير هيبر، ادرك ان هناك شيء ما يحدث ،ليقود هيبر الى السيارة، وعيناه تنظران للمدير نظرة أخيرة ، نظر المدير لهيبر الذي يغادر ليلعن و يعود إلى داخل المقهى.

توقفت السيارة عند باب منزله ليشكر زاك بلطف و يفتح باب السيارة و يخرج متجها لباب منزله

لكن يسرع إليه زاك ليقف أمامه و ينظر إليه قليلا " هل انت متأكد أن كل شيء بخير؟" قال محاولا جعل هيبر يتحدث عما حدث مع مديره لكن اومئ بإبتسامة " نعم لا تقلق"

دخل هيبر إلى منزله وأغلق الباب خلفه بقوة، محاولة منه لإغلاق كل ما مر به ذلك اليوم. تنفس بعمق، محاولًا تهدئة أعصابه، بينما كان زاك يتجه نحو سيارته، وعقله مشغول بأفكار مضطربة.

في المقهى، كان المدير جالسًا في مكتبه، يمضي على بعض الأوراق، عندما سمع صوتًا غريبًا. حركة خفيفة في المقهى. لا يمكن أن يكون قد أتى زبون في هذه الساعة، إذ كانت الواحدة بعد منتصف الليل، ولم يأتِ أحد من قبل في هذا الوقت.

حاول المدير تجاهل الصوت، ولكن الصوت عاد مجددًا، هذه المرة أكثر وضوحًا، كخطوات تتردد في رواق المقهى. نهض بحذر وسار خارج مكتبه، ينظر حوله بتوتر، ولكنه لم يرَ شيئًا. استدار ليعود إلى مكتبه.

فجأة، تفاجأ برؤية شخص ملثم يقف أمامه، يحمل عصا غليظة في يده. قبل أن يتمكن المدير من استيعاب الموقف، تلقى ضربة قوية على رأسه، أطاحت به أرضًا. لم يشعر إلا بيدين تمزقان ملابسه بعنف، بينما كان يصرخ من الألم والرعب.

عندما أصبح المدير عاريًا تمامًا، بدأ الشخص الملثم في توجيه ضربات متتالية بالمطرقة الصلبة والخشنة، كل ضربة كانت تشعر المدير بكسور عظامه، والألم ينتشر في كل جزء من جسده.

استمر الضرب حتى لم يعد المدير يقوى على الصراخ، فقط أصوات أنينه تملأ المكان. الشخص الملثم وقف بهدوء، يتأمل فريسته ببرود، ثم سار نحو الخارج بخطوات متزنة، يشعر بالفخر بما فعله.

وهو يجلس في مقعد السائق ويزيل القناع ببطء. كانت ملامح زاك تتضح أكثر في ضوء السيارة الخافت، وهو يستعيد أنفاسه بعد المواجهة العنيفة. شغل سيارته، متجاهلًا كل ما حدث خلفه، وكأنه أمر طبيعي في يومه.

----

لو سمحتوا لا تبخلوني بتصويت اذا عجبكم البارت⭐.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن