الحـادي و العِشـرون.

4K 167 147
                                    

---

كان هيبر نائمًا بعمق فوق السرير المريح، وملامحه الهادئة تُظهر وكأنه بريء من كل ذنب، مسترخٍ تمامًا بعد أن قضى ليلة البارحة بين ذراعي زاك. كيف يمكن لرجل يخطط لقتله أن يبدو بهذا الصفاء؟

زاك، الذي كان يقترب منه ببطء، شعر بتناقض داخلي يمزقه. انحنى نحو وجه هيبر، تلك الملامح الملائكية التي تثير مشاعر مختلطة من الغضب والحيرة بداخله. وضع زاك يده بهدوء على وجنة هيبر، يتحسس بشرته الناعمة والرطبة التي تثير في داخله رغبة متوحشة في إنهاء هذه المسرحية الزائفة. يده التي تلمس وجهه بحنان، كانت ذات اليد التي يرغب بها في سحب سلاحه الناري، في تفريغ الرصاصات في جسده النائم بلا وعي، ليغرقه في دمائه ويمحو كل الخيانة التي يشعر بها.

تلك اليد التي كانت في لحظة تلامس بحنان، يمكن أن تكون في اللحظة التالية قاتلة بلا رحمة. كان زاك ينظر إليه وكأنه يحاول استيعاب حقيقة أن هذا الشخص، الذي يتظاهر بالحب والبراءة، خطط لاغتياله.

تنفس زاك بعمق، مسيطرًا على عاصفة مشاعره المتضاربة، قبل أن يحرك هيبر بلطف، محاولًا إيقاظه. لم يستغرق الأمر سوى لحظات قليلة حتى فتح هيبر عينيه ببطء، مع تأثير لمسات زاك الدافئة.

"صغيري، استيقظ..."، قال زاك بصوت خافت، وابتسامة مزيفة ترتسم على شفتيه. كانت تلك الابتسامة تخفي خلفها براكين الغضب والحزن. فرك هيبر عينيه، جالسًا ببطء ليواجه زاك

"الليلة ستكون أفضل ليلة... وأنت ما زلت نائمًا؟" تابع زاك بإبتسامة، نظر إليه هيبر، مربكًا وغير مستوعب لما يقوله زاك بعد استيقاظه المفاجئ.

"لماذا؟"، تساءل هيبر بابتسامة خفيفة على شفتيه، عينيه كانتا ممتلئتين بالشك والفضول. زاك لم يرد، بل ابتسم بهدوء وهو يتجه نحو الباب، خافيًا وراء تلك الابتسامة كل مشاعره المتأججة.

"أريد أن أكل الليلة من يديك، هل تمانع؟"، قال زاك وهو يقف في مدخل الغرفة، صوته كان يحمل شيئًا غير مفهوم.

نظر إليه هيبر لثوانٍ طويلة، مترددًا، قبل أن يهز رأسه ببطء، "بالطبع...". ابتسامة أخرى تظهر على شفتيه، لكنه لم يكن يعلم ما الذي ينتظره. استدار زاك بهدوء وغادر الغرفة، تاركًا هيبر غارقًا في أفكاره، محاولًا فهم ما كان يدور في ذهن زاك حقًا.

هيبر وقف أمام المرآة في الحمام، مياه الصنبور كانت تتدفق ببطء، ووجهه المبلل يعكس قلقه المتزايد. عينيه النعستان كانتا تحملان عبء قرارات لم تكن سهلة. نظر إلى نفسه لبرهة، يتساءل كيف وصل إلى هذا الحد. لم يعد هناك مجال للتردد، عليه الاختيار بين البقاء أسيرًا في علاقة مزيفة مليئة بالخداع، أو التحرر منها، حتى لو كان الثمن حياة زاك.

لُعبته.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن