الوهـــم (مكتملة)

الفصل الخامس

" بس هناء مقالتليش انها اتخطبت وانت مش شيفاك لابس دبلة يعنى"
قالتها خديجه وهى تضع كوب من الشاى امام أحمد وتجلس امامه

توتر احمد لكنه حرص على ان يكون صوته ثابتا ثم قال " لا مهو احنا قاريين فاتحه وهنعمل خطوبة كمان كام يوم ان شاء الله"
ثم تابع باحراج
"  انا اسف انى جيت فى وقت زى ده بس عشان جيت هنا من غير ما هناء تعرف هى من النوع الكتوم شوية مش بتحب تتكلم معايا عن حياتها واللى جابنى انى اكتشفت بالصدفه ان ليها اخ هنا ، فلو تعرفينى اى قصتها عشان حاسس ان فى حاجات هى مخبياها عنى ومزعلاها ومش عايزة تحكى "

تنهدت خديجه ثم قالت " هناء دى غلبانه وطيبه اوى وانت شكلك ابن حلال وبتحبها هناء ليها اخ اسمه عمر هو اخوها من الام
هناء اصلا من الصعيد مش من هنا امها حبت ابو هناء وكان من هنا من القاهرة كان مهندس وراح الصعيد فى شغل واتعرف عليها هناك حبوا بعض بس اهل ام هناء رفضوه ضغطت عليهم لحد ما وافقوا بس قالولها متعرفيناش تانى وملكيش اهل اتجوزوا وجم هنا وخلفوا هناء ولما تمت ١٣ سنه ابوها اتوفى ، بعدها بسنه امها اتجوزت واحد تانى وجابت عمر بس يا حبه عينى ملحقش يوعى على امه وابوه ماتوا الاتنين فى حادثه وهو مكملش شهر ساعتها جت هناء هى وعمر هنا كانت عندها ١٥ سنه وعمر كان عندة شهر ولما تمت ال ١٨ سنه طبعا خرجت من الدار  واشتغلت بالشغلانه والاتنين عشان تقدر تدخل الجامعه وتصرف على اخوها وبعد ما خلصت الجامعه جالها فرصه شغل برا وسافرت ولسه راجعه "

تأثر احمد كثيرا فكم عانت هناء لتصل الى ما هى عليه الان وكم ضحت وتعبت من اجل اخيها الوحيد الذى تعتبره كل عائلتها
" طب هى ليه متاخدش عمر يعيش معاها طلما بتشتغل وتقدر تصرف عليه"
" هى رافعه دعوه عشان تاخد الوصايه عليه عشان هما اخوات من الام بس ..."
" بس ايه "
" البنت دى ي حبه عينى بختها قليل مفيش محامى ماسك القضيه عشان انت عارف الاتعاب واللى زاد وغطى لما عرفت ان العيال هنا بيضربوا اخوها عشان مبيسمعش "

قال احمد بصدمه " مبيسمعش !!!"
" اه هى مش معرفاك ، المفروض يتعمله عملية بس حتى دى كمان مش قادرة على تكاليفها مش بقولك بختها قليل"
لم يشعر احمد بنفسه الا وهو ينهض من مكانه قائلا بشرود وحزن
" انا هستاذن عشان الوقت اتاخر شكرا لحضرتك ، واه ممكن ابقى اجى يوم ازور عمر؟"
قالت خديجه بسرور " طبعا يا ابنى ده الاطفال هنا بيفرحوا اوى لما حد بيجى يزورهم" ....

طرقات على الباب ثم فتحته عندما سمعت الاذن بالدخول
" ازى حضرتك يا دكتور طارق "
" اهلا ازيك يا حور اتفضلى"
"انا اسفه لو بعطل حضرتك بس كنت عايزة اسأل حضرتك على طلبى اللى طلبته "
اجابها قائلا
" انا اصلا كنت لسه هبعتلك تيجى ، انا يا ستى كلمت صديق عزيز عليا هو صاحب شركه كبيرة ومعروفه وهو عشان قريب منى وافق انه يخليكى تتدربى فى الشركه عنده لمدة ٣ شهور وهتبقى بعدها اكبر محاسبه فى مصر"
قالت حور بسعاده
" انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى يا دكتور ، حضرتك دايما بتساعدنى "
" انتى بنت شاطرة ومجتهدة يا حور وانا متأكد ان ليكى مستقبل كبير ان شاء الله "
"شكرا لحضرتك يا دكتور "
"امسكى ده عنوان الشركه وهتلاقى اسم المدير هنا احتياطى برضو قوليلهم هناك انك من طرفى ماشي "
امسكت الورقه بحماس
" ماشي ي دكتور وشكرا كمان مرة "...