الفصل التاسع والعشرون

66 6 0
                                    


دلف عز لمكتبه بعد ان اوصى السكرتيرة بأن ترسل له مراد ، جلس على كرسيه واخذ ينظر من خلال النافذة الكبيرة الى ان سمع طرقات منتظمة على الباب فاذن بالدخول
السكرتيرة " عز بيه مراد بيه لسه مجاش "
نظر عز فى ساعته بتعجب فالوقت قد تأخر ومراد لم يصل
" ماشي روحى انتى شوفى شغلك "
اخذ هاتفه واتصل عليه ولكنه تفاجأ ان هاتفه مغلق ، كرر الاتصال مرة اخرى ولكن النتيجة واحدة
دقات على الباب تبعها دخول احمد ، قال عز عندما رآه
" تعالى يا أحمد "
قال احمد بابتسامه " ايه الاخبار "
" بخير الحمد لله طمنى عليك و على البنوته الصغيرة "
ابتسم قائلا " كلنا بخير الحمد لله "
قال عز مستفهما
" انت مشوفتش مراد يا احمد "
اجابه قائلا  " لا خالص ده انا حتى روحتلوا المكتب ملقتهوش وبتصل بيه بلاقيه مغلق هو حصل حاجه؟"
عز بشرود " مش عارف " ثم تابع " ها قولى "
حمحم احمد ثم قال
" حضرتك عارف المشكلة بتاعة سمير اللى استقال "
" اه وكان مفروض مراد يكون عندى من بدرى نشوف هنحل الموضوع ده ازاى كلنا"
قال احمد " بصراحه انا كنت جاى اعرض على حضرتك انا امسك الشغل بدالة فى كندا "
اندهش عز وقال " انت بتقول ايه انت عارف ان اللى هيمسك مكانه ده مش فترة مؤقته "
قال احمد موضحا " اه عارف و بصراحه انا عايز استقر فى كندا على طول"
قال عز بتعجب " طب ومراتك وبنتك هل الوضع هيبقى مناسب ليهم "
ابتسم احمد قائلا " حضرتك عارف انى مليش حد هنا وهناء كذلك فمش هتفرق معانا وبصراحه انا شايف ان المستقبل هناك افضل لينا ولبنتنا "
ابتسم عز وقال " خلاص يبقى تجهز نفسك وربنا يوفقك"
ونهض من مكانه ليعانق احمد ويقول له بحب ابوى
" هتوحشنى ياض والله خلى بالك من نفسك وخد بالك من مراتك وبنتك "
" والله وانتوا كلكوا هتوحشونى "...

فى بيت رحمة

كانت رحمة تقف امام باب غرفة سعاد تدق عليه بين الحين والآخر ولكن لاجواب
" يا ماما افتحى ارجوكى قوليلى مالك ، انتى من ساعه ما جيتى امبارح وانتى قافلة على نفسك افتحى بس قوليلى مالك واقفلى تانى"
خرجت سهر من غرفتها بعد ان ارتدت ثيابها وقالت لرحمة بقلق
" هى طنط سعاد لسه مبتردش "
" اه يا سهر هتجنن مش عارفه مالها من ساعه ما جت امبارح وهى زى ما انتى شايفة كده "
قالت سهر " طب سيبها يا رحمة يمكن حابة تقعد لوحدها شوية "
تنهدت بتعب قائلة " ماشي ، انزلى انتى شغلك عشان متتأخريش انا خدت اجازة انهاردة عشان مش هعرف اسيب ماما كده وانزل "
ربتت سهر على كتفها وقالت
" متقلقيش هتبقى كويسة ، ابقى طمنينى عليها ولو عوزتى حاجه اتصلى بيا "
اومأت لها رحمة بابتسامه خفيفة ثم دلفت غرفتها واغلقت الباب لتنظر سهر فى اثرها ثم تلقى نظرة على باب غرفة سعاد لتتنهد بارهاق ثم تتجه لباب الشقة لتخرج منه وتغلقة خلفها ..

امام قسم الشرطة

كانت رودينا تقف بجوار سيارة حازم وهى تنظر للمارة ، رفعت يدها لتخلع نظارتها الشمسية وتضعها فوق رأسها ثم تلتف لتنظر لباب القسم ، دقائق ووجدت حازم يخرج منه ليقترب منها بوجه جامد وهو يقول
" خير جاية هنا ليه "
حاولت رودينا جعل نبرتها لينه لتقول بابتسامه
" جاية اصالحك "
قال حازم وهو يهم بالرجوع لعمله
" انا مش فايق للدلع ده انا ورايا شغل و ...."
قاطعته قائلة
" انا موافقه اجى معاك واعتذر ليهم ايه رأيك بقى هتصالحنى ولا لا "
قال بدهشة " انتى بتتكلمى جد "
" طبعا يا حبيبى انا مقدرش ازعلك "
قال بسعاده " انا كنت عارف انى مش ههون عليكى ، ايه رأيك اكلمها دلوقتى ونروحلها نزورها عشان نطمن على مامتها بالمرة "
دهشت رودينا من استعجاله ولكنها لم ترد تخريب ما فعلته فقالت بابتسامه مجاملة
" اه طبعا يا حبيبى كلمها " ..

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن