كانت لاتزال مستيقظه حتى الآن جافها النوم وهرب من اعينها التى ظلت تنهمر منها الدموع ، ظلت جالسة على حالتها يسود من حولها السكون ،التقطت هاتفها وفتحته ولكن يدها توقفت امام رقمه أتتصل ام لا ، اغلقت الهاتف سريعا ووضعته جانبها وهى تمسح دموعها
نهضت من مكانها لتتوجهه للفراش فقد ارهقت بما فيه الكفاية ، شعرت بالم بسيط فوضعت يدها على بطنها الى ان ذهب ، ثم راحت تستلقى على السرير
دقائق وسمعت صوت بالخارج فتحت اعينها بخوف ونظرت نحو الباب فوجدته يُفتح ببطئ وثوانى وأُضئ نور الغرفة
قالت بابتسامه مضطربة
" أحمد "
اقترب منها وجلس على الفراش امامها فقالت بندم
" أنا اسفه يا احمد ، والله ما كان قصدى لم سمعتك وانت بتكلمها بليل اتجننت مبقتش عارفه انا بعمل ايه "
ابتسم بحنو وامسك يدها قائلا
" انا اللى اسف ، انا اللى خليتك تشكى من الاول بس عشان كنت عايز افاجئك ، بس خلاص بقى انتى حرقتى المفاجأة "
ضحكت هناء من بين دموعها وعانقته بسعادة قائلة
" يعنى انت خلاص مش زعلان منى "
" لا ، وعايزك انتى كمان متزعليش منى"....استيقظت على صوت ضجيج بالغرفة نظرت وهى تفتح عينيها ببطئ لتستقبل اضاءة الشمس سمعت سهر وهى تقول
" انا صحيتك معلش والله بس علبة الخيوط وقعت منى "
نهضت رحمه وهى تتثاءب وتقول
" لا انا اصلا كنت هصحى اصلى رايحه لفريدة انتى عارفه عزمتنى انا وحور فى مكتبها عشان نشوفوا "
سهر بابتسامه
" اه عارفه فريدة قالتلى "
رحمه بتعجب
" انتى ايه هينزلك بدرى كده لسه ساعه على معادك "
" مهى فريدة طلبت منى اروح بدرى عشان افتح المكتب عشان فى عميل جاى بدرى، يلا قومى كده اغسلى وشك والبسي تحبى تنزلى معايا ولا ايه"
قامت رحمه وقالت بمزاح وهى تتوجه الى المرحاض
" اه استنينى اهو تسلينى فى الطريق"..
نزلت رحمه برفقة سهر وهم يتحدثون ويضحكون ليروا كرم امامهم تجاهلته رحمه واكملت طريقها مع سهر
" رحمه "
توقفت سهر وامسكت يد رحمه وقالت بصوت منخفض
" اسمعيه عشان خاطرى "
نقلت رحمه بصرها بينهم ثم قالت لسهر
" طب روحى انتى يا سهر عشان متتأخريش على شغلك اقابلك هناك "
بعد مغادرة سهر قالت رحمه
" افندم اتفضل وياريت متطولش ميصحش اقف كده فى الشارع"
ثم نظرت له لتلاحظ هيئته فقد كانت بشرته شاحبة وتحت عينيه تنتشر الهالات السوداء غير لحيته الغير مشذبة شعرت بالحزن عليه لكنها لم تبدى ذلك
" رحمة انا كل اللى طالبه منك عشر دقايق بس هقول اللى عندى وهمشي "
" سمعاك "
" انا عمرى ما اقدر اظن فيكى ظن وحش انتى احسن حد انا قابلته فى حياتى ، كلامى وعصبيتى كان غصب عنى لانك ... لانك عزيزة عليا و...و.... وبغير عليكى "
ثم اكمل سريعا ليتدارك ما قاله
" ارجوكى ارجعى الشغل لو روحت بكرة ولاقيتك هعرف انك سامحتينى ولو ملقتكيش اوعدك انى هختفى من حياتك ومش هتشوفينى تانى "
ولم يترك لها فرصه للرد ركب سيارته وانطلق بها سريعا ...." انا لما قالولى ان الولا يزن بقى محامى قد الدنيا وبقى عنده مكتب مصدقتش"
نظر يزن نحو الباب وارتسمت على وجهه الابتسامه وقال وهو ينهض من مكانه ليعانق صديقه
" حازم والله زمان يجدع واحشنى والله "
عانقه حازم بسعاده فتابع يزن
" لازم مصلحه يعنى عشان تيجى تشوفنى يجبان "
حازم " والله يا بنى انت عارف شغلى كظابط مش مدينى فرصة اتنفس حتى "
ثم تذكر قائلا " الا صحيح قريبتكوا دى اللى لقينا اخوها متوفى عملت ايه"
يزن " اسكت يا حازم مش ابوها توفى هو كمان فى نفس اليوم اللى انت قولتلى فيه الخبر"
حازم " يا ربى الله يكون فى عونها"
يزن " اهى سافرت هى ومامتها خلاص ربنا معاها"
حازم " قولى بقى فين مهندسة الديكور اللى قولتلى عليها شوف انا سايب كله وجاى اثق فيك انت وفى اختيارتك "
" بقى كده طب روح ياخويا اقعد دور على مهندس تانى"
حازم بمزاح " يووه عليك يا يزون بهزر "
" طب قوم يا اخويا روح السكرتيرة زمانها جت هى المكتب اللى فى وشي "
" حلو ده انت عارف انا معنديش وقت "
" ماشي ياعم المشغول "
أنت تقرأ
الوهم
Romanceدائما ما نحزن و نفرح ، ننهار و ننهض ، انها الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، لكل منا قصة مليئه بالاسرار سواء كنا السيئين فيها او لا فلكلٍ ذنب يحاول الهرب منه لكن ماذا لو كان هذا الذنب بمثابة صفعة لاقرب الناس لنا ؟.....