الفصل السابع والعشرون

75 4 0
                                    


خرج كرم من مكتبه وسار بهدوء فى تلك الردهه المؤدية لمكتب رحمه ليراها جالسة عليه منهمكة فى قراءة الاوراق الموضوعة امامها
اقترب منها قائلا بابتسامه
" صباح الخير يا ابو موته "
قالت رحمه " يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم "
كرم بجدية مصطنعة " افندم بتقولى حاجه ؟ "
نظرت له وابتسمت ابتسامة مصطنعة وهى تقول
" بقول صباح النور يا كرم بيه "
عدل كرم ياقة قميصة وهو يقول
" اه بحسب "
نظرت له رحمه نظرة تفحصية وهى تقول
" انت رايح فين ؟"
اجابها بدهشه " رايح مشوار صغير وراجع تانى لو مفيش عند حضرتك مانع ، انا حاسس انى بكرة انا اللى هبقى سكرتيرك "
رحمه " اه ده هيصدعلى دماغى لا يابا طريقك ابيض اتفضل "
اقترب منها كرم قليلا ولكنه حافظ على المسافه بينهما قائلا
" بكرة هطلع كل ده عليكى لما دبلتى تكون فى ايديك ها هانت  "
خجلت رحمه من كلامه ووضعت وجهها فى الارض ليتابع كرم بدهشه
" الله ابو موته انت بتتكسف زى البنات ولا ايه "
ابتسمت رحمه ابتسامه عابثه ورفعت رأسها لتنظر أمامها وتقول
" استاذ ماجد اتفضل"
انتفضت كرم وابتعد عن رحمه قليلا وهو يحمحم ثم رفع بصره ليجد ان الردهه خاوية
فنظر لرحمه مرة اخرى ليرها تضحك وهى تقول
" شربتها يا كروديا "....

صف مراد سيارته امام باب المشفى والتفت لفريدة التى همت بالنزول من السيارة قائلا
" انا رايح الشركة هعدى اخدك بعد ما اخلص "
نظرت له فريدة بحزن قائلة
" مش هتطمن على ماما ؟ "
ضحك بإستهزاء قائلا
" بيتهيألى كفايه انتى عليها "
تنهدت فريدة فهى ليس لديها اى طاقه للجدال ففضلت الصمت وترجلت من السيارة لتدلف للمشفى متوجهه نحو غرفة والدتها
صعدت فريدة للطابق الموجود به الغرفه لتتفاجئ بوجود يزن ووالداته نجوى التى اقتربت منها قائلة
" فريدة اخبارك ايه"
عانقنها فريدة قائلة
" الحمد لله انتى عاملة ايه يا طنط نجوى "
" بخير يا بنتى الف سلامه علي كاميليا ربنا يشفيها "
قال يزن  " الف سلامه يا فريدة انتى كويسه"
ردت فريدة " الله يسلمكوا ، اهو الحمد لله كويسة "
قالت نجوى " احنا لسه خارجين من عند كاميليا وفاقت الحمد لله "
تهللت اسارير فريدة قائلة
" بجد يا طنط طب الحمد لله ، استأذنك ادخل اطمن عليها "
قاطعها يزن قائلا " فريدة انا هوصل ماما وهرجعلك عشان لو احتاجتى حاجه"
فريدة " تسلم يا يزن مش عايزة اتعبك معايا "
يزن بابتسامه " تعبك راحة "

طرقت فريدة على الباب ثم دلفت للغرفه لتجد كاميليا متسطحه على الفراش تنظر للسقف
" ماما "
نظرت لها كاميليا بابتسامه فاقتربت منها فعانقتها قائلة
" فريدة حبيبتى انتى كويسة "
ردت ببكاء قائلة
" انتى كويسة يا ماما طمنينى عليكى "
ثم صمتت لبرهه وتابعت بتردد
" أ.. أنتى اتكلمتى مع الدكتور"
اومأت لها كاميليا قائلة
" انا عرفت كل حاجه ، متقلقيش انا كويسة الدكتور قال ان العلاج الطبيعى هيخلينى كويسة "
قبلت فريدة جبهتها وقالت
" طب والكسر بتاع رجلك "
مسحت كاميليا على رأسها قائلة
" متقلقيش قالى احتمال نفكه بعد شهر "
ابتسمت فريدة ومر الوقت وهى جالسه تتحدث مع والدتها علها تحسن من حالتها النفسية
كاميليا " انا عايزة اخرج مش هقدر اقعد فى المستشفى اكتر من كده "
فريدة " انتى بتقولى ايه يا ماما انتى لسه فايقه من الحادثة "
كاميليا بضيق " صدقينى انا كويسة واتكلمت مع الدكتور واقنعته انى اخرج وهجيب ممرضة البيت عشان تتابع معايا "
" يا ماما طب والعلاج الطبيعى "
" هجيب دكتور فى البيت يا فريدة مش  مستاهله روحى بس نادى للدكتور خلينا نخلص اجراءات الخروج"
فريدة بقله حيلة " ماشى يا ماما "
خرجت فريدة من الغرفة واخذت تنظر يمينا ويسارا عليها تجد الطبيب فسمعت صوت يقترب منها قائلا
" مالك يا فريدة محتاجه حاجه "
نظرت لمصدر الصوت قائلة
" يزن انت جيت "
" اه لسه واصل قوليلى محتاجه حاجه"
فريدة " اه يا يزن معلش ممكن تشوفلنا الدكتور فين عشان نخلص اجراءات الخروج "
يزن يتعجب " خروج ! ازاى هى لحقت "
" اهى بقى مصرة عايزة تخرج "
رد يزن قبل ان يذهب لينادى الطبيب
" ماشي ، صحيح يا فريدة حازم وخطيبتة جم المكتب الصبح وسألوا عليكى وقولتلهم على اللى حصل وقالى انه هيكلمك عشان يزورك فى اقرب وقت"
ثم تابع " انا هروح انادى الدكتور لحد ما مامتك تجهز "
اومأت له فريدة بهدوء ودلفت للغرفة مرة اخرى....

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن