الفصل الخامس والثلاثون والأخير

197 4 4
                                    


وقفت امام باب شقتها الموجودة فى ذلك الحى الراقي ، اخذت تعبث بحقيبتها وهى تبحث عن شئ ما حتى وجدته اخيرا
اخرجت ذلك المفتاح لتضعه بالباب ثم تديره لتدلف للداخل متجاهله رنين هاتفها المتواصل
دلفت للمطبخ ووضعت الاكياس التى كانت تحملها على الطاولة ثم اتجهت لتلك الغرفة التى تزورها يوميا .
طرقت الباب بخفه ثم دلفت وهى تقول بابتسامه
" عاملة ايه انهاردة "
ردت عليها تلك الجالسة على السرير بعد ان اغلقت الكتاب التى كانت تقرأه وقالت بابتسامه
" الحمد لله حاسة نفسي احسن كتير "
جلست امامها ثم قالت
" افتكرتى اى حاجه جديدة "
هزت رأسها بالنفى وقالت
" للاسف لا هى الحاجات البسيطة بس اللى قولتهالك "
رن هاتفها للمره التى تجهل عددها فقالت وهى تهم بالخروج من الغرفة
" مش مهم المهم انك افتكرتى جوزك ده اهم حاجه "
ثم غمزت لها بابتسامه و خرجت للرد على الهاتف وتركتها وهى تقول بشرود
" انا مقدرش انسي مراد ابدا ! "...
بالخارج
وقفت بمنتصف الصالة واجابت على الهاتف بعصبية قائلة
" ايوة يا شريف فى ايه عمال رن رن "
اجابها شريف بحده
" مبترديش ليه يا نسرين "
" ادينى رديت خير "
" فى ظابط كان عندى هنا وسأل عليكى ، انتى هببتى ايه بالعربية "
فزعت نسرين وقالت بتوتر
" ظابط ! و .. وانت قولتله ايه "
" هقولة ايه يعنى اضطريت اديله عنوانك ده موقفلى ظابط تحت العمارة يعنى ممكن ياخدونى فى اى لحظة لو كذبت عليهم "
اغلقت نسرين المكالمه سريعا واخذت تدور حول نفسها بخوف وتوتر ، ثم دلفت للغرفة مرة اخرى بخوف وهى تقول
" حور الحقينى "
اعتدلت حور وقالت بقلق
" خير يا نسرين مالك "
" اهلك بلغوا البوليس وجايين على هنا "
حاولت حور تهدئتها وقالت
" متخافيش انا معاكى و ......"
قطع كلامها صوت طرقات عالية على الباب فانتفضت نسرين من مكانها فزعة ، هدأت حور من روعها وقالت
" افتحى يا نسرين متخافيش "
ذهبت نسرين لتفتح الباب بخوف بينما مدت حور يدها والتقطت حجابها لترتديه
فتحت نسرين الباب واخذت تنظر بخوف لهؤلاء الرجال ، تكلم حسام بعد ان عرفها على نفسه
" انتى نسرين يسرى السيد ؟ "
هزت رأسها بخوف قائلة
" ايوة يا باشا انا "
رفع امامها صورة السيارة وسألها ان كانت بحوزتها فى اليوم التى هربت فيه حور ، ظلت صامته وكان لسانها الجم من الخوف فاندفع مراد قائلا
" اتكلمى ارجوكى اليوم ده مراتى خرجت من البيت وعدت من الشارع ده فى نفس التوقيت اللى انتى عديتى فيه تقريبا ارجوكى لو تعرفى حاجه اتكلمى "
فهمت نسرين ان ذاك الرجل هو مراد زوجها التى حكت لها عنه ، رأت نظرات الخوف والتيه فى عينيه فخرجت الكلمات من فمها قائلة
" حور هنا ، فى الاوضه دى "
ثم رفعت يدها مشيرة للغرفة التى تقبع بها
اتسعت عينيى مراد ودلف مهرولا للداخل ، فتح الباب دون حتى ان يطرقه ليتجمد مكانه بعد ان رآها ، قال بصوت خافت يملؤه الاشتياق
" حور ، ده انتى "
نظرت له والدموع تتلألأ فى عينيها
" مراد "
اسرع اليها وضمها باشتياق ، بادلته العناق وتركت لعينيها العنان لتفرج عن دموعها سمعته يقول بتنهد
" وحشتينى اوى يا حور متسبنيش تانى ارجوكى انا اسف ، انا اسف لو كنت بس سمعتك مكنتيش روحتى منى "
مسحت دموعها ونظرت له بحب قائلة
" كنت عارفه انك هتيجى ، كنت عارفه انى هفتكرك يا مراد "
عقد حاجبية وقال باستفهام
" تفتكرينى ؟  مش فاهم"
سمع صوت نسرين يأتى من خلفه قائلة
" انا هفهمك كل حاجه ، بس حضرة الظابط عايز يقابل حور "
عدلت حور من وضع حجابها ثم اذن مراد لحسام بالدخول ، اطمئن على صحتها ثم قال
" مدام حور حضرتك حابه تعملى محضر بالواقعه "
نظرت حور لنسرين وطمئنتها ثم قالت
" لا "
نظر حسام لنسرين ثم تابع
" حضرتك متأكده "
" ايوة "
" تمام كده مبقاش فى داعى لوجودى حمدلله على سلامه المدام يا مراد "
رد عليه مراد بامتنان
" شكرا يا حسام حقيقى تعبناك معانا"
ربت على كتفه قائلا
" متقولش كده ده واجبى ، استأذن انا "
بعد انصراف حسام طرق كرم على الباب وهو يحمحم فأذن له مراد بالدخول فدلف قائلا
" حمدلله على السلامة يا حور خضتينا عليكى"
" الله يسلمك يا كرم تسلم "
وجه مراد نظراته لنسرين وقال بحزم
" انا عايز اعرف ايه اللى حصل "
جلست نسرين على الكرسي وبدأت بقص ما حدث عليهم قائله
" مفيش انا اليوم ده كنت راجعه البيت للاسف الدنيا كانت زحمه اضطريت امشي من طريق تانى عشان اوصل اسرع ووانا ماشيه فى الشارع فجأة حور طلعت قدامى معرفتش اتفاداها و فقدت السيطرة على الدركسيون فخطبتها "
امسك مراد بيد حور وضغت عليها كأنه يطمئنها ثم سمع نسرين وهى تتابع قائلة
" اخدتها معايا فى العربية للبيت خوفت اوديها مستشفى فجبتها هنا وكلمت دكتور صديقى عشان يكشف عليها ويعمل اللازم بس للاسف حور دخلت فى غيبوبة لمده ٣ ايام "
صدم مراد من حديثها وكذلك كرم لم يكن اقل منه ، بينما ربتت حور على كفه تطمنئنه انها اصبحت بخير
تابعت نسرين " الدكتور اقترح عليا انه ياخدها عنده فى العياده بتاعته وتفضل فيها والحمد لله فى اليوم التالت فاقت ، بس اكتشفنا ان عندها فقدان ذاكرة مؤقت وان ذاكرتها هتبتدى ترجع بالتدريج ، مكانتش فاكرة اى حاجه فاضطريت ارجعها معايا للبيت وفضلت قاعده معايا لحد ما الحمد لله واحده واحده كانت بتفتكر حاجات بسيطه لحد اليوم اللى افتكرت حضرتك فيه وقعدت تحكيلى عنك كتير "
اغمض مراد عينيه براحه ثم ضم حور مرة اخرى كانها سوف تهرب منه مجددا  ، قتح عينيه ثم قال بحنو
" مش يلا بينا نروح بيتنا "
ابتسمت بسعاده وقالت
" يلا بينا "
اوقفته نسرين قائلة
" استاذ مراد الدكتور قال ان حور لسه محتاجه راحه تامة وكمان لسه بتستعيد ذاكرتها فياريت ميكونش فى اى مجهود عليها "
اومأ لها بتفهم فتابعت
" وعايزة اعتذر ليك انا اسفه حقيقى مكانش قصدى ، سامحينى يا حور انا حقيقى حبيتك جدا فى الفترة الصغيرة اللى قعدتيها معايا"
اقتربت حور منها بخطواط بطيئه ثم عانقتها وهى تقول
" وانا كمان حبيتك جدا "
ابتسمت نسرين قائلة
" خلى بالك من نفسك ومن صحتك ماشى"
اومأت لها بسعاده ثم تأبطت ذراع مراد وانصرفوا برفقة كرم ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن