الفصل الثلاثون

37 4 0
                                    


أمام بوابة المطار وقف كرم وهو يعانق أحمد ويربت على ظهره قائلا
" هتوحشنى والله يا صاحبى "
رد عليه قائلا بابتسامه
" وانت كمان مش هلاقى حد ارخم عليه"
ضحك كرم قائلا
" هتصل بيك فيديو ترخم عليا براحتك "
قال أحمد
" امال فين مراد من يومين وهو مش باين كنت متوقع هيجى يسلم عليا "
قال كرم وهو يخفى توتره
" فى ظروف كده عند حماته فمعرفش يجى بس بيسلم عليك "
" الله يسلمه سلملى عليه اوى "

على بُعد صغير منهم كانت تقف سهر ورحمه برفقه هناء ليودعونها ،قالت سهر ببكاء وهى تعانق هناء
" هتوحشينى اوى يا هناء والبت شموسة هتوحشتنى اوى انا كنت اتعلقت بيها "
قالت هناء وهى على وشك البكاء
" والله وانتى كمان اوى يا سهر"
ردت عليها
" خلى بالك على نفسك وانا هكلمك دايما فيديو اطمن عليكى وعلى شمس "
ثم جثت على ركبتها امام عمر الذى قال لها
" هتوحشينى يا سهورة"
عانقته بشده قائلة
" يا حبيب قلب سهورة هتوحشنى اكتر ، اوعى متكلمنيش تتطمن عليا "
نظر لشمس بابتسامه وهو يمسك بيدها الصغيرة وقال
" انا وشموسة هنكلمك دايما "
عانقت رحمه هناء وقالت
" توصلى  بالف سلامه خلى بالك على نفسك ، حقيقى يا هناء انتى من الناس اللى مبسوطه انى عرفتها "
ردت عليها " حبيبتى يا رحمه وانتى كمان والله ، خلى بالك من نفسك "
سمعت هناء نداء احمد عليها للحاق بالطائرة فقالت
" اشوف وشكوا بخير "
اشارت سهر لها بيديها وهى تحاول كبح دموعها
" مع السلامة "
ربتت رحمه على كتفها وقالت مواسية
" هى اه هتستقر هناك بس اكيد هتنزل اجازات متقلقيش وبعدين انتى هتكلميها على طول"
" هتوحشنى اوى يارحمه هناء دى بعتبرها اختى مش صاحبتى "
قالت رحمه بمزاح
" اخس عليكى اومال انا بعمل ايه ، مخصوم منك الحته اللى بتنامى عليها على السرير وهتنامى انهاردة على الارض "
ضحكوا سويا وشعرت سهر بحال افضل فقد عوضها الله بوجود رحمه ...

فى مركب صغير على النيل كان يجلس بشرود وهو ينظر لحركة المياه ، فمنذ يومين وهو على جلسته تلك لا يتحدث مع احد وشارد طوال الوقت ، اقترب منه شخص ووضع امامه كوب من الشاى ثم جلس بمقابله وهو يقول
" لسه مش عايز تتكلم يا مراد "
نظر له نظرة تائه و رد عليه قائلا
" تعبان اوى يا مسعد "
" طب فضفضلى يمكن ترتاح انت قاعد معايا على المركب بقالك يومين منطقتش فيهم "
صمت قليلا ثم تنهد وقال
" تخيل تنام وتصحى تلاقى كل حياتك اللى فاتت دى عبارة عن كذبة ، ٢٦ سنه من عمرك عبارة عن وهم ! "
قال مسعد باندهاش
" لا ده الموضوع شكله كبير اوى "
قال مراد بمرارة " اوى اوى "
ربت مسعد على كتفه وقال
" انا مش هتقل عليك ، بس على اقل افتح تليفونك وطمنهم عليك صدقنى الهروب عمره ما كان حل لازم تواجه يا مراد لو فضلت هربان كده هتخسر اكتر يا صاحبى " ثم تركه وذهب
نظر مراد لهاتفه الموضوع امامه ثم مد يده ببطئ ليمسك به تردد كثيرا ولكنه حسم امره وقام بفتحه ، وجد عدد كبير من المكالمات الفائتة ولكن لفت نظره رسالة من عز يقول فيها

الوهـــم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن