الفصل الحادى والثلاثون

60 5 0
                                    


وقفت سهر امام باب الشقه المغلق واخذت نفسا عميقا وهدأت من توترها وهى تقول
"  انا هديها الملف وامشي على طول مش هطول "
رفعت يدها و دقت الجرس ، ثوانى وفتحت لها رودينا الباب والتى كانت تنظر لها من رأسها الى اخمص قدميها باحتقار ثم تركتها ودلفت دون ان تتفوه بكلمه
دخلت سهر وهى تنادى على فريدة التى خرجت من الشرفة قائلة
" سهر جيتى كويس متأخرتيش "
ثم التقطت منها الملف واعطته لهم ثم التفتت لسهر مرة اخرى وهى تقول
" سهر انا عارفه انك مشغوله بس ياريت تفضلى معايا محتجاكى تساعدينى وتكتبى ملاحظات "
لم تجد سهر مفر للهرب فوافقت مرغمه ، التقطت دفترها من حقيبتها وجلست مستعده لتدوين ملاحظات فريدة
كانت رودينا تتعمد اغاظتها والتقليل منها ولكن سهر تجاهلتها وصبت تركيزها فى عملها
فريدة " تمام كده اتفقنا "
حازم " يعنى كل الشغل ده هيخلص فى اسبوع صح "
فريدة " باذن الله "
رودينا وهى تتمسك بذراع حازم
" احنا واثقين فيكى يا بشمهندسة " ثم القت نظرة على سهر التى كانت واضعة نظرها بالارض ، استغرب حازم من هدوء سهر وعدم رفع نظرها من على الارض بالرغم من مضايقات رودينا المستمرة والمتعمدة لها .
" تمام احنا هنستأذن بعد اذنكوا " قالتها فريدة برسمية وهى تحمل حقيبتها وتتوجه نحو الباب ومن خلفها سهر التى ما ان قامت من على كرسيها حتى سقط السوار الرفيع الذى ترتديه بيدها دون ان تلاحظه ...

فى منزل رحمه

وصل كرم برفقه رحمه كما طلب منه عز ، ليعانق مراد بشدة وهو يقول
" خضتنى عليك يا صاحبى "
ربت مراد على كتفه ، ثم قال عز
" رحمه والدتك تعبانه شوية ضغطها وطى وجبنلها دكتور هى جوا ادخلى خليكى جمبها "
اومأت له رحمه ولكن قبل ان تدخل اقتربت من مراد ووقفت امامه تنظر له بصمت ، تعجب مراد منها وتردد فى اخبارها بالحقيقة وخاصة انها تظن ان اخيها قد توفى فى صغره ..
قطت رحمه شرودة وهى تبتسم ابتسامة عابثة ثم تعانقه وتقول
" الأخ سند برضو يا ابو حميد "
صدم مراد من كلامها ثم نظر اليها وعينه متسعه قائلا بعفوية
" ابو حميد "
ضحك الجميع بينما اجابت رحمة
" يعنى ده اللى انت مستغربة "
نظر لهم مراد قائلا " انا مش فاهم حاجه ، انتى عارفة منين انى اخوكى يا رحمه "
ضربت رحمه على كتف مراد بخفه وهى تشير على عز قائلة
" الراجل الكبارة ده بقى يحكيلك لحد ما اطمن على سوسو "
ثم تركتهم ودلفت لغرفة والدتها مغلقه الباب من  خلفها ..
جلس مراد برفقة كرم وعز وهو يظهر على وجهه الدهشة وعدم الفهم
" انا مش فاهم حاجه "
ثم نظر لكرم معاتبا فرد عليه بتبرير
" والله ما اعرف انا كمان رحمه مقالتليش حاجه"
تحدث عز قائلا " انا اتفقت مع رحمه متقولش لحد حتى امها "
قال كرم مستفهما " على ايه بقى "
اخذ عز نفسا عميقا وبدأ يقص عليهم ما حدث
" بعد ما كاميليا اخدتك يا مراد فضلنا قاعدين فى شقتنا اللى فى المعادى لحد ما نحاول نعملك شهاده ميلاد عشان نقدر نسفرك ، كانت كاميليا عمالة تزن عليا اخلص الإجراءات عشان نسافر عشان خايفة سعاد توصلها ، كنت بماطل معاها لحد ما اقدر اوصل لسعاد ، وبالفعل وصلتلها ووعدتها انى هرجعك ليها بس هى تدينى شهاده ميلادك "
اخفض راسه قائلا بندم
" فهمتها انى هرجعك ليها على طول بس انا كدبت عليها  ومقولتلهاش اننا هنسافر بس بينى وبين نفسي كنت هنزلك ليها فى اقرب فرصة عشان اضمن ان كاميليا تكون بعيدة عنها ومتقدرتش توصلها "
قال مراد بصدمه " يعنى ايه ، شهاده ميلادى اللى معايا دى مزورة والبطاقة بتاعتى كمان مزورة يعنى مش انت اللى مسجلنى على اسمك !"
تنهد عز قائلا
" لا ، لاننا خدناك وانت عندك خمس شهور وابوك الله يرحمه كان بالفعل مسجلك ومطلعلك شهاده ميلاد"
قال كرم مستفهما
" يعنى مراد من ساعه ما نزل مصر ماشي باثبات شخصية مزور يعنى كان ممكن يتحبس فى اى وقت "
رد عليه مراد بسخرية " ده لو انا اسمى مراد اصلا "
برر  له عز قائلا " انت فعلا اسمك الحقيقى مراد بس مش مراد عز الدين الشافعى "
ثم اخرج من جيبه بعض الاوراق ووضعها امامه قائلا
" دى شهاده ميلادك و بطاقتك وباسبورك الاصليين واوراق تانيه تخصك باسم
مراد محمود فتحى "
القى نظرة عليهم ثم تركهم واضعا يده على رأسه بتعب من كثرة الصدمات التى تعرض لها فى بضع ايام ، صدمات قلبت حياته رأسا على عقب .
قال كرم " انا برضو مش فاهم رحمه ايه علاقتها بكل ده "
تابع عز ما حدث قائلا
  " لما اخدت من سعاد الشهاده روحت عملت واحده مزورة عشان بس اطمن كاميليا وافهمها اننا كده هنسافر و هى لما شافتها اطمنت وخلاص وبالفعل سفرتك بس باوراقك الحقيقة واللى كاميليا متعرفش عنها حاجه ، بعد سفرنا بشهرين كاميليا اكتشفت انها حامل فى فريدة الفرحه مكانتش سيعاها حمدت ربنا لان ده هيسهل مهمتى انى ارجعك لامك من تانى ، لان كاميليا اخدتك اساسا لاننا كان بقالنا ١٠ سنين متجوزين ومخلفناش ، وبعد ما ولدت اتحججت انى لازم انزل مصر ضرورى عشان الشغل وهجبلها حد يخدمها وهاخدك معايا عشان متتعبهاش وهى مدققتش عشان كانت لسه تعبانه من الولادة ، لكن انا كنت واخدك وناوى ارجعك لامك يا مراد ، بس للاسف لما روحتلها لاقيت الناس قالولى ان العمارة اللى كانت ساكنه فيها وقعت وكل سكانها مشيوا سألت عليها كل الناس محدش عرف هى راحت فين ، ومن ساعتها وانت فضلت معانا  "...

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن