نهضت سعاد من فراشها وتوجهت نحو القابس لتشعل الضوء ثم خرجت من غرفتها لتتوجهه نحو غرفه رحمه وسهر والتى وجدتها فارغه فشهقت قائلة
" هما لسه مرجعوش لحد دلوقتى "
خرجت من الغرفة لتنظر فى ساعه الحائط المعلقه امامها لترى ان الساعه قد قاربت على منتصف الليل فقالت بغضب
" ده انتوا ليلتكوا مش فايته انتوا الاتنين انهاردة هو ده اللى ساعه زمن وهنيجى "
دلفت لغرفتها مرة اخرى بغضب وهى تمسك بهاتفها لتتصل برحمه التى ما ان اجابت عليها حتى صاحت قائلة
" انتوا فين يا ست هانم لحد دلوقتى "
اجابت رحمه بخوف " احنا لسه فى المستشفى ياماما والله كنا بنطمن على هناء "
قالت بحدة " ترجعوا البيت حالا وحسابكوا معايا لما ترجعوا "
حاولت رحمه تهدئتها قائلة " حاضر يا ماما والله احنا كنا ماشيين اصلا بس مكناش عايزين نسيب هناء لوحدها و ..."
صاحت سعاد بغضب " هناء معاها جوزها حالا تبقوا عندى "
ثم اغلقت الهاتف دون ان تسمع الرد ...فى المشفى
كان كرم يقف على باب غرفه فريدة التى كانت تجلس على سريرها بجانبها الممرضه التى كانت تحاول منعها من النهوض فقال كرم
" يا فريدة اهدى انتى كده بتتعبى نفسك "
قالت فريدة ببكاء " سيبونى اشوف ماما عايزة اشوفها "
كرم " انا لسه متكلم مع الممرضة وقالتلى انها لسه مفاقتش ومش هتفوق قبل بكرة على اقل "
قالت الممرضة " آنسه فريدة اللى بتعمليه ده غلط على اعصابك لوسمحتى اهدى ، والدة حضرتك ممنوع عنها الزيارة يعنى حتى لو روحتى مش هتعرفى تشوفيها "
حاول كرم تهدئتها قائلا
" متقلقيش مراد جاى فى السكه دلوقتى "
هدأت فريدة قليلا واستجابت لكلام الممرضة وتمددت على الفراش وهى تبكى بصمت ،دقائق ووصل مراد وعندمه رأته فريده نهضت من مكانها فجلس مراد امامها وعانقها وهو يمسح على رأسها ويقول
" بس يا حبيبتى انا معاكى متخافيش "
فريدة ببكاء " ماما حصلها ايه يا مراد اللى بيقولوا الدكتور ده صح ماما اتشلت "
مسح مراد دموعها وهو يحاول بث الطمأنينه لها " متقلقيش يا حبيبتى ده مؤقت صدقينى مع العلاج الطبيعى والتمارين هتخف وهتبقى كويسه الدكتور هو اللى قايلى كده "
فريدة بحزن " بجد يا مراد يعنى ماما هتخف "
" اه يا حبيبتى هتخف ان شاء الله ، يلا قومى معايا خلينى اروحك عشان ترتاحى ملوش لازمه وجودك هنا "
همت فريدة ان تعترض فقاطعها مراد قائلا
" هجيبك من الصبح هنا عشان تطمنى عليها "
استسلمت فريدة لكلام مراد ونهضت معه لتذهب الى المنزل
قال كرم " عايز اى حاجه منى يا مراد "
قال مراد بامتنان " لا تسلم يا صاحبى تعبتك معايا "
كرم " يعم اتعبنى وملكش دعوه " ..خرج كرم من باب المشفى بعد مغادرة مراد وفريدة ليستقل سيارته فوجد سهر ورحمه تقفان على قرب من باب المشفى فتوجه نحوهم قائلا بقلق
" انتى لسه مروحتيش يا رحمه انا فاكرك مشيتى من بدرى "
اجابته رحمه باقتضاب " احنا مروحين اهو هناخد تاكسي"
ضحك كرم قائلا " من تعبيرات وشك كده شكلك خدتى التهزيق التمام "
نظرت له رحمه بحده " مش وقت ظُرف "
" طب يلا عشان اوصلكوا "
قالت رحمه بغيظ " لا شكرا هنوقف تاكسي مش هنركب مع واحد غريب "
رفع كرم حاجبه قائلا
" واحد غريب يعنى سواق التاكسي هو اللى ابن خالتك امشي قدامى يا رحمه متخلنيش ابطحك بالطوبة دى ، ما تقولى حاجه يا سهر "
امالت سهر على اذن رحمه وهى تقول بصوت منخفض
" انا من رأيى نخليه يوصلنا انتى شايفه الحته هنا عامله ازاى وصعب نلاقى مواصله دلوقتى "
ابدت رحمه اقتناعها وقالت بكبرياء زائف
" امم تمام طلما انت مُصر بس متاخدش على كده يلا يا سهر "
قال كرم " اومال لو مش هبقى خطيبك قريب كنتى هتكلمينى ازاى ، ما تقولى حاجه يا سهر "
سهر وهى تحاول كتم ضحكتها
" عيب بقى يا رحمه ميصحش كده "
رحمه وهى تقف بجانب السيارة قائلة بحده مزيفة
" احنا مش هنطلع بقى يا اخينا ولا ايه اتأخرنا ، ما تقولى حاجه يا سهر"
كرم بنبرة مضحكة
" ايوه يا ابو موته اتفضل جاى حالا "....
أنت تقرأ
الوهم
Romantizmدائما ما نحزن و نفرح ، ننهار و ننهض ، انها الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، لكل منا قصة مليئه بالاسرار سواء كنا السيئين فيها او لا فلكلٍ ذنب يحاول الهرب منه لكن ماذا لو كان هذا الذنب بمثابة صفعة لاقرب الناس لنا ؟.....