الفصل السادس والعشرون

82 6 0
                                    


نهضت سعاد من فراشها وتوجهت نحو القابس لتشعل الضوء ثم خرجت  من غرفتها لتتوجهه نحو غرفه رحمه وسهر والتى وجدتها فارغه فشهقت قائلة
" هما لسه مرجعوش لحد دلوقتى "
خرجت من الغرفة لتنظر فى ساعه الحائط المعلقه امامها لترى ان الساعه قد قاربت على منتصف الليل فقالت بغضب
" ده انتوا ليلتكوا مش فايته انتوا الاتنين انهاردة هو ده اللى ساعه زمن وهنيجى "
دلفت لغرفتها مرة اخرى بغضب وهى تمسك بهاتفها لتتصل برحمه التى ما ان اجابت عليها حتى صاحت قائلة
" انتوا فين يا ست هانم لحد دلوقتى "
اجابت رحمه بخوف " احنا لسه فى المستشفى ياماما والله كنا بنطمن على هناء "
قالت بحدة " ترجعوا البيت حالا وحسابكوا معايا لما ترجعوا "
حاولت رحمه تهدئتها قائلة " حاضر يا ماما والله احنا كنا ماشيين اصلا بس مكناش عايزين نسيب هناء لوحدها و ..."
صاحت سعاد بغضب " هناء معاها جوزها حالا تبقوا عندى "
ثم اغلقت الهاتف دون ان تسمع الرد ...

فى المشفى 

كان كرم يقف على باب غرفه فريدة التى كانت تجلس على سريرها بجانبها الممرضه التى كانت تحاول منعها من النهوض فقال كرم
" يا فريدة اهدى انتى كده بتتعبى نفسك "
قالت فريدة ببكاء " سيبونى اشوف ماما عايزة اشوفها "
كرم " انا لسه متكلم مع الممرضة وقالتلى انها لسه مفاقتش ومش هتفوق قبل بكرة على اقل "
قالت الممرضة " آنسه فريدة اللى بتعمليه ده غلط على اعصابك لوسمحتى اهدى ، والدة حضرتك ممنوع عنها الزيارة يعنى حتى لو روحتى مش هتعرفى تشوفيها "
حاول كرم تهدئتها قائلا
" متقلقيش مراد جاى فى السكه دلوقتى "
هدأت فريدة قليلا واستجابت لكلام الممرضة وتمددت على الفراش وهى تبكى بصمت ،دقائق ووصل مراد وعندمه رأته فريده نهضت من مكانها فجلس مراد امامها وعانقها وهو يمسح على رأسها ويقول
" بس يا حبيبتى انا معاكى متخافيش "
فريدة ببكاء " ماما حصلها ايه يا مراد اللى بيقولوا الدكتور ده صح ماما اتشلت "
مسح مراد دموعها وهو يحاول بث الطمأنينه لها " متقلقيش يا حبيبتى ده مؤقت صدقينى مع العلاج الطبيعى والتمارين هتخف وهتبقى كويسه الدكتور هو اللى قايلى كده "
فريدة بحزن " بجد يا مراد يعنى ماما هتخف "
" اه يا حبيبتى هتخف ان شاء الله ، يلا قومى معايا خلينى اروحك عشان ترتاحى ملوش لازمه وجودك هنا "
همت فريدة ان تعترض فقاطعها مراد قائلا
" هجيبك من الصبح هنا عشان تطمنى عليها "
استسلمت فريدة لكلام مراد ونهضت معه لتذهب الى المنزل
قال كرم " عايز اى حاجه منى يا مراد "
قال مراد بامتنان " لا تسلم يا صاحبى تعبتك معايا "
كرم " يعم اتعبنى وملكش دعوه " ..

خرج كرم من باب المشفى بعد مغادرة مراد وفريدة ليستقل سيارته فوجد سهر ورحمه تقفان على قرب من باب المشفى فتوجه نحوهم قائلا بقلق
" انتى لسه مروحتيش يا رحمه انا فاكرك مشيتى من بدرى "
اجابته رحمه باقتضاب  " احنا مروحين اهو هناخد تاكسي"
ضحك كرم قائلا " من تعبيرات وشك كده شكلك خدتى التهزيق التمام "
نظرت له رحمه بحده " مش وقت ظُرف "
" طب يلا عشان اوصلكوا "
قالت رحمه بغيظ " لا شكرا هنوقف تاكسي مش هنركب مع واحد غريب "
رفع كرم حاجبه قائلا
" واحد غريب يعنى سواق التاكسي هو اللى ابن خالتك امشي قدامى يا رحمه متخلنيش ابطحك بالطوبة دى ، ما تقولى حاجه يا سهر "
امالت سهر على اذن رحمه وهى تقول بصوت منخفض
" انا من رأيى نخليه يوصلنا انتى شايفه الحته هنا عامله ازاى وصعب نلاقى مواصله دلوقتى "
ابدت رحمه اقتناعها وقالت بكبرياء زائف
" امم تمام طلما انت مُصر بس متاخدش على كده يلا يا سهر  "
قال كرم " اومال لو مش هبقى خطيبك قريب كنتى هتكلمينى ازاى ، ما تقولى حاجه يا سهر "
سهر وهى تحاول كتم ضحكتها
" عيب بقى يا رحمه ميصحش كده "
رحمه وهى تقف بجانب السيارة قائلة بحده مزيفة
" احنا مش هنطلع بقى يا اخينا ولا ايه اتأخرنا  ، ما تقولى حاجه يا سهر"
كرم بنبرة مضحكة
" ايوه يا ابو موته اتفضل جاى حالا "....

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن