الفصل الأول

876 16 1
                                    


تململ فى فراشه ببطئ يحرك جفونه اللى ازعجتها اشعه الشمس المتسلله من نافذة غرفته الكبيرة لينهض واضعا يده على رأسه المتألم يشعر وكان الدنيا تدور من حوله حاول الوقوف اكثر من مرة لكنه شعر بالم راسه يزداد ولكن اخيرا نجح فى النهوض ثم توجهه نحو باب المرحاض وقبل ان يضع يده على مقبضه ليديره انفتح باب غرفته فجاه لتدخل منه مسرعه غاضبة
" انت كنت فين كل ده يامراد اتصلت بيك قد كده وموبايلك مقفول "
امتعضت ملامح وجهه واجابها دون ان يلتفت لها وهو يهم بدخول المرحاض
" كنت مع صحابى "
خرجت من الغرفه غاضبه واتجهت لاسفل نحو غرفة الطعام لتراه جالسا على المائده وبيده الجريدة ويحتسي كوب القهوه ككل صباح
" طبعا ما انت على طول رايق كده "
" فى ايه تانى على الصبح يا كاميليا صوتك واصلى لحد هنا "
" يعنى انت مش عارف فى ايه فى ان ابنك خرج من امبارح وانا معرفش عنه حاجه وموبايله مقفول ولسه الشغاله بتقولى انه واصل من ساعتين"
قال دون النظر لها وهو يتابع قلب صفحات الجريدة بلامبالاه
" قولتلك اكتر من مره متضغطيش عليه واسمعيه لو مره واحده "
قالت بحده " اسمع ايه يا عز ده عايز ينزل يستقر فى مصر عارف يعنى ايه انا لايمكن اخليه يرجع مصر تانى احنا كده عايشين كويس"
اغلق صفحات الجريدة بحده وخلع نظارته الطبية ليضعها داخل جيبه ونهض عن المائدة ليتوجهه الى عمله ولكنه توقف قائلا
"ابنك ملهوش دعوه يدفع تمن غلطاتك "

فى غرفه مراد كان يقف امام المرأه يربط ربطه عنقه ثم قام بتصفيف شعره و اتجه لياخذ عطره المميزة ليرش منه القليل ثم اخذه سترته متوجها الى عمله
قابلته والدته وهو يخرج فقالت
" مش هتفطر يا مراد"
رد عليها باقتضاب " مش جعان"

توقفت سيارته امام مبنى كبير و فخم يبهر كل من يراه ، ترجل من سيارته معطيا لرجل الامن المفتاح ليقوم بصف السيارة فى موقف السيارات الخاص بالشركه ثم دلف الى بهو الشركه الكبير ليتجه نحو المصعد ويضغط زر الطابق الرابع ومن ثم الى غرفه المدير التنفيذى لمجموعه شركات أم اند إى [M&E] للازياء
ما ان دلف الى مكتبه حتى وجد صديقه جالس امام المكتب وعندما رأه هب واقفا
" كنت فين يا بنى كل ده بتصل بيك موبايلك مقفول روحتلك البيت قالولى مش عارفين انت فين مش هتبطل عمايلك دى "
اغلق الباب وراءه واتجه نحو مكتبه ليجلس عليه قائلا
" زهقت يا كرم جبت اخرى"
" لسه مش موافقه انكوا تنزلوا مصر"
" مش بتتناقش حتى انا احاول اقنعها مفيش بابا يتكلم معاها بالعقل مفيش "
" طب ايه سبب رفضها يعنى"
" مهو ده اللى هيجننى مش راضيه تقول اى اسباب مقنعه كل اللى طالع عليها احنا هنا كويسين هننزل مصر نعمل ايه ما فريدة اختى مستقرة فى مصر بقالها ٦ سنين ومقالتش حاجه وبتجيلنا اجازات وبتنزل اشمعنا احنا كمان منستقرش فى بلدنا مش فاهم "
ثم تابع قائلا " سيبك من الموضوع ده دلوقتى نتكلم بعدين خلينا نركز فى الشغل"
رد عليه كرم
" اه الحمد لله انك افتكرت ان فيه شغل البروفه النهائية بتاعه الديفيله الجديد بتاع كولكشن الشتاء كانت امبارح واضطرينا نأجلها انهارده عشان حضرتك كنت مختفى "
ضرب بيده على رأسه متذكرا " اووف ازاى نسيت "
" ملف الكولكيشن اهو شوفوا لو محتاج تعديل والديفيله هيبدأ كمان ساعه هستناك فى اوضه العرض "
" تمام ابعتلى سهر معاك وانت خارج يا كرم"

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن