فى احدى المناطق النائية والتى يسميها البعض بالشعبية باحدى الحارات الصغيرة تعالت اصوات الضجيج من دكان الحداده وورش تصليح السيارات واصوات لعب الاولاد بالشوارع واصوات الجارات من شرفات المنازل لكن اهم ما قد تميزه هو صوت شجار فوزى صاحب محل الحلاقه مع العم جمعه صاحب دكان البقالة لنفس السبب فى كل يوم" انا قولتلك مليون مرة شيل كراتين الشيبسي بتاعتك دى من هنا ده مكان الفوط بتاعتى عشان بحطها تشمس"
" لا ده مكان كراتين الشيبسي بتاعى جرا ايه ياض يافوزى ده انت لسه فاتحلى الدكانه بتاعتك دى اول امبارح "
" اللهم طولك ياروح يعم جمعه انت راجل كبير متخلنيش اغلط فيك"دخلت الحارة بخطوات منتظمه شارده الفكر الى ان قطع شرودها اصوات الشجار اتجهت نحو جموع الناس الواقفه وحاولت دفعهم للدخول بينهم الى ان وصلت امام فوزى قائله
" جرا ايه يا فوزى هو كل يوم الاسطوانه بتاعتك دى بتتشطر على راجل كبير"فجاه تغيرت نبره صوت فوزى ليقول
" مهو يا ست رحمه اللى بيعاند معايا ومش راضى يسيب مكان الفوط بتاعى"ذهبت نحو الكراتين لتقوم بحملها لداخل الدكان قائلة بنفاذ صبر
" اتفضل خلصنا بقى خد مكان الفوط بتاعك اهو مسمعش صوتك ويلا على محلك وانتوا يا اخوانا شرفتونا منجلكوش فى حاجه وحشه يلا ياختى انتى وهى روحى اطبخى لجوزك بدل ما انتى واقفه تنمى على خلق الله "" يا رحمه يابنتى كنتى سبتينى اخد حقى منه "
" انا مش عيزاك تتعامل معاه تانى يعم جمعه انت راجل كبير ومش قده ده واحد مفترى خده على قد عقله ومتحطش الكراتين هنا تانى وبعدين ايه اللى نزلك بدرى كده انا كنت جاية افتح الدكانه "
"زهقت يا بنتى من القعده لوحدى قولت انزل اقعد فى الدكان لحد ما تيجى ، قوليلى عملتى ايه لاقيتى شغل"
"والله بلف على كعوب رجليا من الصبح واشي انترفيوا واشي مش عارفه ايه والاقيهم بيقولولى هنكلمك بعرف انهم لا هيكلمونى ولا بتاع "
"معلش يابنتى ربنا كريم وان شاء الله هيرزقك واهو ادى شغلك معايا فى الدكان بيجبلك قرشين"
" يارب ياعم جمعه ربنا يرزقنا انا هطلع اشوف امى واغير هدومى لحد ما تروق الدكانه وجيالك فوريرة"دلفت من ذلك الباب الضيق للعمارة المتهالكه والتى تجاور دكان عم جمعه لتصعد على السلالم وتصل امام الشقه وتفتح الباب لتدخل قائله بصياح
"ماااماااا انا جيت "
خرجت سعاد من المطبخ الصغير والذى لا يقال عنه مطبخ بمعنى الكلمه وانما هو اشبه بركن به بوتجاز صغير وثلاجه صغيرة وحوض وبعض معدات الطبخ
" يابت انتى لازم تعملى المولد ده كل ما تيجى من برا"
" ايه طبخلنا ايه انهاردة "
" انتى على طول همك على بطنك طمنينى الاول عملتى ايه لاقيتى حاجه"
جلست على الاريكه بتعب وتنهدت قائله
" زى كل يوم مفيش جديد بيقولولى هنبقى نكلمك"
ربتت سعاد على كتفها تحاول بث الطمأنينه لها
"متقلقيش ربنا هيكرمك بشغل كويس انا واثقه"
"دعواتك ياست الكل"
"ربنا يكرمك يابنتى ويرزقك من وسع "
"طب يلا بقى يا سوسو حضرلنا الاكل احسن انا واقعه من الجوع عشان الحق انزل الدكانه ، امال فين حور "
"بعتها تجبلى حاجات من السوق"
أنت تقرأ
الوهم
Romansaدائما ما نحزن و نفرح ، ننهار و ننهض ، انها الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، لكل منا قصة مليئه بالاسرار سواء كنا السيئين فيها او لا فلكلٍ ذنب يحاول الهرب منه لكن ماذا لو كان هذا الذنب بمثابة صفعة لاقرب الناس لنا ؟.....