الفصل الثامن عشر

84 7 0
                                    


ركب مراد سيارته تجاوره حور وانطلقوا سريعا نحو المشفى ما ان وصلوا حتى ترجلت حور سريعا وصعدت نحو رقم الغرفه التى املاتها ايها رحمه ، صعدت لترى رحمه وسهر واقفين امام باب الغرفه يتحدثون الى الطبيب وبعد مغادرته اقتربت منهم فعانقتها رحمه قائلة
" اهدى يا حور متقلقيش مفيش حاجه "
حور ببكاء " ماما مالها يا رحمه ايه اللى حصل "
رحمه " سهر دخلت تنادى عليها لاقيتها مبتردش طلبنا الاسعاف بسرعه وجينا على هنا"
كان مراد يقترب منهم حين قالت حور
" والدكتور قال ايه"
" معندهاش حاجه عضوية هى بس اتعرضت لضغط نفسي وعصبى شديد بقالها فترة وده خلاها يغمى عليها بس ، هو قالى انها هتفوق كمان شوية "
نظرت حور لمراد وفهمت ان الضغط التى تعيشه سعاد هو سببه
نظرت له وقالت " تعالى ندخل نشوفها يا مراد"
تركتهم رحمه وسهر يدخلوا بمفردهم وجلسوا امام الغرفه
وقفت حور امام سرير والدتها وهى تبكى بصمت وتمسح على يدها ورأسها اقترب مراد منها وربتت على كتفها قائلا
" متقلقيش ان شاء الله هتبقى كويسة "
قالت داخلها " يمكن لما تشوفك تبقى احسن"..

فى فيلا الشافعى
داخل غرفة كاميليا كان تصدر اصوات تكسير وصراخ عالية تجمع على آثرها كل من فى المنزل اقتربت دارين من كريمة قائلة
" فى ايه "
كريمة " معرفش يا هانم بقالها نص ساعه بتكسر فى الاوضه كده من ساعه ما جت من برا "
قالت فريدة " بابا ومراد  فين يا داده "
" تحت يا هانم قافل عليه اوضه مكتبه ومراد بيه خرج هو حور هانم من شوية "
اخذت فريدة تدق باب غرفه والدتها وهى تقول
" ماما افتحى الباب فهمينى طيب فى ايه "
وتابعت دارين
" كامى اهدى و افتحى الباب "
قالت فريدة بغضب من دارين
" عمتو روحى اوضتك ارتاحى ، وانتى اتفضلى من هنا انا عايزة اتكلم معاها لوحدى اتفضلوا "
بعد مغادرتهم اخذت فريدة تطرق على الباب بهدوء وهى تقنع والدتها ان تفتح الباب وبعد دقائق من الصمت سمعت صوت المفتاح يدور بالباب فتحت فريدة لترى كاميليا جالسه على الاريكه تنظر للفراغ بغضب ، اغلقت الباب خلفها وذهبت لتجلس امامها وهى تقول
" ايه اللى حصل لكل ده "
كاميليا بحده " محصلش حاجه سيبنى لوحدى "
صمتت فريدة قليلا ثم قالت
" انتى كنتى فين "
" هو تحقيق انتى مالك كنت فين "
" عشان مش عوايدك تخرجى من غير السواق ، وكمان بابا من ساعه ما جيتى وهو قافل على نفسه اوضه المكتب ، يبقى اكيد حصل حاجه "

كاميليا  بسخرية " روحى أساليه ، ابوكى الغبى اللى هيضيعنا كلنا "
فريدة " مسمحلكيش تقولى على بابا كده "
كاميليا بغضب " اه لكن تسمحيله يكتب كل حاجه بأسم مراد بيه اللى فى اى لحظه ممكن يرمينا فى الشارع "
ثم تابعت بغل واضح " يعنى حتى مستناش انه يموت عشان يخلى مراد يورثه لا ده كتبله كل حاجه بيع وشراء يعنى لا ابوكى ولا انتى ولا انا لينا حاجه فى كل الهيلامان ده "
فريدة بهدوء " هو مش مراد ده ابنك "
كاميليا بصراخ " لا مش ابنى ومش هسمح لابن الحوارى ده بعد ما لميته من الشوارع  بانه ياخد املاكى ويصرفها على امه واخته والجربوعه قريبتهم اللى متجوزها "
صدمت فريدة وقالت بصوت مهزوز
" قريبتهم ! ، يعنى ايه قريبتهم ، يعنى ...!"
كاميليا بنبرة سخرية
" اه الهانم اللى اخوكى متجوزها مزقوقه من امه واخته الجرابيع عشان يعرفوه الحقيقة ويلهفوا كل حاجه عشان ينتقموا منى لكن ده بعدهم "
تابعت فريدة وهى مصدومه وعلى وجهها ابتسامه
" يعنى رحمه تبقى اخته وطنط سعاد امه يعنى هما طول الوقت قدامه وهو مش عارف !"
التفتت لها كاميليا وقالت بتهديد
" عارفه لو كلمه واحده طلعت من بوقك انا هعمل ايه ، مش هخليكى تشوفيهم تانى همحيهم من على الارض "
فريدة -ولاول مرة- بنبرة كره وصراخ
" انتى ازاى كده ، ازاى بجد فهمينى ازاى جواكى الكره ده كل لواحد ربتيه بايدكى واحد ميعرفش غيرك ام ليه ، ليه فهمينى خلاص كنتى سيبته مكنتيش خدتيه يمكن الشارع اللى كنتى هتسبيه فيه كان يبقى احن منك عليه ، بس اسمعينى بقى والمرادى انا اللى ههدد لو مراد ولا اى حد من عيلته حصلهم حاجه اعتبرى ان بنتك ماتت ومش هتشوفى وشي تانى نهائى فهمانى يا ... يا كاميليا هانم "
ثم تركتها وغاردت صافقة الباب خلفها بقوة ولم تلاحظ دارين الواقفه بجانب الغرفه تضع يدها على فمها مصدومه مما سمعت !!.....

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن