وقف حازم بشرفته بعد ان عاد من عمله بعد ان اصر ان يذهب اليه بالرغم من الحاح والدته عليه ان ينال قسطا من الراحه كى لا يهاجمه التعب والدوار مرة اخرى لكنه لم يستمع اليها ..
وقف ينظر فى الافق بشرود ثم اخرج من جيبة سوار سهر واخذ يتأمله متذكرا ما حدث صباحا..." حازم انتى كويس يا ابنى اطلبلك الدكتور"
وضع حازم يده على راسه يفركها وهو يعتدل قائلا
" لا يا امى انا كويس بس انا ايه اللى جابنى هنا "
ابتسمت والدته بخبث ثم قالت
" انت اللى مفروض اسألك "
" انا مش فاكر حاجه انا روحت الشقه قبل الشغل عشان اطل عليها وهناك تعبت ومحستش بحاجه"
اقتربت والدته منه وقالت بجدية مصطنعه
" سهر اللى جابتك هنا ، الا هى مين دى "
صدم حازم وردد قائلا
" سهر ! "
اكدت والداته على كلامه قائلة بسعاده حاولت اخفاءها
" ايوة سهر ، بنت كده ماشاء ادب واخلاق ، ده حتى اتحايلت عليها تدخل مرضيتش ابدا وقالتلى اسمها ومشيت على طول "
ثم اخفضت صوتها ولوت فمها قائلة
" مش التانية اللى دخلالى اوضه النوم "
انتبه لها حازم قائلا
" انا اتأخرت على الشغل يا امى لازم امشي "
نهضت واقفه وهى تقول
" شغل ايه وانت تعبان كده وبعدين انت مش هتتنقل من هنا الا لما تعرفنى مين سهر دى وايه اللى حصل "
هو يعلم جيدا ان والدته لم تمر ذلك مرور الكرام وستعرف ما تريده باى طريقه فرد قائلا
" دى سكرتيرة البشمهندسة اللى بتخلصلى الشقه خلاص عرفتى يلا سلام "
تركها وانصرف ولم يعبأ بالحاحها على عدم ذهابه للعمل ...
رجع للواقع ثم نظر للسوار نظرة اخيرة و دسه فى جيبه ثم اتجه للفراش منتويا النوم ، رن هاتفه وكان المتصل رودينا فاجاب
" ايوة يا رودينا "
" كده يا حزومى متسألش عليا طول اليوم ولا تسألنى حتى جبتى ايه ولا عملتى ايه "
تنهد قائلا
" معلش كنت تعبان شوية "
" مالك حصل حاجه "
تابع حازم " تعبت واغمى عليا "
ردت عليه وقد التمس الامبالاه من نبرتها
" بجد الف سلامه هسيبك ترتاح بقى عشان هقيس الحاجات اللى جبتها انهاردة ، لازم اوريك الدريسات اللى جبتها تحفه بجد هتعجبك "
قال باقتضاب " ان شاء الله ، مع السلامه "....مر اسبوعان كانت تعمل فيهم فريدة بجهد حتى تنهى ما تبقى لها من اعمال لتسافر لعمتها التى سبقتها ، وقضت تلك المده وهى تبيت بمكتبها كل لا تتلاقى مع كاميليا، اكتفت بمهاتفه والداها فقط لتطمئنه عليها حتى يحين موعد سفرها ..
بينما سهر كانت تمر عليها الايام وهى تشعر بغصه فى قلبها من قرب موعد زفاف حازم ، حاولت كثيرا نفض ذلك الشعور عنها لكنها لم تنجح فقد اعترفت لنفسها اخيرا انها احبته بل بل انها احبته بشدة ولكن ليس كل ما تتمناه سوف تناله ، حمدت الله كثيرا على ان المكتب سوف يغلق بعد الانتهاء من العمل فى شقه حازم لتستعيد بأسها وتحاول نسيانه ..
وكان مراد يبذل قصارى جهده للوصول الى حور وذلك بمساعده عز وكرم الذى كان يذهب لرحمه وسعاد كل يوم ليطمئنهم بعد ان تم عقد قرانه على رحمه ، تقرب لرحمه كثيرا فى تلك الفترة وعرف عنها الكثير وشعر انه يحبها اكثر من ذى قبل بينما اعترفت له رحمه اخيرا بحبها مما جعله يشعر انه يملك الدنيا باكملها ..
أنت تقرأ
الوهم
Romansaدائما ما نحزن و نفرح ، ننهار و ننهض ، انها الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، لكل منا قصة مليئه بالاسرار سواء كنا السيئين فيها او لا فلكلٍ ذنب يحاول الهرب منه لكن ماذا لو كان هذا الذنب بمثابة صفعة لاقرب الناس لنا ؟.....