الفصل التاسع عشر

78 7 0
                                    


فتحت عيناها فجأة لتقوم بفزع ، أنفاسها تتلاحق تضع يدها على قلبها محاولة تنظيم دقاته المتسارعه ثوانى ونهضت سهر لتضئ نور الغرفه وتقول بقلق
" مالك يا رحمه شوفتى كابوس ولا ايه "
حاولت أخذ أنفاسها وقالت بصوت مهزوز
" اه كابوس "
" أستنى هجيبلك مياه "
خرجت سهر وعادت بعد ثوانى وهى تمسك بكوب من الماء وتعطيه لرحمه لتشربه
" ها احسن دلوقتى "
رحمه بابتسامه " اه الحمد لله هى الساعه كام دلوقتى "
نظرت سهر فى هاتفها وقالت
" الساعه سبعه "
" نامى انتى يا سهر معلش قلقتك انا هقوم اقف فى البلكونه شوية "
دخلت رحمه للشرفه لتستنشق الهواء جلست لدقائق ثم نهضت فجأة لترجع لغرفتها مرة أخرى ، القت نظرة سريعه على سهر فوجدتها غارقة فى النوم فأبدلت ملابسها وسحبت حقيبتها وخرجت واغلقت الباب خلفها بهدوء ..

وقفت رحمه امام باب الفيلا تنظر لها من بعيد مازالت تشعر بشعور غريب داخلها اقتربت من الباب قائله
" صباح الخير يا محسن "
ما ان رآها محسن حتى نهض من مكانه مسرعا وفتح لها بوابة الفيلا وهو يقول
" صباح الخير ياست رحمه اتفضلى "
" هى حور موجودة ولا راحت الشغل "
توترت ملامح محسن واجابها بتردد
" هو الست حور تعبت الفجر وجابولها الاسعاف وخدوها على المستشفى ولسه مرجعوش مفيش هنا غير الست دارين والست كاميليا مسافرة "
وقع قلبها فى أخمص قدميها وقالت بسرعه
" مستشفى ايه يا محسن قولى "
قال مسرعا
" استنى يا ست رحمه هخلى فتحى يوصلك "

على الطريق الصحراوى وأمام سيارة مراد كان يقف عز وبصحبته كرم ويزن  الصدمه والحزن لا يفارق وجوههم دقائق ومازال عز على نفس وضعه واقفا يتأمل السيارة ودموعه لأول مرة تهبط بصمت الى ان اقترب منه الضابط وهو يقول
" ملقناش الا الموبايل بتاعه اللى بلغ عن الحادثة كلمنا منه "
قال عز بصوت يشبه سكون الموتى
" مراد فين "
" للأسف ملوش أثر "
رفع صوته قائلا " يعنى ايه ملوش أثر مراد فين
ابنى فين يعنى حتى مش هعرف ادفنه مش هعرف اشوفوا عشان اودعه "
الضابط " انا مقدر حالتك بس ممكن حضرتك تهدى عشان احنا محتاجين اقوالكوا عشان دى حادثة مدبرة مش قضاء وقدر"
أنتبهوا له جميعهم وقال يزن
" يعنى ايه ، فى حد كان قاصد يقتل مراد ! "
" ده اللى اكتشفناه لما فحصنا العربية لقينا خرطوم مساعدة الفرامل مش فى مكانه وواضح انه بفعل فاعل "....

فى غرفة فى المشفى كانت فريدة تجلس على الاريكه يجاورها الفت امام حور المتسطحه على السرير امامهم ويدها موصوله بخراطيم تمدها بالمحاليل المغذية  ، كانت فريدة تنظر للفراغ امامها دموعها تهطل بصمت تربت الفت على كتفها من حين لآخر لكنها لا تحرك ساكنا بعد فترة من الوقت تحدثت فريدة اخيرا بصوت مبحوح
" الموبايل "
قالت الفت " عايزة موبايلك "
حركت رأسها بالايجاب دون ان تنطق ، التقطت الفت هاتفها من الحقيبه وناولته لها اخذته فريدة واتصلت على رقم والدها
" ايوة يا فريدة انا يزن "
تسارعت دقات قلبها وقالت بخوف
" بابا فين هو كويس ؟ "
نظر يزن لوالدها الذى خارت قواه وجلس على الارض يبكى وقال بصوت حاول ان يكون ثابتا
" هو بيتكلم مع الظابط عشان كده ادانى الموبايل ارد "
قالت بصوت مضطرب وهى تبكى
" لقيتوا مراد "
مسح يزن وجهه بيده وابعد الهاتف قليلا عن اذنه ونظر للسماء والدموع تلمع بعينيه واجابها
" اه لاقيناه "
وتابع مسرعا حتى لا تسأل اكثر
" فريدة الشبكه هنا وحشه شوية وهكلمك سلام"
واغلق المكالمه سريعا ، اقترب من عز وكرم الجالس بجانبه ونزل على ركبته  وقال هو يعطى الهاتف لعز
" انا قولت لفريدة اننا لاقيناه يعنى عشان يطمنوا شوية لحد ما نشوف هنعمل ايه "
عز بصوت منخفض
" انا مش همشي من هنا الا لما الاقيه "
ظل عز على حالته تلك ، بينما كرم ويزن انطلقوا يبحثون عنه ويجرون بعض الاتصالات للمستشفيات ليسألوا عن اسمه بين المرضى لكن لا جدوى ...

الوهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن