انتهى المأذون من عقد القران قائلا
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير"
لحظه من اسعد اللحظات التى تتمناها وتنتظرها اى فتاه ولكنها لم تكن كذلك بالنسبه لحور فقد كانت جالسه كالجثه الهامده لم تنطق بشئ
قام مراد من مكانه واخرج من جيبه علبه قطيفه بداخلها خاتم رقيق من الالماس وتوجهه نحو حور
" تسمحيلى البسك شبكتك انا عارف انها حاجه بسيطه بس اكيد هعوضك "
مدت يدها بدون ان تتكلم او حتى تنظر اليه البسها مراد الخاتم وقام بتقبيل يدها التى سرعان ما سحبتها
اتجه نحو سعاد قائلا
" متقلقيش على حور دى فى عنيا "
كانت سعاد تنظر له وعيناها تلمع باشتياق تود لو تحتضنه وتخبرة انها امه تريد ان تبث له اشتياقها وحسرتها طوال تلك السنوات لكنها اكتفت بقول "خلى بالك منها "
تابع مراد " هنستناكى تحت يا حور"
نزل مراد وعز للاسفل لينتظروا حور فى السيارة بينما كرم استقل سيارته ورحل
عانقت رحمه اختها بشده وقالت بدموع
" خلى بالك من نفسك لو زعلك ولا عملك اى حاجه كلمينى على طول "
اومأت حور بدموع واتجهت نحو سعاد التى عانقتها ببكاء وهمست بجانب اذنها
"انا اسفه يا بنتى انا اسفه"
مسحت حور ع ظهرها هامسه لها
"عمرى ما ازعل منك "
نزلت حور وركبت مع مراد نظرت لاعلى حيث سعاد ورحمه يودعونها من الشرفه قامت بتوديعهم وانطلق بها مراد حيث مصيرها المجهول ...." ليه يا ماما ليه تعملى فى حور كده ليه تغصبيها على واحد مش بتحبه "
حاولت سعاد التماسك قائله " انا عايزة افرح بيكوا ومش هلاقى عريس مناسب لحور اكتر من مراد "
رحمه بغضب " قولى كده عايزة تخلصى من حور عشان مش بنتك فرمتيها لاول واحد غنى دق بابها صح"
صدمت سعاد من كلام رحمه ولم تقدر على الرد
" يبقى صح انا حقيقى مش قادرة اصدق انك امى ، امى الست الطيبه الحنينه انا حقيقى اتصدمت فيكى "
تركتها رحمه ودلفت غرفتها واغلقت الباب خلفها بقوه بينما انهارت كل حصون سعاد وجلست على الارض تبكى بحسرة ....توقفت سيارة مراد امام باب الفيلا عم الصمت قليلا كان قلب حور يكاد ينخلع من قفصها الصدرى من شدة ضرباته خائفه من ما ينتظرها بعد دقائق قطع هذا الصمت صوت عز عندما لاحظ شحوب وجهها
" حور يا بنتى انا مش عايزك تقلقى من اى حاجه اطمنى "
قالت بصوت مضطرب " حاضر يا عز بيه"
ابتسم عز " لا عز بيه ايه بقى خلاص انتى من انهاردة زى بنتى قوليلى يا بابا "
ابتسمت حور بدون ان تقول كلمه
قال مراد " يلا يا حور انزلى "
نزلوا جميعا ودلفوا من باب الفيلا ليروا كاميليا تهبط الدرج مسرعه
" بقى كده كل ده تأخير وانا معرفش انتوا فين ولا بتردوا عليا و..."
بترت عبارتها عندما رأت حور تقف خلف مراد ونظرها بالارض متوترة
قالت بغضب " انتى كمان ليكى عين تيجى لحد هنا ايه اللى جاب البت دى هنا "
قال مراد ببرود " انا اللى جبتها " ثم تابع
" وياريت تتكلمى مع مراتى كويس"
صاحت بغضب " انت اكيد بتهزر مرات مين انتى جيبهالى لحد هنا وبتقولى ببجاحه انك هتتجوزها ده لايمكن يحصل ودارين خطيبتك هتقولها ايه" ثم نظرت لعز قائله
" وانت هتوافق على المسخرة اللى بتحصل دى"
قال عز " انا مش لسه هوافق انا وافقت خلاص"
" يعنى ايه "
امسك مراد بيد حور قائلا " يعنى انا مش بقولك انى هتجوزها لانى اتجوزتها بالفعل حور بقت مراتى يا .. ماما "
قال كلمته الاخيرة بسخرية واخرج اوراق عقد القران الذى اخذ نسخه منها من المأذون لحين صدور قسمية الزواج واعطاها لها قائلا
" و بالمناسبة دارين مش خطيبتى وعمرها ما كانت ولا هتكون بعد اذنك يا بابا "
وسحب حور التى كانت تقف متجمده من الصدمه والخوف وصعد بها الى غرفته واغلق الباب خلفه
القت كاميليا الاوراق بعنف " ده كذب ده لايمكن يحصل الجربوعه دى لايمكن تقعد فى بيتى لحظه واحده "
اقترب عز منها قائلا " ياما حذرتك وانتى مسمعتيش الكلام بس حابب انبهك لو اتعرضتى لحور باى حاجه انا اول واحد هقف فى وشك متعمليش حاجه تندمى عليها اكتر"...
أنت تقرأ
الوهم
Romanceدائما ما نحزن و نفرح ، ننهار و ننهض ، انها الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، لكل منا قصة مليئه بالاسرار سواء كنا السيئين فيها او لا فلكلٍ ذنب يحاول الهرب منه لكن ماذا لو كان هذا الذنب بمثابة صفعة لاقرب الناس لنا ؟.....