خادمة الزهرة

6K 547 346
                                    


(24)
.
.

صوت تقاطر دماء..كصنبور لم يغلق بإحكام.. ظلمة تعم الأجواء..لا رائحة أو هواء..

ثم صدى سعال فجأة..

لتتوضح الامور و أظهر جالسة على الارض ملفوفة بالاغصان التي تجرحني..

فتلك الميرزيسكا الغبية..قد أبرحتني ضربا!!

"انا لست ميتة صحيح؟!هذا ليس الموت"
قلت بهدوء انظر لبركةة الدم في الارض السوداء ثم رفعت عيني الفارغتان لأقول: الموت ليس مؤلما هكذا..

لتجتمع الدموع بعيني و أقول:الحياة مؤلمة إذا فأنا حية..

نظرت لي بحدة ثم اطلقت ضحكة مدوية كمشعوذة بشعة لتردف بعدها: هههه يا لك من فتاة غبية لو نك لم تموتي او تقتربي منه لما استطعت ان امسكك يوما...

استغربت قولها لتكمل مفسرة: اكبر خوف لدى البشر هو الموت لأنه الوحيد الذي يجعلهم يسيطرون على تهورهم جنونهم..

اظهرت نصف ابتسامة قصدا لتقول: و حتى غبائهم و هو ما لم تتحكمي به..بل انت لم تتحكمي بشيء و تركت العنوة لمشاعرك حتى حطمتك..قتلتك..

ثم قامت بنزع آخر بتلة بالوردة الحمراء و رمت الغصن فوق إخوته كومة منها لتقطف ٱخرى و تقول: لو انك فقط توفيت و رحلت لما استطعت ان ٱمسكك لكن لأنك علقت بسبب كون روحك ترفض الرحيل او الموت..

"بوم.."
قالت و قد قسمت الغصن لتنظر لي: أمسكتك..

عضضت على شفتي للمتعجرفة التي تقف امامي فلم اسيطر على غضبي و قلت: اغلقي فمك..بشعة غبية!!
تفاجأت لتبرتي ثم اكملت: اجل لم ٱرد الموت..ليس بعد على الاقل لكني ايضا لم ارد ان يموت لم ٱرد ان افقده..أنا..

ثم صمت ثوان لتتدفق قطرات حمراء من عيني لأقول:كنت خائفة من نفسي..

لكنها بالكاد سمعت غير كوني شتمتها لتقف بغضب و تقول: مالذي قلته؟!

رفعت بعينيها لها لأول:بشعة غبية!!
ثم بابتسامة سخرية انظر لها من للاسفل للاعلى:و تشبهين عيدان الحطب المحروقة..

عرفت لورا غيظها الشديد ليريحني ذلك و يفرحني فتضيق الاشواك اكثر و تزيد دمائي تدفقا صرختْ:سأعذبك! ستندمين..

و اذ بها ترفع يدها للاعلى لتخرج اشواك كثيرة ثم تتوجه الي بسرعة كبيرة لم يهمني حقيقة فأنا بالفعل ميتة فأوطات رأسي بل لم أستطع ان انظر لغير الارض حتى ظهرت كتابة زرقاء نيلية..

"سٱساعدك.."
علمت فورا أنها الزهرة لتكتب ثانية:
"و لكنك ستدينين لي بواحدة..

فأومات برأسي و دموع الدماء تتقاطر كنت اسمع صوت الاشواك تحتك ببعضها مسرعة ناحيتي لكن النغمة تحولت فجأة لشيء يصطدم ثم يحترق!!

رفعت بؤبتي قليلا فدهشت للاقدام البيضاء الناصعة كأنها صبغت ثوب أزرق بلون فاتح يصل للركبة،و شعر..شعر أبيض!! يتدلى حتى الارض و يلمسها..يلمس السلاسل الكثيرة التي لا اعلم من اين ظهرت لكنها كانت حول اليدين البيضاوتين كذلك الرجلين تمتد من عند الشابة لخلفي بعمق السواد حيث لم أجد لها نهاية..

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن