بابروسات و إليكسيل 2

5.2K 389 497
                                    

(46)

تذكير: في الفصل السابق عادت بلور لوحدها حين احست بألم آن، عبروا الباب الصغير الموجود اسفل منضدة التزيين و انتهى الامر بآن في حديقة صغيرة بمكان ما التقت فيه هناك بالفتاة و الصغيرة و أخبرتاها أنهما تمثلان قلبها فاحظاهما قسم السعادة -الفتاة الصغيرة التي اسمها بابروسات- و الثانية تمثل الألم -الشابة التي اسمها إليكسيل- .

.
.

"و نحن نملك أجسادًا بسبب قدرة الزهرة على الإحياء"

قالتا لي و شعرت بالأرض تدور، خفت أكثر و أصبح نفسي شيئا لم ٱسيطر عليه. وضعت يدي على المقبض حاولت إدارته ببطء شديد قبل أن ترياني.

"نحن نعلم كيف تجدين كتاب لوداريوس"

قالت الكبرى، بابروسات. و قد تقدمت ناحيتي خطوة، فتوقفت فورا مكاني.

نظرت ناحية المقبض و قالت: إذا أردت أن تعرفيها فلا أنصحك بأن تديري المقبض.

توترت، أنا أحتاج للمعلومات. فأزحت يدي ببطء حتى أنزلتها تماما.

لتمد الكبرى يدها، رفعت نظري لها بتعجب فقالت: ثقي بنا، لا يمكن للقلب أن يؤذي نفسه صحيح؟!

نظرت لها لأبتسم بشحوب بعض الشيء، أمسكت يدها و قلت: مخطأة.

رفعت رأسي إليها،

"لطالما آذيت قلبي بنفسي"
ابتسمت بوهنٍ و أردفت،

"آسفة لإيذاءكما"

ما لبثت أن سحبتني الصغيرة من ثوبي و قالت: مالذي تقولينه أنت لم تؤذنا هذا عملنا لذلك لا بأس.

فابتسمت لها لأمشي معهما. جلست الصغيرة أرضًا بينما الكبرى على كرسي، في حين اخترت أنا إحدى الأرجوحتان مبقية مسافة أمان بعد كل شيء.

نظرت لهما بالتوالي حتى قلت: ح-حسنا إذا، أين هو كتاب لود-

لكن الكبرى قاطعتني،

"هل تعلمين لما إحدانا كبرى و الثانية صغرى؟!"

استغربت ثم نظرت للصغيرة فابتسمت بوجهي ببرائة في حين الٱخرى ظلت تنظر لي ببرود.

هززت رأسي نافية و قلت: كلا.

نظرت بابروسات -الكبرى- للسماء ثم قالت: هذا لأن حزنك أكبر من فرحك.

استغربت فنظرت لي و أردفت،

"لقد ولدنا أنا و إليكسيل في نفس يوم ولادتك، نحن ٱختان، توأمتان. و قد كنا نكبر معا و بطبيعية حتى بلغت أنت الخامسة و توقف فرحك"

دهشت للحظة، نطقت الصغيرة و قد بدى عليها الألم: لقد توقفت عن النمو أنا منذ الخامسة، و ظلت ٱختي تكبر، لأن حزنك لم يتوقف عن الظهور.

أوطأت رأسي، ثم رحت ٱحرك الٱرجوحة قليلا قائلة: لكن هذا محال، فأنا أملك ذكريات سعيدة بالسنوات الماضية.

رواية || الزهرة الزرقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن